الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكنني أن أرجع ما ضيعت بسبب خجلي وعدم خروجي من البيت؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 17 عاماً، لي تقريباً 3 سنين لم أخرج من البيت بسبب انعدام ثقتي في نفسي، والخوف من الناس، لكن تحسنت كثيراً وأصبحت واثقاً من نفسي بسبب أن أغلب الناس قالوا عني وسيماً، مشكلتي أني خجول جداً، والله أغضب على نفسي عندما أرى أقاربي يخرجون ويعيشون مراهقتهم وأنا جالس في البيت من الخجل، وما أعانيه خجل وليس خوف، مع أن تفكيري مثل تفكير أقراني المراهقين لكن الناس يحسبونني عاقلاً مؤدباً، وهذا يضايقني وأصبحت أرى نفسي غبياً.

كنت أحب أن أزور بيت جدتي يومياً وأرى أقاربي، وتوقفت عن هذا من شدة خجلي، وكنت أحب العيد والآن أصبحت أخافه لأني لا أستطيع الكلام، وفي الولائم يحمر وجهي وأظل ساكتاً طيلة الوقت، أريد المساعدة، وأريد تغيير فكرة أقاربي عني أني مؤدب وعاقل، وأريد التخلص من الخجل، أنا أيضاً أمارس العادة السرية، هل يمكنني أن أعيش مراهقتي وأرجع الأيام التي ضيعتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على الكتابة إلينا.
إن الكثير مما ورد في سؤالك هي أمور طبيعية وموجودة عند معظم الناس، وكما ورد في النقطة الأولى من أنك تشعر بالخجل أمام الناس، وربما مرد هذا كله إلى ضعف الثقة بالنفس، وربما رعاية موضوع الثقة بالنفس يمكن أن يحلّ معظم هذه المشكلات، وهناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، واطمئن فأنت بمجرد الكتابة إلينا فقد قمت بالخطوة الأولى، وهي أن يشعر الإنسان أو يقرّ بأنه يحتاج لرفع الثقة بالنفس، ولذلك سأذكر لك هنا بعض الخطوات العملية لتعزيز هذه الثقة بالنفس، ومنها:

- ليس هناك إنسان ثقته بنفسه 100%، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند الشخص نفسه قد يختلف الأمر من وقت لآخر، فالشخص العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها، قد يشعر بالتردد وضعف الثقة بالنفس نوعاً ما عندما يكون أمام تحد جديد، كأن يكون على وشك الدخول لامتحان مثلاً، وتذكر بأنه لا يوجد إنسان "كامل" فكل واحد يمكن أن يرتكب أخطاء، فحاول أن تتعلم بعض الدروس من أخطائك.
- ومما يعزز الثقة بالنفس كثيراً موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرف على نقاط القوة عندك وافتخر بها، هل أنت جيد في مادة أو مادتين؟ هل تتحلى بالروح المرحة؟ أو هل تتقن هواية فنية أو رياضية؟
- واشكر الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم تزيد ثقتك بنفسك، قال تعالى: {ولئن شكرتم لأزيدنكم}.
- حاول أن تكون إيجابياً مع نفسك ومع الآخرين، وانظر لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، وإن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك.
- وساعد الآخرين فيما يحتاجون، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وفي الوقت نفسه إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فاقبل هذا المدح، واشكر الله عليه.
- حاول أن تعبّر عن رأيك في الأمور وأنت بين الناس، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس.
- وتذكر بأن تجنب لقاء الناس لا يحل مشكلة الخجل هذه، وإنما يزيدها، فإذا أردت أن تتخلص من الخجل فعليك بلقاء الناس ومواجهتهم، وليس العكس.
- وركز على نجاحاتك وتذكر بأن النجاح يؤدي لنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد مع الوقت كالنبتة الصغيرة.

وفقك الله، وكتب لك النجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قطر انا

    انا عمري 17 سنه
    انصحك بان تعيش مراهقتك فيما يرضي الله لانك ان ضيعتها ستندم عليها لاحقا وبالطبع بامكانك تعويض ما فاتك ادفع نفسك دفعة قوية مستعينا بالله والله سيوفقك المراهقة اجمل فترة يعيشها الانسان فعشها بكل لحظاتها لانها في يوم من الايام ستصبح (ذكرى)

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً