الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني في الثانية والنصف ولم يتكلم رغم ذكائه الحاد، هل هو مصاب بالتوحد؟

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي التي تؤرقني ويصعب عليّ فهمها في ابني الصغير، وأرجو أن ألقى من حضرتكم جواباً شافياً في أسرع وقت لو سمحتم.

ابني حسام في عامه الثاني والنصف، عادي جداً، نشيط وذكي، مرح جداً ويحب اللعب ويتفاعل مع محيطه بشكل عادي، يحب كل أفراد العائلة، وبصحة جيدة جداً، وقوي البنية -16كلغ-، وجيد السمع -ولله الحمد-، فوق ذلك هو كثير الملاحظة ودقيقها، ولا تفوته شاردة ولا واردة، بل كان يبدو حاد الذكاء من يوم ولد، كما بدأ المشي والركض منذ الشهر التاسع، ونبتت له ثمانية أسنان في ذات الشهر، كل هذا جميل لكن ما يؤرقني هو أنه لم يستطع الكلام إلى الآن، ولا حتى كلمة واحدة، رغم أنه يدندن ويغني كل الوقت وبكل الأصوات بشكل يثير الضحك.

كما أنه ضعيف التركيز ولا يفهم إلا الأوامر البسيطة جداً، مثل: تعال جنبي، أو اجلس، لكن يظهر لي أنه يتعمد عدم التركيز، ولا يبالي بما يقال له ليس إلا، سؤالي: كيف لطفل حاد الذكاء، وممتاز الصحة وفي قمة الحيوية والمرح، ألاّ يستطيع تكوين ولو كلمة واحدة مفهومة في هذا العمر؟ بينما أخيه التوأم -توأم مختلف قلباً وقالباً- يتحدث بشكل رائع، ويفهم كل ما يقال له حتى القصص.

أفيدوني رجاء، فوالله قد تعبت من التفكير، ووسواس التوحد يقض مضجعي.

وجزاكم الله على تفانيكم في خدمة الأمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على الكتابة إلينا.

لا يبدو من سؤالك بأن هذا الطفل، وهو في الثانية والنصف من عمره، يحتاج أن يُعرض على طبيب أطفال في هذه المرحلة ليقوم بفحص عام وشامل، للتأكد من خلوه من أي مرض عضوي، وللتأكد من سلامة حواسه، وخاصة حاسة السمع، طالما تذكرين بأنها سليمة، ففي كثير من الأحيان قد يحدث تأخر النطق لأسباب غير عضوية، لكن من المهم أن يقوم طبيب أطفال بتقدير نمو الطفل، وتطوره الجسمي والنفسي والاجتماعي، وقد يكون تأخر الكلام له علاقة وثيقة بنمو الطفل وتطوره، وقد يحدث هذا بسبب وجوده مع أخ توأم له، وخاصة إذا كان الطفل الآخر "كثير الكلام"، فقد يأخذ هذا الطفل دور المستمع طالما أن الآخر يتكلم، -وإن شاء الله- ما هي إلا مرحلة عابرة في نمو الطفل وتكيّفه.

وهذا لا يعني أن نترك الموضوع، وإنما أن نعمل على تعديل سلوكه، فأنصح بأن تحاولي تعزيز السلوك الإيجابي عنده عندما يتكلم، فعندما يقوم ابنك بالكلام الذي تودين سماعه عززي هذا واشكريه عليه، وفي نفس الوقت اصرفي النظر عن السلوك السلبي عندما يصمت فلا يتكلم، والغالب أنك ستلاحظين بعد فترة وجيزة زيادة السلوك الحسن على حساب السلوك السلبي.

لا يبدو في كل ما ورد في سؤالك عن طفلك أن عنده ملامح التوحد، وما وصفت من تأخر اللغة بالشكل الذي ذكرتِ لا يشير أيضاً لتأخر اللغة الذي نراه في التوحد، ولا يمكن تشخيص التوحد لمجرد موضوع اللغة، ومعظم الأطفال أحياناً لا يستجيبون لأمهاتهم، وخاصة عندما يكون الطفل مندمجاً في لعب أو هواية ما، فلا تقلقي.

وإذا أردت الاطمئنان الكامل، فلا مانع من عرض الطفل على أخصائية نطق، لتعطيك توجيهات مشجعة للطفل على الكلام، ولتقوم بالفحص العام والشامل للتطور اللغوي، ونفي وجود أي شيء مقلق آخر، والغالب أنها لن تجد شيئا، ولكن ليطمئن قلبك.

حفظ الله طفليك، وأقرّ عينك بهما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً