الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتغلب على نفسي وأغير من نظرتي للآخرين؟

السؤال

أنا شاب مسلم والحمد لله، أعاني من مشكلة التكلم مع نفسي التي تجعلني أفسر الأمور بطريقة خاطئة، أو أظن بالناس السوء، أو لا أستطيع أن آخذ القرارات، مما قد يؤدي إلى هلاكي، وخوفي على مستقبلي، ولا يجعلني أركز في عباداتي.

أرجو أن تدعو لي بأن يتوب الله علي ويرضى عني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، وندعوه تعالى أن يتوب علينا جميعا، فكلنا دوما في حاجة لرحمته تعالى ومغفرته.

حقيقة لم تتضح المشكلة تماما مما ورد في سؤالك، إلا موضوع الظن السلبي أو الخطأ بالآخرين، وأنك تريد تغيير هذا.

ولم يتضح ما المقصود من أنك لا تستطيع اتخاذ القرارات، و يا ترى أي نوع من القرارات تجد فيها الصعوبة؟

وما هي طبيعة الخوف من المستقبل؟ فهل هو مجرد حالة من رهاب المستقبل، أم هي حالة من القلق العام؟ والأرجح أنها حالة من الخوف من المستقبل.

يمكن للخوف من المستقبل وتشتت الأفكار أن لا يكون أكثر من مجرد قلق نفسي، وهو منتشر ويمكن أن يصيب الكثيرين، وعلاجه ليس بالعسير سواء عن طريق العلاج النفسي أو أحد الأدوية المضادة للقلق، وهي متعددة.

ولكن العرض الآخر الذي ذكرته، من الحديث مع نفسك، فحتى هذا يمكن أن يكون عرضا للقلق أو غيره من الاضطرابات النفسية الخفيفة، وخاصة إذا كان سماعك لعقلك وكأنك تفكر بصوت مرتفع، فهذا أيضا يمكن أن يكون سببه القلق، وقد تكون له أسباب أخرى، فيمكن علاجه بمضاد للقلق.

حاول مع تمارين الاسترخاء, ومن أهم ما يعطيك راحة البال والهدوء؛ الصلاة وتلاوة القرآن.

وفقك الله، ويسّر لك الخير.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور مأمون مبيض، استشاري الطب النفسي، وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي والإدمان.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا, ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي الكريم أعتقد أن الدكتور مأمون مبيض استشاري الطب النفسي قد أجابك بما هو مفيد، استشارتك طيبة وجيدة, لكن هناك بعض الأمور التي ربما تحتاج إلى بعض التوضيح.

الذي أستطع أن أستشفه من استشارتك وحسب محتواها الحالي هو أنك في الغالب تعاني بما نسميه بالقلق الوسواسي، فالوساوس تجعل الإنسان حقيقة يتردد في قراراته, ربما يلجأ إلى سوء التفسير وسوء التأويل في بعض الأحيان.

الوضع الأسلم -أخي الكريم- هو أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا, والحمد لله دولة الكويت بها الكثير من الإخوة الأطباء المتميزين جدا، ومن خلال محاورة الطبيب أعتقد أن التشخيص الدقيق لحالتك يمكن الوصول إليه، وكما ذكرت لك أرى أنه قلق وسواسي, لكن قطعا المقابلة الشخصية مهمة في مثل حالتك.

وكما أشار لك الأخ الدكتور مأمون، هذه الحالات يمكن علاجها من خلال ممارسات الاسترخاء (2136015)، وأن تجعل قلقك هذا قلقاً إيجابيا, وهذا من خلال حسن إدارة الوقت، وأن لا تترك للفراغ مجالا؛ لأن الفراغ كثيرا ما يجعل الإنسان يشرد بذهنه وتفكيره, ويدخل في دوامة أحلام اليقظة التي تؤدي إلى المزيد من التشتت الذهني, وتطاير الأفكار, وضياع التركيز.

موضوع أنك لا تحسن الظن بالناس, هذا حقيقة يجب أن أتوقف عنده, وإذا كان هذا العرض عرضا شديدا ومطبقا؛ فهذا نضعه تحت الحالات المرضية, وأما إن كانت مجرد خاطرة تأتي هنا وهناك؛ فهذا يعتبر أمرا طبيعيا, وجزء من القلق النفسي.

أخي: لا أريد أن أكرر لكن مقابلة الطبيب أعتقد أنها سوف تكون جيدة، وإن لم تستطع أن تقابل الطبيب فهناك دواء بسيط جدا ومضاد للقلق والتوترات, اسمه الدوقماتيل, واسمه العلمي سلبرايد، هذا دواء مفيد، لا أقول لك إنه سوف يكون بديلا حتميا لمقابلة الطبيب, لكنه قد يفيدك -إن شاء الله تعالى-.

وعموما هو سليم, فيمكن أن تتحصل عليه إن لم تستطع أن تذهب إلى الطبيب, تناول الدواء بجرعة كبسولة واحدة, (50) مليجراما ليلا بعد الأكل لمدة أسبوع, وبعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر, ثم اجعلها كسبولة واحدة يوميا لمدة شهر آخر, ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أود أن أوضحه لك -أخي الكريم- وإن استطعت أن تجيب على الاستفسارات التي طرحها عليك الدكتور مأمون فهذا أمر مفيد, وعلى العموم اطمئن, الحالة -إن شاء الله- بسيطة, وغالبا مثل هذه الحالات تكون عارضة في حياة الناس, وليس هنالك ما يدعوك أن تخاف حول المستقبل.

انظر للمستقبل بإيجابية وبأمل ورجاء، وتوكل على الله في كل شأنك، ليس هنالك ما يجعلك حقيقة تحمل هذه الهموم, وتخاف الهلاك، والأمر أفضل من ذلك، وعليك بالرفقة الطيبة والصالحة, الرفقة التي تؤازرك في أمور الدين والدنيا هذا أخي جيد.

وفي موضوع العبادات: عليك بالجماعة, خاصة الصلاة, وهذا يحسن التركيز ولا شك في ذلك, وعليك أخي الكريم أيضا أن تستخير دائما في أمورك, فهذه وسيلة ممتازة لقضاء دابر التردد, خاصة التردد في الأمور البسيطة, وبالنسبة لموضوع الظن بالناس, فيجب أن نحسن الظن دائما, وعليك أن تكثر من الاستغفار, فهذا يفيدك كثيرا إن شاء الله تعالى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً