الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أستخدم الفافرين وأرتاح له، فهل يسبب زيادة الوزن والتثدي؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي مع الفافرين، وزيادة الوزن، ما هو الحل؟ وهل الفافرين يسبب التثدي؟ فأنا أستخدم الفافرين وارتحت جداً له، ولكن مشكلتي مع الأعراض الجانبية، مثل النوم، أصبح أغلب يومي نوماً وزاد غيابي عن العمل، ووقتي كله نوم، وأيضاً عند التثاؤب يكون عندي شد عضلي خلفي، في الرأس!

ما هو الحل؟

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رمزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن عقار (فافرين) والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) والذي تنتجه شركة (سولفيه sulafah) من الأدوية القديمة نسبيًا، حيث إنه دخل أسواق الدواء عام 1984، وأثبت بالطبع فعاليته، خاصة في علاج الوساوس القهرية.

فيما يخص الآثار الجانبية: يعتبر الفافرين من أقل الأدوية التي تسبب زيادة الوزن، بالطبع أنا أحترم رأيك جدًّا في أن يكون قد سبب لك زيادة في الوزن، لكن الحقائق العلمية تقول إنه مقارنة بالأدوية الأخرى، مثل: السبرالكس والزيروكسات والإفكسر، فالفافرين أفضل من هذه الأدوية كثيرًا، فيما يخص زيادة الوزن.

الإشكالية تأتي أن بعض الناس لديهم أصلاً قابلية للزيادة في الوزن، وحين يقل التوتر والاكتئاب والقلق لديهم تفتح شهيتهم للطعام، وهنا تفقد عملية التوازن الغذائي، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، والبعض ينام كثيرًا بعد الأكل، وهذا أيضًا يؤدي إلى زيادة في الوزن.

أخِي الكريم: لابد أن يحاول الإنسان أن يعيش حياة صحية، حتى لا يزيد وزنه، هذا مطلوب تمامًا، أعرف أنه يحتاج لجهد ويحتاج لجلد، لكنه أمر ليس بالمستحيل.

في حالتك - أيها الفاضل الكريم – أقول لك: أولاً الفافرين لا يؤدي إلى التثدي، لأن التثدي في الأصل ناتج من زيادة في هرمون الحليب، والذي يعرف باسم (برولاكتين) لكن في بعض الأحيان السمنة نفسها قد تؤدي إلى درجة نسبية من التثدي.

أعتقد أنك يمكن أن تتغلب على معظم الصعوبات التي حدثت لك من الفافرين، وذلك من خلال أن تتناول الجرعة مبكرًا ليلاً، وأن تجعلها جرعة مسائية فقط.

أنت لم تحدد جرعتك الدوائية، لكن الدواء يبقى في الدم لمدة أربعة وعشرين ساعة أو أكثر، وهذا يعني أن نصفه العمري – اي حيويته البيولوجية – جيدة جدًّا، مما يجعل أن ليس هنالك أهمية لتعدد الجرعات، وهذا قطعًا سوف يقلل كثيرًا من موضوع الكسل والتثاؤب وكثرة النوم.

الأمر الآخر: هو موضوع الجرعة، إن كانت الجرعة تحتاج أن تخفض، هذا أيضًا أحد الوسائل المتاحة التي تقلل من الآثار الجانبية أيًّا كان نوعها، لكن تخفيض الجرعة يجب أن يكون بواسطة الطبيب المعالج.

من المهم جدًّا أن تمارس الرياضة، الرياضة فيها خير كثير جدًّا لعلاج الشد العضلي، والتكاسل، وكثرة النوم، والألم الخلفي في الرأس: لا أعتقد أن له علاقة بالفافرين أبدًا، الفافرين لا يسبب ذلك، ربما يكون هو انشداد عضلي، حاول أن تتأكد من سلامة وضعيتك عند النوم، نم على شقك الأيمن، احرص على أذكارك، واجعل الوسائد – أو المخدة – خفيفة، وليس من النوع السميك أو المرتفع.

بالنسبة لتخفيض الوزن الذي قد تسببه الأدوية النفسية عامة: الآن هنالك أطروحات كثيرة في أن بعض الأدوية المضادة لزيادة الوزن يمكن تناولها، لكن هذا يجب أن يتم في نطاق ضيق وتحت الإشراف الطبي المباشر.

أنا شخصيًا أمارس هذه الممارسة بالنسبة لمرضاي الذين أشرف عليهم مباشرة، وأستطيع أن أقول إن ستين بالمائة منهم قد انتفعوا من الأدوية التي يمكن أن نستعملها لتخفيف الوزن الناتج من الأدوية، ومن الأدوية التي يمكن أن نعطيها العقار الذي يسمى (توباماكس) لكن لا تقدم أبدًا على خطوة مثل هذه دون أن يكون لك استشارة ومرجعية طبية مباشرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً