الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق لا أعلم له سبباً! ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيراً على ما تبذلونه في خدمة إخوانكم عبر هذا الموقع الطيب.

أنا متزوج، وأعيش حياة زوجية مستقرة -بفضل الله- ما أعانيه ومنذ فترة طويلة منذ سنوات قبل الزواج، وقد استمر للأسف بعد الزواج، أني أعاني من شعور بالضيق ينتابني على فترات متفاوتة! لا أعلم له سبباً، فأشعر بالضيق والحزن، وأتساءل عن سبب لهذا فلا أجده!

ما هذه الحالة التي تنتابني؟ وكيف لي أن أتخلص منها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يُذهب عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فإنه مما لا شك فيه أن هذه الضيقة ليست طبيعية، وإنها تحتاج فعلاً إلى علاج، ولكن نظرًا لأن الأمر لا يبدو فيه شيء عضوي، فإني أتصور أن له علاقة بعالم الجن، وعالم الجن كما تعلم هو عالم غيبي لا نعلم عنه إلا القليل، وليس لدينا من اطلاع عليهم إلا ما أخبرنا به الله تبارك وتعالى، أو نبيه صلوات ربي وسلامه عليه، ومما ذكره لنا مولانا تبارك وتعالى أن الجن يُستعمل في السحر، وقد يتعرض الإنسان بنوع من المس، بل قد يحسد الإنسان، ولذلك لدينا أمراض يتسبب فيها الجن، أهمها وأشهرها (المس، والعين، والحسد، والسحر).

هذه الأمور الأربعة هي الشائعة من اعتداء الجني على الإنسي، ولذلك لا يستبعد أن تكون هذه المسألة تتعلق بهذا الجانب، ونحن (حقيقة) لا نقف طويلاً أمام تحديدها هل هي مس أم عين أم حسد أم سحر؟! ولكننا نبحث عن العلاج مباشرة، لأن هذا هو الذي يعنينا، وهذا الذي يهمك ويهمنا أيضًا، ومن هنا فإني أنصحك باستخدام الرقية الشرعية، فإن الرقية الشرعية هي إن لم تنفع فيقينًا لن تضر، لأنها مجموعة آيات من كلام الله تبارك وتعالى، ومجموعة أحاديث من هدي النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم -

إذن أرى - بارك الله فيك – استعمال الرقية الشرعية، وأنت تستطيع أن ترقي نفسك بنفسك دون أحد، لأن الأمر الذي لديك سهل ميسور، وبإذن الله تعالى بالقراءة عليك مرة أو مرتين أو أكثر سوف تستريح تمامًا وتذهب عنك هذه الضيقة - بإذن الله تعالى – والرقية الشرعية نصوصها منتشرة، فهي موجودة في مطويات صغيرة، وفي كتب وكتيبات وأشرطة، ومتوفرة في مساجد كثيرة من مساجد المسلمين، وكذلك أيضًا في المكتبات الإسلامية، فمن السهل أن تصل إليها بسهولة - بإذن الله تعالى – وأن تبدأ بعلاج نفسك بنفسك، وهذا ما أنصح به.

كذلك أيضًا عندك في موقع البحث جوجل لو كتبت كلمة (الرقية الشرعية) لخرج أمامك عشرات المواقع التي تتكلم عن الرقية وكيفيتها والنصوص المستعملة فيها، وهي باب واسع، وفيها معلومات وافرة جدًّا للغاية، تستطيع أن تنفعك نفعًا عظيمًا، بل تحولك إلى معالج لغيرك بإذن الله تبارك وتعالى.

هناك أشرطة صوتية موجودة في الإنترنت، تستطيع أن تستمع إلى مشاهير الأئمة والقراء في آيات الرقية الشرعية وأحاديثها، ومن هذه الأشرطة أنصح بأشرطة الشيخ محمد جبريل المصري، لأنه ثبت أن الرقية الشرعية التي سجلها تكاد تكون من أكثر الرقى نفعًا، وتأثيرها أكيد - بإذن الله تعالى – فمن الممكن أن تستمع إليها بانتظام، وإذا كان لديك في البيت كمبيوتر تجعلها تعمل على مدار اليوم والليلة، فهي ستنقي لك البيت تنقية، وتطرد الهوام والشياطين الموجودة بداخله.

إن استرحت بهذه الطريقة وشعرت بأنك قد تحسنت فلست في حاجة أن تذهب إلى أحد من المعالجين، ولكن لو قدر الله ولم تستفد من هذه الطريقة فأنصحك أن تذهب إلى أحد الرقاة الشرعيين، شريطة أن يكون ممن عرف عنه صحة العقيدة وسلامة المعتقد، وكذلك أيضًا العبادة، وأن تكون الطريقة التي يستعملها طريقة مشروعة، ليس فيها شيء من الخرافات أو البدع أو الشعوذة أو الدجل، لأن هناك كثير من هؤلاء الذين يرقون ليسوا أصحاب عقيدة صحيحة، حتى وإن كانوا يوهمون الناس بأنهم يقرؤون بعض الآيات في الظاهر، إلا أنهم يستعينون بالجن، والاستعانة بالجن مصيبة كبرى، وبلية عظمى وخطر عقدي عظيم، لذلك أنصح أن تبحث وأن تسأل وأن تتحرى قبل أن تذهب إلى أي راقٍ، أن تتأكد أنه صاحب عقيدة صحيحة، وأنه لا يستعمل أي وسيلة غير مشروعة.

عليك كذلك - أخي الكريم – بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يعافيك من ذلك، كما أوصيك بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، كذلك أذكار ما بعد الصلوات، كذلك أذكار الصباح والمساء، كذلك أيضًا عليك بالدعاء الذي هو دعاء ثابت: (اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربي قلبي ونور صدري وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي).

هذا من أنفع الأدعية التي تعالج ضيق القلب، كذلك أيضًا دعوة ذي النون عليه السلام {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} كذلك أيضًا دعوة أيوب عليه السلام: {رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} كذلك دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم – بأن تضع يدك على صدرك مثلاً وتقول: (بسم الله، بسم الله، بسم اللهِ، أعوذ بعزة الله وقدرته من أشر ما أجد وأحاذر) سبع مرات، كذلك دعاء: (لا إله إلاَّ الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم).

كذلك من الممكن أن تبحث في الإنترنت وتكتب (دعوات لتفريج الكُرب)، دعوات من القرآن والسنة، ستجد أمامك كمًّا طيبًا من النصوص التي تستعملها، لأن الدعاء سلاح عظيم، وهو من أعظم الوسائل في دفع البلاء وفي جلب الخير، فعليك بذلك، مع المحافظة على الاستغفار بكثرة، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام، والاجتهاد في أن تكون على طهارة دائمًا، وحاول أن تنام على وضوء، وألا تنسى أذكار النوم والاستيقاظ، وبإذن الله تعالى سوف تتحسن حالتك في القريب العاجل.

أسأل الله لك كل خير، وأن يدفع عنك كل شر، وأن تقر عينك باطمئنان نفسك وذهاب هذا الضيق عنك في أقرب فرصة، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً