الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خوف ووسواس بالموت لدرجة أني أخاف الخروج من البيت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

هذه المرة الأولى التي أرسل فيها استشارة نفسية، أنا غير متزوجة، أشعر بالخوف من الموت والوسوسة به، وأشعر بالضيق والتفكير السلبي، وأحياناً أشعر بملل من الحياة، وأخشى الخروج من المنزل أحياناً (خوفاً من الموت)، علماً أني لم أكن كذلك من قبل، أصبحت أشرب ماء زمزم بنية أن يبعد الله هذا الخوف مني، أفيدوني أفادكم الله.

وجزاكم عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حالتك هي حالة قلق مخاوف بسيط، وقلق المخاوف غالبًا ما يكون مصحوبًا بالوسوسة، ووسوسة الخوف من الموت شائعة جدًّا، -وإن شاء الله تعالى- لا تعني ضعفًا في إيمانك أو ضعفاً في شخصيتك، هو نوع من القلق المكتسب، حاولي أن تطردي هذه الأفكار، وأن تتجاهليها، وأن تديري وقتك بصورة صحيحة، ولا تدعي أي مجال للفراغ.

قطعًا لديك أشياء جميلة في الحياة، فيجب أن تسألي نفسك (لماذا التفكير السلبي؟ لماذا لا أكون إيجابية في حياتي؟) وأنت في عمر -الحمد لله تعالى- فيه الكثير من الطاقات النفسية والجسدية والوجدانية والفكرية، فيجب أن يكون هذا دافعًا ومحفزًا لك نحو التفكير الإيجابي الصحيح.

الوساوس أنا أعرف وطأتها الحادة والشديدة على الناس، وكثيرًا ما تتغلب على صاحبها، لذا أصبح من الخطوط العلاجية الرئيسية التي أثبتت كفاءتها وجدارتها: العلاج الدوائي، لذا إذا كانت هذه الأعراض عاودتك لفترة أكثر من أربعة أسابيع فأعتقد أن العلاج الدوائي يكون مهمًّا، وإن تمكنت من أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا جيد، وإن لم تتمكني يمكن أن تتحصلي على أحد الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية، ومن هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، من الأدوية المتميزة جدًّا لعلاج الوساوس والمخاوف، وتحسين المزاج، وهو غير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.

جرعة السبرالكس هي أن تبدئي بنصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، تناوليها يوميًا بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك اجعليها حبة كاملة –أي عشرة مليجرام– استمري عليها لمدة شهر، وإذا أحسست بتحسن حقيقي استمري على الدواء لمدة شهرين آخرين، ثم أنقصي الجرعة إلى نصف حبة –أي خمسة مليجرام– يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، أما إذا لم تتحسني على جرعة العشرة مليجرام يوميًا بعد أن تناولتها لمدة شهر كامل فهنا أقول لك: ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا، وهذه جرعة سليمة جدًّا، وهي الجرعة المطلوبة مع كثير من الناس، جرعة العشرين مليجرامًا استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوع، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

وكما ذكرت لك استشارة الطبيب أيضًا سوف تكون أمرًا جيدًا، الوساوس تعالج من خلال التحقير والتجاهل، وفعل ما هو مضاد لها، عيشي حياتك بقوة وبفعالية، وإدارة الوقت بصورة حسنة أمر جيد، شُرب ماء زمزم لا شك أنه أمر طيب، وماء زمزم لما شُرب له، فاسألي الله تعالى علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وشفاء من كل سقم.

وانظري علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً