الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

احمرار الوجه عند الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي بسبب حساسية أنفسهم وليست حساسية بشرتهم.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 17 في الصف الثاني ثانوي, أعاني من احمرار الوجه حتى من أبسط المواقف، ومن أشخاص أصغر مني سنا, وأشعر بخجل وخوف من الناس, وأرتعش وأتعرق ويحمر وجهي أثناء مواجهة موقف محرج، وتسارع دقات القلب أثناء التفكير في موقف محرج، حتى مع أسرتي أحيانا.

رغم سمار بشرتي إلا أن احمرار الوجه يكون واضحا، أعتقد لضعف البشرة، وعندما أرى اثنين يتشاجران أجد نفسي خائفا وأرتعش، وإذا مزح معي طالب أمام الطلاب تتسارع دقات قلبي، ويحمر وجهي، وهذا أكثر شيء أعاني منه.

وأيضا التفكير في الاحمرار أشعر بأنه يزيد بشكل كبير جدا، أتمنى حلا لهذا الشيء، حاولت بجميع الطرق أن أجد حلا لهذا المرض وكلها بائت بالفشل؛ لدرجة أنني عند التعرض للموقف يقولون: انظر إلى وجهه يحمر بشدة، وكلما أسمع هذا الكلام يزداد الاحمرار، فهل إذا استخدمت (الزيروكسات) ستختفي هذه الأعراض من احمرار الوجه، وارتجاف اليدين أثناء الخوف أو عندما أتحدث أمام مجموعة؟ وهل (الاندرال) يعالج احمرار الوجه؟

فأنا في قرية ولا يوجد طبيب نفسي، أتمنى أن تنصحني بأفضل علاج يا دكتور، وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فسيظل العلاج الرئيسي لعلاج المخاوف هو التجاهل، وأنا أعلم أن هذا ليس سهلا، لكنه ليس مستحيلا، ودراسات كثيرة أشارت إلى أن مجرد التفكير بهذا الخوف يؤدي إلى الشعور بالخوف.

إذن تحقير فكرة الخوف وتجاهلها سيكون هو الأفضل والأجدى، واحمرار الوجه شكوى عامة يشتكي منها الشباب الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، وأعتقد أن ذلك بسبب حساسية أنفسهم، وليست لحساسية بشرتهم، ونعرف أن القلق والخوف خاصة عند المواجهة يؤدي إلى زيادة في تدفق الدم، وتلقائيا ومن خلال عمليات فسيولوجية معروفة قد يحدث احمرار بسيط في بداية الخوف، ولكنه ليس بالشدة التي تتصورها، وهذه حقيقة، وأريدك أن تستوعبها بصورة جيدة.

من العلاجات السلوكية المهمة أن تعرض نفسك للمواجهة، مثلا طلب منك درسا أو عرضا أمام زملائك، وأمام المعلمين فعش هذا الخيال من 10 إلى 15 دقيقة وتصور موقفا آخر حدثت لك فيه مواجهة، إذن لا بد أن يكون خيالك خصبا وعميقا، وهذا نسميه المواجهة بالخيال وهي ممتازة.

وأمامك فرصة عظيمة لتكثر من هذه المواجهة في الواقع من خلال صلاة الجماعة في المسجد، وفي المدرسة تكون في الصف الأول، وتبدأ بالتحية لكل من تقابله وتتبسم في وجه إخوانك، وتشارك في الأنشطة المدرسية، وتحضر حلق القرآن، والناس سوف تقيمك من خلال مشاركتك الاجتماعية, ومن هنا تكون بينت صورة إيجابية عن نفسك في نظر نفسك ونظر الآخرين، وهذا سيعود عليك بفائدة كبيرة.

تمارين الاسترخاء ذات جدوى ومفيدة في إزالة الأعراض الجسدية مثل: احمرار الوجه، والشعور بالتلعثم، والرجفة عند الموجهة، وإسلام ويب لها استشارة برقم: (2136015)، أرجو أن تطلع عليها وتطبقها بدقة.

العلاج الدوائي أعتقد أنه في مثل سنك دواء (زيروكسات) قد لا يكون دواء نوصي به، وحاول تطبيق التمارين التي ذكرناها لك، ولا مانع من استعمال الاندرال بجرعة 10 مليجرام يوميا لمدة شهر سيكون مفيد جدا لك، مع التطبيقات الأخرى ولا مانع من استعمال 10 مليجرام قبل ساعة من المواجهة مثلا، المهم هو ألا تتجنب المواقف التي تتطلب المواجهة.

وأؤكد أن هذه الحالات عابرة وستختفي -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية حمود

    نفس المشكلة لدرجة اني لا اريد الاجتماعات لهذا السبب وكرهت نفسي وسلبيتي وعدم قدرتي على التفاعل انا ام لطفلين و عاملتهم بقسوة لفترة واشعر بالندم الان احاول السيطرة على عصبيتي واريد حلا الارادة موجودة لكن اهلي اصبحو ينتقدون عصبيتي وينزعجون منها وزوجي ايضا لكن اخاف من تاثير الادوية على الحمل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً