الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا أفعل بعدم اهتمام زوجي بي وعمله الدائم؟

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي أن زوجي دائماً يقول لي: انحفي، وهذا سبب لي عقدة واكتئاباً، ولا أعرف ماذا أفعل!؟ وأيضاً عدم اهتمامه بي على الرغم من أني مغتربة، وهو دائماً مشغول بعمله، حتى الإجازات لا يستخدمها، يعمل 24 ساعة، حتى في يوم الجمعة، لدي طفل رضيع واحد، ولا يقضي معه إلا بضع ساعات ثم يذهب للنوم.

أرجوكم أفيدوني؛ لأن عندي اكتئاباً، ولا أعرف ماذا أفعل!؟ مع العلم أننا نحب بعضنا جداً منذ 4 سنوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ om hamza حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأهلاً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وفي زوجك وولدك.

وبخصوص ما سألت عنه، فنود أن نخبرك بأمرٍ هام وهو: أن الاكتئاب يأتي لعدة أسباب، من أهمها: اليأس من التغيير، حينها يشعر المرء أنه ضعيف ولا حيلة له، ويركن إلى الإحباط، وهو ما يؤدي به إلى الاكتئاب، وللنجاة من هذا الهم والغم ننصحك بأمرين:

1- تحديد المشكلة؛ فهو أول درجات التغيير، ولكل مشكلة في حياتنا حل إذا وجدت راصداً جيداً، وبرنامجاً عملياً للتغيير، وفي حالتك تكمن المشكلة في أمرين:

أ- زيادة الوزن التي دفعت زوجك إلى الكلام المباشر لك.
ب- عدم اهتمام زوجك بك بالدرجة العادية، أو بالدرجة التي تريدينها.

وهنا بقي حل المشكلتين:

المشكلة الأولى تحتاج منك إلى همة عالية، فالأمر ليس عسيراً ولا مستحيلاً، وكم من فتيان وفتيات استطاعوا -بحول الله- التخلص من الوزن الزائد، وأصبحت حياتهن طبيعية وعادية.

المشكلة الثانية: عدم اهتمام زوجك بك الاهتمام المطلوب، ومن خلال حديثك بدا لنا أنك أرجعت الأمر إلى عمله حتى أيام الإجازات كما ذكرت، والحق أن الإنسان يجب أن يكون متوازناً كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: (كنت أصوم الدهر، وأقرأ القرآن كل ليلة، قال: فإما ذكرت للنبي -صلى الله عليه وسلم- وإما أرسل إلي فأتيته، فقال لي: ألم أخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلة؟ فقلت: بلى يا نبي الله، ولم أرد بذلك إلا الخير، قال: فإن لزوجك عليك حقاً، ولزورك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً) فالأصل التوازن في حياة الفرد، ليعطي زوجه وولده وجسده وعمله أوقاتاً متوازنة.

وهذا يقتضى منه التعلم والمعرفة، ويمكنك بطريق غير مباشر عن طريق وضع كتاب في البيت، أو السيارة، أو الحديث إلى زوجة أحد أصدقائه ممن رزقه الله العلم والفهم ليحدثه عن وجوب مراعاة الزوج لزوجته والاهتمام بها، كما يقتضي هذا منك تهيئة البيت، وتهيئة نفسك ليراك كما يحب، فإن الرجل إذا عاد من عمله يحتاج إلى السكينة التي تقيده للجلوس في البيت.

2- الأمر الثاني الذي نوصيك به: استغلال وقتك استغلالاً أفضل، فإن الاكتئاب الذي تحدثت عنه أحد عوامله القوية وجود وقت فراغٍ كبير عندك لا تحسنين استغلاله، ويمكنك استغلاله في الأمر السابق، كما يمكنك استغلاله كذلك في تعلم العلم الشرعي، وحفظ القرآن، والإقبال على الله عز وجل، ويمكنك فعل ذلك وأنت في بيتك، فقد يسر الله الأمور، وأصبحت عن طريق الشبكة العنكبوتية، مثل: أن تدخلي على المواقع الإسلامية، والاستفادة الكبيرة من تلك المواقع بهدف الارتقاء بالجانب الروحي في حياتك، فالإقبال على الله، وعلى طلب العلم، والذكر والعبادة، والتقرب إليه، يورث عندك الرضا، ويملأ جوانب النقص التي تجدينها.

بهذين الطريقين والصبر ستحصلين على ما تريدين من دون طلب أو اكتئاب، نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يملأ حياتك سعادةً وإيماناً.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً