الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أجري عملية لاستئصال اللحمية بالرحم؟

السؤال

جزاكم الله خيرا علي هذا العمل القيم، وبعد:

عندي لحمية خارج الرحم، وقد قال الطبيب إنها ضخمة (13*9) سم، وتلتصق مع الرحم بواسطة حامل. هذه اللحمية موجودة عندي من قبل أن أتزوج، وقد تزوجت، وبعد ثلاثة شهور حملت وأنجبت طفلا سليما -والحمد لله- وبعد عامين من إنجابي عانيت من مغص حاد وشد مؤلم بالبطن، لا أستطيع معه الانحناء، وعولجت منه بالمضادات الحيوية والفلاجيل، باعتبار أنها التهابات حادة، بعدها بأسبوعين ظهر أني حامل، وفي الشهر الرابع وأثناء كشف دوري أخبرني الطبيب أن جنيني مشوه، واحتمالات اكتمال نموه تكاد تكون معدومة، وأن لديه ما يعرف بالسيستك هايقروما، وأن مسألة سقوطه مسألة وقت، وبعد شهر عاودني نفس المغص، ورفض الطبيب إجهاض الجنين؛ لأنه تجاوز الشهر الخامس، على كلٍ توفي جنيني في الشهر الثامن، وبعدها بحوالي شهرين عاودني المغص مرة أخرى، آلام قاسية لا تحتمل، وانتفاخ وشد بالبطن، وكان التشخيص هذه المرة التهابا بالغشاء البريتوني والتصاقات.

طبيبي يري أنه طالما حدث حمل في وجود اللحمية فلا داعي لإزالتها، خاصة وأن عمري الآن 38 سنة، وأرغب في حمل آخر، وأن الالتصاقات والآلام التي مررت بها لا علاقه لها باللحمية.

أشيروا علي بارك الله فيكم، هل أجري جراحة لإزالة اللحمية؟ وهل يؤثر هذا على الإنجاب؟ وهل للحمية علاقه بالسيستك هايقروما أو بالآلام التي مررت بها؟ ولكم الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مشاعر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

في البدء ندعو الله عز وجل أن يعوضك بكل خير، وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة, يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب, إن شاء الله تعالى.

من الوصف الذي جاء في رسالتك, فإن اللحمية التي شخصت لك هي عبارة عن ورم ليفي, لكن هذا الورم متوضع على سطح الرحم من الخارج, ومتصل بالرحم عن طريق عنق (الورم الليفي المعلق) والأورام الليفية التي تكون متوضعة على سطح الرحم الخارجي, وخاصة تلك التي تكون معلقة -كما هو الحال عندك- لا تؤدي عادة إلى تأخر في حدوث الحمل, ولا تسبب الإجهاض, كما أنها لا تسبب التشوهات الخلقية, أي أنه لا علاقة بين الورم وبين التشوه الذي أصاب جنينك الثاني، ولكن هذه الأورام قد تسبب ضغطا على أعضاء البطن أو الحوض المجاورة لها, كما أنها تكون عرضة للالتواء أو الالتفاف، بسبب وجود العنق, فتسبب الألم المفاجئ.

وبما أن الأطباء قد أكدوا لك بأن آلام البطن عندك ليست ناجمة عن هذا الورم الليفي, وبما أن الحمل قد حدث بدون تأخير بعد زواجك, وحدث مرتين, فإنني أرى بأن رأي طبيبك صحيح, أي أنه يجب عدم إجراء التداخل الجراحي الآن, بل يجب تأجيله إلى ما بعد أن تكملي عائلتك, وتنجبي ما كتبه الله لك من الأطفال, والسبب هو أن أي تداخل جراحي على البطن أو على الحوض -مهما كان بسيطا ومهما كانت مهارة الجراح- فإنه قد يخلف في الحوض التصاقات واضحة أو غير واضحة (مجهرية) تؤثر على الأنابيب وعلى نفوذيتها, وبالتالي قد تؤخر أو تمنع الحمل.

لذلك فإنني أؤيد رأي طبيبك بعدم التداخل الجراحي الآن, وقراره هذا قرار صائب -إن شاء الله- ويدل على أنه يتمتع بخبرة ومهنية عالية, والأهم أنه يتمتع بضمير حي, ويراعي آداب مهنة الطب, فهو قد التفت إلى مصلحتك أولا, ولم يلتفت للكسب المادي, بارك الله فيه وفي أمثاله.

بعد أن تكملي عائلتك -إن شاء الله - وبعد أن تنجبي ما كتبه الله لك من الأطفال, يمكن حينها عمل الجراحة واستئصال الورم، وبالطبع في أي وقت يصبح الورم عرضيا, أو يتم الشك بأنه هو السبب في حدوث آلام البطن, فيجب حينها عدم الانتظار, بل يجب عمل الاستئصال فورا, بغض النظر عن الإنجاب وعن العمر, فالمهم في هذه الحالة -أي عندما يسبب الورم أعراضا- هي صحتك أنت, فصحة الأم يجب أن تكون دوما لها الأولوية, ومقدمة على أي شيء آخر.

أسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً