الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تذكرك لأهمية الصلاة من الأسباب المهمة في محافظتك عليها.

السؤال

السلام عليكم.

أنا تارك للصلاة، وللأسف لم تنفع معي أي حلول؛ والمشكلة أني أعرف العقاب وماذا يحدث لتارك الصلاة، أخاف قليلا ثم أرجع إلى ما كنت عليه، لا أعرف ماذا أفعل.

أرجو أن تفيدوني لحل مشكلتي، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يهديك سواء السبيل، وأن يتوب عليك، ونحن نرى أن اعترافك بوقوعك في هذا الذنب، وتأنيب قلبك لك؛ دليل على وجود الخير، ولكننا نتمنى أن تستغل هذا الخير في قلبك وضميرك لتتوجه نحو ما ينفعك في دنياك وآخرتك، وتنجو به من عذاب الله تعالى.

الصلاة هي عمود الإسلام كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (وعموده الصلاة)، وهي أهم الأعمال التي يقوم بها الإنسان بعد الشهادتين، ولذلك كانت الركن الثاني من أركان الإسلام، والعقوبات لتارك الصلاة عقوبات متعددة في دنياه وفي قبره، وفي عرصات القيامة، وفي النار -عياذا بالله-، كما أن الثواب ثواب جزيل في العاجل والآجل.

تذكرك -أيها الحبيب- لأهمية هذه الصلاة عند الله، وما رتب عليها من الأجور سيبعثك -بإذن الله تعالى- للحفاظ على هذه الصلاة، فننصحك بأن تقرأ النصوص في القرآن والسنة في ذلك، وما أعده الله تعالى للمصلين، كما أن تصديقك وإيقانك بالعقوبات التي رتبها الله على تضييع هذه الفريضة سيكون باعثا لك نحو القيام بهذه الفريضة.

أنت محتاج -أيها الولد الحبيب- لسماع المواعظ التي تذكرك بمنزلة الصلاة وثوابها، وما أعده الله لأهلها، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، فحاول أن تسمع بعض المواعظ التي تتحدث عن هذه الفريضة الجليلة، وأن تقرأ بعض الكتب التي كتبت في مقاصد الصلاة، ولماذا يصلي المسلم؛ ومن أحسن ما ننصحك بقراءته كتيب صغير الحجم، لكنه كبير القدر والنفع بعنوان "لماذا نصلي" وهي رسالة صغيرة كتبها أحد علماء بلدك، وهو الدكتور المقدم، وستجدها على شبكة الانترنت، وفي مواطن ومواقع عديدة، ننصحك بقراءة هذه الرسالة، والتي تذكرك بهذه الصلاة.

كما ننصحك أيضا: بالبدء بالأخذ بالأسباب على أداء هذه الفريضة، وأهمها: رفقة الشباب الصالح، والتعرف على الشباب الطيب، وستجدهم كثيرين في المساجد، تعرف عليهم وأشغل نفسك بمصاحبتهم والجلوس معهم، وشاركهم في برامجهم وأنشطتهم، فإن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله.

تذكر -أيها الحبيب- أن أول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر أعماله، وإن فسدت فسد سائر أعماله، وتذكر أن الناس يوم القيامة يصنفون بحسب صلواتهم؛ فإن لم يصل لم تكن الصلاة له نورا ولا نجاة ولا برهانا يوم القيامة، وكان مع قارون وهامان وفرعون وأبي بن خلف، فهل ترضى لنفسك أن تكون تحت راية أحد هؤلاء المجرمين.

وتذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرف أمته يوم القيامة في العرصات بآثار الوضوء، وتذكر أن الله تعالى لا يعذب مواضع السجود في النار، وأنها لا تمسها النار ولا تحرقها، وتذكر ما في الصلاة من تكفير لذنوبك وسيئاتك، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة، وكلما سجدت أو ركعت تساقطت عنك ذنوبك كما جاء في الأحاديث، وتذكر أن الصلاة تصيرك في أمان الله تعالى وعهده ورعايته وحفظه طوال يومك إن أنت صليت الفجر في جماعة.

فإذا تذكرت هذه كله -أيها الحبيب- فإنك ستجد الباعث والرغبة التي تبعثك نحو المحافظة على الصلاة والمثابرة عليها.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر mohamed

    شكرااا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً