الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني خوف بعد مرض ألزمني الفراش قبل 3 سنوات

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي تكمن بخوف أصابني بعد مرض ألزمني الفراش قبل 3 سنوات، بعدها لجأت لطبيب نفسي وأخبرني أنها حالات وسواس قهري، وقلق وتوتر واكتئاب بسيط، وكتب لي علاجاً مكوناً من سبرالكس وزناكس، أخذته 3 أشهر ثم توقفت، إلا أنه كل فترة أمرض فيها تصيبني حالة فقدان شهيتي للأكل تماماً، وألم بمعدتي، وحين أكشف على المعدة تكون سليمة، وينقص وزني، ولا أريد رؤية أحد، وأحياناً يأتيني شعور أني أريد أن أصرخ أو أهرب من المكان الذي أنا فيه، وأشعر بحرارة شديدة داخل جسمي تتصاعد، وأظل ملازمة للفراش لأيام، كتب لي الدكتور قبل 6 أشهر عندما زرته علاجاً اسمه موتيفال عند اللزوم، لكني أصبحت أكره الأدوية النفسية؛ لأن أهلي أحياناً ينادونني (نفسية)، لأني اضطررت مرة أن أتعالج عند الدكتور، أصبحت أحاول أن أضغط على نفسي ولا ألجأ للعلاج، أتمنى أن أصبح بحال طبيعية كباقي الفتيات، وأعيش دون أن أضطر لأخذ علاج.

أرجو إفادتي بحالتي، وهل العلاج مناسب وقت الضرورة؟ وهل له أعراض جانبية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فحالتك من الحالات البسيطة -إن شاء الله- وهي تأتي تحت نطاق حالات القلق النفسي، وهذه الحالات تكون في معظم الأحيان مصحوبة بأعراض جسدية، وأعراض الجهاز الهضمي هي من أكثر الأعراض الجسدية التي تصاحب القلق والتوتر.

لا شك أن القلق يؤدي أيضًا إلى شيء من الضيق وعسر المزاج والوسوسة، وللتخلص من هذا التوتر والقلق أنت مطالبة بأن تكوني إيجابية في حياتك، تنظري للحياة بصورة متفائلة -والحمد لله تعالى- أنت في بدايات سن الشباب، حباك الله تعالى بطاقات نفسية وجسدية وفكرية يجب أن توجهيها التوجيه الصحيح، والإنسان يمكن أن يغير حياته بصورة ممتازة جداً إذا أدار وقته بصورة حسنة، لابد أن يقوم الإنسان بواجباته الحياتية، وأن يتواصل اجتماعيًا، وأن يحرص في عباداته، وأن يصل رحمه، وأن يكون مفيدًا لنفسه وللآخرين، هذا يتأتى من خلال الفعاليات، وأن يبعث الإنسان دائمًا الأمل في نفسه، وأن يثق بربه ثم بنفسه ومقدراته، هذا مهم -أيتها الفاضلة الكريمة-، وأنا أرى أن هذه وسيلة علاجية طيبة بالنسبة لك.

عليك أيضًا بالتواصل الاجتماعي، ويا حبذا لو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، هذا فيه خير كبير لك بجانب تعلم القرآن وعلومه، وفي هذا أجر عظيم -إن شاء الله تعالى- سوف تتاح لك أيضًا الفرصة لأن تتواصلي اجتماعيًا مع الصالحات من الفتيات والنساء، وبما أن الإنسان بطبعه وتركيبته كائن اجتماعي فالتواصل المثمر والإيجابي، والذي يكون مع النماذج الحسنة في الحياة، يُشكل دعماً نفسياً إيجابياً وكبيرا جداً، ويزيل الضغوط النفسية.

نصيحتي لك أيضًا أن تعبري عن نفسك، فالضغط النفسي والاحتقان النفسي كثيرًا ما يكون الكتمان سببًا فيه، خاصة إذا كان الشخص حساسًا، ونحن -بفضل الله تعالى- مجتمعنا الإسلامي الطيب المحافظ معظم الفتيات فيه هُنَّ من صاحبات الحياء والذوق والخجل، وهذا في بعض الأحيان قد تكون له سلبيات بسيطة، بأن تكون الفتاة غير قادرة عن التعبير عن نفسها حتى مع محارمها، فالذي أنصحك به هو فتح هذه القنوات النفسية والتفريغ عما بذاتك، وكوني واضحة جداً في التعبير عن وجهة نظرك حتى وإن كان هنالك اختلاف مع الآخرين، ما دام هذا التعبير في حدود الذوق والأدب وما هو مقبول، أعتقد أن ذلك علاج نفسي وسلوكي مهمّ، ويطور من مهارات الإنسان اجتماعيًا.

وبر الوالدين -أيتها الفاضلة الكريمة-، من ملاحظاتنا وجدنا أن الذين يحرصون عليه أكثر الناس استقرارًا في نفوسهم، بكل أسف لم تُجر بحوث علمية دقيقة حول هذا الموضوع، لكن الانطباعات والملاحظات واضحة جداً في هذا السياق، والرياضة يجب أن تُشكل جزءًا مهمًّا في حياتنا، وحتى الفتاة المسلمة يمكن أن تكون لها وسائل محترمة جداً لممارسة الرياضة، فكوني حريصة على ذلك، والفعالية داخل المنزل والمساهمة بالأفكار الإيجابية، والاهتمام بالأعمال المنزلية، والقراءة والاطلاع لما هو مفيد، كل هذا علاج، إذن أخرجي نفسك من دهليز وكابوس الضيق، والكدر والتوتر من خلال تنشيط الفعاليات التي ذكرناها لك.

أما بخصوص عقار موتيفال، فلا بأس به، هو دواء بسيط جداً، وأعتقد أن الطبيب ما دام قد وصف لك الموتيفال كانت قناعاته أن حالتك بسيطة، لأن الموتيفال يُعطى لحالات القلق البسيط، وهذا الدواء يتميز بأنه لا يتطلب جرعة تمهيدية وجرعة علاجية، ولا يتطلب التدرج في التوقف عنه، أعتقد أنك يمكن أن تتناوليه بمعدل حبة إلى حبتين في اليوم عند الشعور بالضيق الشديد، ولا أعتقد أنك تحتاجين لمواصلته أكثر من أسبوع في كل مرة.

موقعنا لديه استشارة مختصرة وواضحة حول تمارين الاسترخاء، هذه التمارين هي من الوسائل السلوك وتجعله إيجابيًا، فاحرصي على تطبيق تمارين الاسترخاء من خلال هذه الاستشارة والتي رقمها هو (2136015).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً