الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحركات اللاإرادية والخوف والنسيان والقلق كلها مرحلية

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أعاني من البدانة، وظهرت لي أعراض:
1- المرحلة الأولى: كنت مريضا بزكام حاد، شربت دواء فيه زعتر، ذهبت إلى العشاء وأحسست بتعرق شديد، كان العرق يخترق جسمي لمدة قصيرة، ثم جاء وقت النوم فذهبت إلى الفراش وبينما يأتيني النوم تتحرك يدي أو قدمي بحركة لا إرادية، وكأن كهرباء صعقتها، وغثيان، وبعدما تقيأت شعرت بالراحة.

2- المرحلة الثانية: الحركات اللاإرادية الشعور بقلق وحالات بكاء، النسيان الوسواس والخوف، التعرق جفاف، نقاط في الشفاة، آلام في الرأس وخلف الجمجمة -أعاني منها منذ أعوام- وألم في الرقبة، دوخة عند الحركة الفجائية، النعاس.

3- المرحلة الثالثة والأخيرة: تنميل في الرأس، حركات لاإرادية، ألم في الثدي والإبط، النسيان، تساقط الشعر عند تمشيطه، تعرق، ألم في الظهر، طنين في الأذن، رؤية نقاط بيضاء وأضواء، التردد.

أرجو المساعدة فأنا خائف وشكراً مسبقاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد لخصت أعراضك في النقاط الثلاث التي أوردتها، ووصفك واضح، لديك أعراض جسدية مختلفة وكثيرة، ولديك قطعًا أعراض نفسية، وحالتك هذه تسمى بالحالات النفسوجسدية، حيث إن التوترات الداخلية والقلق وحساسية الشخصية، وكذلك المرحلة العمرية التي تمر بها وما يرتبط بها من تغيرات نفسية ووجدانية وهرمونية وجسدية، هذا إلى درجة كبيرة يجعل الجسد يتأثر بالنفس، والنفس تتأثر بالجسد.

الخطوة الأولى في علاج حالتك هي: أن تذهب إلى الطبيب وتقوم بإجراء فحوصات عامة، هذا مهم في حالتك وسوف يطمئنك كثيرًا، لا بد أن تعرف نسبة الهيموجلوبين لديك، قوة الدم، وظائف الكبد، وظائف الغدة الدرقية، وظائف الكلى... هذه كلها فحوصات بسيطة، لكنها هامة وضرورية، وإن شاء الله تعالى سوف تجدها كلها طبيعية.

عدم عمل الفحوصات ومقابلة الطبيب يجعل الإنسان في حالة من الوسوسة والتوترات والقلق، وربما تأتيه أوهام مرضية.

بعد ذلك تكون الخطوة الثانية وهي: السعي والاجتهاد في تجاهل هذه الأعراض تمامًا، وقطعًا بعد أن يقوم الطبيب بطمئنتك: هذا يمثل دفعًا وحافزًا داخليًا إيجابيًا جدًّا، يعني يجب أن تستفيد منه فائدة كبيرة في تجاهل الأعراض.

النقطة الثالثة –وهي هامة جدًّا–: أن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تعني: أن يرتب الإنسان وقته وينظمه، أن يرتب طعامه وغذاءه، أن يمارس الرياضة، أن يجتهد في دراسته، أن يجتهد في عبادته، أن يكون بارًا بوالديه، أن يرفه عن نفسه بما هو طيب ومباح، وأن تضع هدفًا في الحياة، هدفًا يوصلك إلى ما تبتغي أن تصل إليه، وذلك من خلال تطبيق الآليات الصحيحة، وأنت في هذه المرحلة قطعًا يجب أن يكون همّك الأساسي طاعة ربك وبر والديك وبناء شخصيتك والتزود بالعلم والمعرفة، وأن تكون لك صحبة طيبة... هذا -إن شاء الله تعالى– يجعلك تحس بحيوية وصحة نفسية راقية، وكذلك مقدرات جسدية قوية تناسب عمرك.

أمر هام ضروري –وهي النقطة الرابعة– هي: ممارسة الرياضة، الرياضة مطلوبة بشدة كوسيلة للحياة الصحية التي تكلمنا عنها، الرياضة تؤدي إلى تغيرات كبيرة في بعض المكونات الفسيولوجية داخل جسم الإنسان وداخل دماغه، واتضح أنها تقوي النفوس وتقوي الوجدان، وتزيل الطاقات السلبية، وذلك بجانب تقوية الأجساد.

أعراض التوترات والنسيان والوساوس والخوف: هذه كلها -إن شاء الله تعالى– مرحلية، قلقية، وباتباعك لما ذكرته لك من نقاط كلها هامة، أعتقد أنك سوف تُصبح أكثر طمأنينة، وسوف ترى أن الأمور قد تبدلت وأصبحت أفضل كثيرًا مما كنت تتصوره.

أنت لست في حاجة لأي أدوية نفسية، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً