الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعري يتساقط وأحس بعدم الراحة بعد الأكل .. فما هذه الحالة؟

السؤال

أتمنى أن يكون الجميع بخير حال.

لدي عدة أعراض مختلفة، ولا أعلم إن كانت متصلة ببعضها أم لا، سأحاول وصفها قدر المستطاع، وأتمنى أن أجد تشخيصًا وحلًا أو توجيهًا، وألا أتسبب في تعبكم معي.

كان لدي ميكروب سبحي، وسرعة ترسيب عالية جدًا، وعالجت الميكروب السبحي بحقن بنسلين، ولم أهتم بمتابعة سرعة الترسيب، وما زالت لدي إلى الآن، لكنها أقل من ذي قبل، وتسبب لي ألمًا في المفاصل - خصوصًا ركبتي - ولا أستطيع ثنيها فترة طويلة؛ لأنها تتعبني جدًّا.

مشكلتي الأساسية معدتي - عند فم المعدة تقريبًا – فأنا أشعر منذ وقت طويل جدًّا بعدم راحة بعد الأكل، وفي الصباح - وهذا دائمًا - وظننت أن معدتي حساسة، ومنذ أول السنة السابقة تقريبًا ازداد هذا الشعور، وأصبحت أشعر بالغثيان، ولاحظت أنه توجد أكلات معينة تزيد هذا الشعور أكثر من الباقي، كأي أكل به ثوم، أو بصل، أو ليمون، أو أي أكل حامض, أو حار، ويزداد هذا الشعور ويكون ألمًا عندما أكون غضبانة أو منفعلة.

لا أشعر بالعطش إلا نادرًا، وأشك أن المياه العادية سببت لي نزلة معوية مرتين في فترة متقاربة، وأنا الآن أشرب مياهًا معدنية دائمًا، ولو حسبت مقدار ما أشرب فإني أنهي الزجاجة ذات سعة اللتر والنصف في أربعة أيام تقريبًا, وقد يصل إلى خمسة أيام.

أشعر بدوار لمدة ثوان كأنّ على عيني ضبابة، وكأن أذني تصفر، وكأني أشعر بالدم الموجود في دماغي لعدة ثوان، ثم أعود طبيعية، ولا يتكرر ذلك كثيرًا، ولكنه موجود كل حين في أوقات: عندما أقف، أو أكون في الشارع، وأحيانًا وأنا جالسة مكاني، وأحيانًا عند صعودي السلم، أو عندما أكون منفعلة، وعندما أكون منفردة أشعر أحيانًا بنغز كأنه التماس كهربائي عند كتفي الأيسر - وأحيانًا الأيمن - يستمر لثوان، وأتحكم بأنفاسي وقتها؛ حتى لا أتألم، ثم يختفي.

جسمي نحيف، وليست لدي شهية للأكل - حتى إن وجدت في بعض الأوقات - ومشكلة معدتي تجعلني لا أستطيع أن آكل كثيرًا؛ حتى لا أرهقها وتؤذيني بقية اليوم.
وأعاني من مشكلة النحافة - خصوصًا في الساقين، فهي نحيفة جدًّا - ويوجد انحناء عند الركبة في الساقين، ليس شديدًا، ولكنه ملحوظ، وأعتقد أن لدي نقصًا في فيتامين (د) أو بسبب النحافة - لا أعلم - وأتمنى بشدة أن أجد حلًا لهذا الموضوع خصوصًا.

لدي تساقط في الشعر، رغم أن شعري كان كثيفًا, وملمسه ناعم، لكنه الآن خفيف جدًا، يتساقط من الأمام خصوصًا, وباهت اللون ومتقصف، لكنه محتفظ - نوعًا ما - بملمسه، ولدي شعر زائد أيضًا، لكنه ليس كثيرًا إلا أنه يجهدني، لا أعلم هل هو شيء طبيعي، أم أن لدي مشكلة في الهرمونات؟ وإن كانت توجد مشكلة فكيف أتأكد؟

أعتقد أني كتبت كل ما أشعر به من أعراض، وأتمنى أن أجد حلًا لتلك الأعراض، وهل سببها شيء واحد، أم أن كل عرض منفصل عن الآخر؟

آسفة للإطالة، لكني أحاول أن أوصل ما أشعر به بالقدر الكافي لتفهم مشكلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

لم تذكري - يا أخت أمل - إن كنت راجعت أحد الأطباء لكل هذه الإعراض التي تشكين منها، وإن كان قد تم إجراء تحاليل للدم - خاصة موضوع زيادة الشعر في بعض مناطق الجسم, وتساقطه من الرأس -.

بالنسبة للميكروب السبحي: فإنه يسبب ارتفاعًا في سرعة ترسب الدم، ثم بعد أن يتم القضاء عليه وتتحسن الأعراض فإن سرعة الترسب تتحسن وتعود, وهناك 3% ممن يصابون بهذا الالتهاب في الحالات التي لا يتم علاجها يمكن أن يحصل عندهم حمى روماتيزمية، وهي تحصل عند من لم يتم علاجهم من الالتهاب بهذه الجرثومة، وتتظاهر بشكل آلام مع تورم، وانتفاخ، واحمرار في المفاصل، وعادة ما تتحسن الحالة خلال أربعة أسابيع.

أما بالنسبة للركبة وأنك لا تستطيعين ثنيها، فهذه قد لا تكون لها علاقة بالالتهاب بالمكروبات السبحية، خاصة إن كان الألم يختفي عند مد الركبة، ويحدث كلما حاولت الجلوس عليها، أو ثنيها, ويتلاشى الألم عند مدها، فهذا عادة ما يكون السبب فيها هو ما يسمى بليونة غضروف الصابونة (Chondromalacia patellae) وهذه تحتاج لتمارين خاصة، وتتم بإشراف المعالج الطبيعي، وتستمر لأشهر عديدة في البيت بعد ذلك.

والآلام الشاقة قد تكون بسبب نقص الفيتامين د وهو شائع جدًا؛ لذا يجب تناول الفيتامين د 2000 IU يوميًا باستمرار.

وبالنسبة للمعدة: فعلى الأكثر أن سببه التهاب في المعدة، ويفضل إجراء تحليل للجرثومة المعدية اللولبية، ويتم ذلك بتحليل البراز، فإن كانت موجودة، فيجب علاجها بالعلاج الثلاثي لمدة أسبوع.

وبالنسبة للماء: فيفضل شرب 8 - 10 أكواب من الماء، أو من السوائل يوميًا حتى يعوض الجسم من السوائل التي يحتاجها، ولتجنب الإمساك والحصوات التي يمكن أن تحصل نتيجة قلة تناول السوائل.

ويفضل إجراء تحليل للدم للتأكد من عدم وجود فقر الدم، وكذلك فحص الضغط في الاستلقاء والجلوس، والقيام للتأكد من عدم وجود انخفاض في الضغط، ففقر الدم، وانخفاض الضغط يمكنها أن يسببا الأعراض التي ذكرتها.

وأما النحافة: فواضح من وزنك وطولك أن هناك نقصًا في الوزن، فإن كانت النحافة موجودة عندك منذ الصغر، فهي لأسباب وراثية، أو أنها بسبب أنك نحيفة منذ الصغر، وهذا سببه أن الخلايا الدهنية في الصغر تتكاثر، فإن كان الإنسان نحيفًا في الصغر، فإن عدد الخلايا يكون قليلًا، ومن ثم يصبح هناك صعوبة في زيادة وزنه عند الكبر، وكذلك فإن بعض الأشخاص يتناولون الطعام بشكل جيد، ولا يزيد الوزن عندهم، وسببه هو أن نسبة الاستقلاب عندهم مرتفعة - أي أنهم يحرقون معظم الطعام الذي يتناولونه، ولا يخزنون إلا القليل -.

في مثل حالتك يجب أن نتأكد من الخلو من الأمراض التي يمكن أن تسبب النحافة، وعلاجها إن وجدت, مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية، وفقر الدم، وبعض الأمراض المزمنة، ونقص الامتصاص في الأمعاء، وهذه تتم بالكشف الطبي وإجراء التحاليل.

فإن تبين أن التحاليل طبيعية، فعندها يكون العلاج بزيادة كمية الطعام التي يتناولها المريض، فهذه هي الطريقة الوحيدة لزيادة الوزن، وتكون بزيادة عدد الوجبات إلى ست وجبات: ثلاث منها رئيسة، وثلاث إضافية، وزيادة تناول الحلويات، والفواكه المجففة والطازجة، وتناول ثلاث ملاعق من زيت الزيتون، وثلاث ملاعق من العسل يوميًا.

أما تقوس الساقين، فقد يكون بسبب نقص فيتامين د، فعليك كما ذكرنا بتناول الفيتامين د 2000IU يوميًا باستمرار، وتناول اللبن، ومشتقات الحليب.

أما سؤالك عن تساقط شعر الرأس وزيادة الشعر في الجسم، فأحيله لاستشاري الأمراض الجلدية.

-----------------
انتهت إجابة د. محمد حمودة استشاري أول- باطنية ورماتيزم، وتليها إجابة د. سالم عبد الرحمن الهرموزي أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية:
------------------

أختي الكريمة: تابعت استشارتك في عمومهما، ومن ضمنها جزئية تساقط الشعر، وخفته وبهتان لونه، ويتضح من خلال شكواك أن ما أصاب شعرك هو نتيجة لقلة الشهية، وعدم التغذية المتوازنة التي تعطي الشعر قوته ونموه ولمعانه.

أما أسباب تساقط الشعر فهي متعددة, منها: الوراثة، ثم أمراض الغدة الدرقية، وزيادة إفراز هرمون الأندروجين من المبايض، والأنيميا, ونقص الحديد، وأيضًا التوتر النفسي, واستعمال مواد التجميل، وصبغات الشعر، والكريمات, واستخدام الجل بطرق خاطئة مبالغ فيها، ثم المبالغة في تمشيط الشعر، واستخدام السشوار مرات عديدة في اليوم، وكذلك المبالغة بفرك الشعر عند تنشيفه, فكل هذه العوامل تؤدي بالتأكيد إلى جفاف وتقصيف وتساقط الشعر.

أفضل علاج هو علاج سبب تساقط الشعر؛ ولهذا يجب البحث عن أي مرض، أو اضطراب قد يكون هو السبب.

فلا بد أن تجري أولًا بعض الفحوصات الطبية الضرورية، خاصة مستوى الحديد والزنك في الدم، ثم تحاليل الغدة الدرقية، وتحاليل فقر الدم – الأنيميا - وبعض الهرمونات.

والواقع أنه لا يوجد علاج سحري لتساقط الشعر, ولكن هناك إجراءات تفيد في تقوية الشعر وتأخير تساقطه.

والبدائل العلاجية لزيادة نمو شعر الرأس كثيرة, مثل: Panthenol hair treatment -Chronostim hair lotion - Minoxidil .

ثم الالتجاء إلى الطرق الطبيعية لتغذية الشعر، واستخدام الأدوية التي تغذي فروة الرأس مثل: دهانات البنثنول والببنثين، وأيضًا استعمال سائل الكرونوستيم فهو فعال وآمن على الشعر، وكذلك الانتظام في ممارسة الرياضة بقدر المستطاع، والترويح الحلال عن النفس، ثم الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، فهو الشافي المعافي.

كما ينصح بعدم استعمال صبغات الشعر باستمرار، والتقليل من استخدام السشوار, والاهتمام بالتغذية الجيدة.

أما زيادة الشعر في جسم المرأة أو ما يسمى بالشعرانية فأسبابها كثيرة، وعلى رأسها الوراثة، وزيادة إفراز هرمون الأندروجين – التستوستيرون - من المبايض، ولكي يتم تشخيص الاضطرابات الهرمونية عليك بعمل التحاليل الضرورية الآتية:

LH-FSH TESTOSTERON-PROLACTIN-TSH-FREE - T3-T4-DHEAS-17-HYDROXYPROGESTERON، وفي أحيان كثيرة يتم عمل تحليل الموجات فوق الصوتية للمبايض؛ للتأكد من عدم وجود الأكياس التي تؤدي إلى زيادة إفراز الهرمون المسبب لزيادة الشعر عند المرأة.

وعند معرفة السبب يتم معالجته، وإذا كان هناك زيادة في إفراز هرمون الأندروجين المسبب لزيادة الشعر عند النساء، فإن عقار الديان 35 يعتبر فعالًا في إعادة الهرمون إلى معدلاته الطبيعية، وبذلك يتوقف ظهور الشعر في المناطق التي عادة لا يكون بها شعر عند النساء.

وعقار الديان 35 عقار هرموني مانع للحمل, ومضاد لهرمون الأندروجين، ويستخدم بطريقة معينة يشرحها لك الطبيب المعالج عند وصفه لك بالتفصيل، وتحت إشرافه الكامل.

المهم عليك أن تعلمي - أختي السائلة - أن عقار الديان 35 يمنع ظهور شعر جديد بعد استخدامه لفترة محددة منتظمة، ولكنه لا يزيل الشعر الموجود؛ ولذلك فعليك مع استعمال العقار الهرموني بإزالة الشعر بالوسيلة المناسبة لك, مثل: الحلاقة, أو الكهرباء, أو الليزر.

كل ما عليك هو التواصل مع طبيبة الأمراض النسائية لتقييم الحالة، وعمل اللازم حيال ذلك.

أتمنى لك من الله الشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر انجى

    جيد جدا اشكركم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً