الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف من الأمراض بعد إجراء والدي لعملية قلب مفتوح

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أوﻻً بارك الله فيكم على ما تقدمونه في خدمة الإسلام والمسلمين، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.

بدأت معاناتي مع الخوف من الأمراض حين أصاب والدي مرض بصمام القلب، وأجريت له عملية القلب المفتوح، بعد ذلك أحسست أن قلبي ليس على ما يرام ورافق ذاك صعوبة في البلع في المريء وحرقة، وأصبحت أراقب دقات قلبي خائفاً، وشفيت منه -ولله الحمد-، وذهبت مني الوسوسة إلا أنها عادت لي بمرض آخر وهو السرطان -حرمه الله علينا وعليكم-، وأصبحت أتحسس جسدي فوجدت عقداً لمفاوية بأعلى الرقبة من جهة الظهر على اليمين، فأصبت بخوف ﻻ يعلمه إلا الله وذهبت إلى ثلاثة أطباء جلدية وطبيب عظام وجميعهم طمأنوني أنها بسيطة وﻻ داعي للقلق والخوف، وأجريت أشعة للرقبة وأظهرت أن عندي شداً عضلياً ونصحوني بعمل كمادات حارة، أنا بصراحة من أصبح حتى أنام وأنا ألعب بجوالي، وفي الآونة الأخيرة أصبحت رقبتي تؤلمني، فهل هو بسبب العقدة اللمفاوية؟ أنا خائف جداً وأحياناً أبكي عند الأطباء من الخوف.

أرجوكم طمئنوني فأنا أثق بموقعكم، هل هي مرض خطير؟ أنا لا أعاني من أمراض أخرى -ولله الحمد- إلا إني كثير التفكير والبحث في النت عن هذه العقدة في رقبتي، و قلت شهيتي للأكل بسبب خوفي منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ظهور الحبوب والطفاحات والنتوءات الجلدية من وقت لآخر هو أمر طبيعي جدًّا، والأطباء قد طمأنوك حول هذا الأمر. أنا أعرف أن قلقك في الأصل مستمد من استعدادك ومخاوفك المرضية، وقطعًا أنه قد حدث لكَ نوع من التماهي والتوحد مع علة والدك حين أجرى عملية القلب المفتوح.

إذن أنتَ هُيئت لكَ بيئة يسهل التقاط الخوف من المرض منها، خاصة وأنك شخص لديك الاستعداد لذلك، هذا هو التفسير العلمي لحالتك، وأنا أؤكد لك أنها حالة بسيطة، وأنصحك بالآتي:

أولاً: الإنسان يجب أن يكون حريصًا على الأذكار، أذكار الصباح والمساء، أذكار الحفظ من الأمراض والاستعاذة بالله تعالى من الهم والحزن والعجز والكسل، وهنالك دعاء مأثور وجدتُه مفيدًا جدًّا خاصة للذين يتخوفون من الأمراض الخبيثة، وهو المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم إني أعوذ بك من البرص، والجذام، والجنون، وسيئ الأسقام) وسيئ الأسقام هذه تشمل كل شيء، الذي يقوله ويردده ويتفكر ويتدبر فيه ويقتنع به أعتقد أن كل خوف فيه سوف يزول -بإذن الله تعالى– فكن حريصًا على ذلك.

ثانيًا: أن تعيش حياة طيبة وصحية، وهذه نعني بها: أن تكون متوازنًا في غذائك، في نومك، أن تمارس الرياضة، أن يكون لك تواصل اجتماعي، أن تدير الوقت بصورة صحيحة، هذه هي الحياة الصحية التي تُشعر الإنسان بأنه سعيد.

ثالثًا: أن تكون لك كشوفات دورية مع طبيب تثق فيه، طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني أو طبيب المركز الصحي قد يكون مفيدًا، اذهب له مرة كل ستة أشهر، وذلك من أجل إجراء فحوصات دورية، هذا -إن شاء الله تعالى– يزيد ثقتك في نفسك بأنك تتمتع بصحة جيدة، وفي ذات الوقت يطمئنك، ويجعلك لا تتردد على الأطباء.

رابعًا: أنا أرى أنه من الضروري أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف المرضية، وأرى أن عقار سبرالكس والذي يعرف باسم (استالوبرام) سيكون مفيدًا، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بخمسة مليجرام (نصف حبة) تناولها بعد الأكل لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

مرة أخرى: أرجو أن تتجاهل تمامًا موضوع هذه العقدة ما دام الأطباء قد أكدوا لك أنها ليست بشيء مهم، وموضوع ألم الرقبة هذا غالبًا ناتجًا من انشداد عضلي وليس أكثر من ذلك. قابليتك للخوف واضحة جدًّا، وأعتقد ما ذكرناه لك من إرشاد وما وصفناه لك من دواء سوف يطمئنك كثيرًا -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً