الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل مع مريض الفصام الذي يرفض الذهاب للطبيب النفسي

السؤال

السلام عليكم

سؤالي حول مرض الفصام، كيف نتعامل مع مريض الفصام الذي يرفض الذهاب إلى الطبيب العقلي أو النفسي؟ ويرفض تناول الدواء الخاص بالفصام لاقتناعه بأنه غير مريض؟ وكيفية التعامل مع الشخص المريض في المستشفيات العقلية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فطيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

سؤال جيد وممتاز وواقعي وعملي؛ لأن هذه الحالات موجودة وموجودة بكثرة، وأن يرفض مريض الفصام الذهاب للطبيب، وأن يتقبل العلاج هو جزء من مرضه، ومريض الفصام -خاصة المرضى الذين لديهم ما يعرف بالأفكار الاضطهادية الظنانية- تثور ثائرتهم إذا قيل لهم أنكم مرضى وأنكم متوهمون، والتعامل مع هؤلاء المرضى له عدة طرق، ويجب أن تكون البداية صحيحة؛ لأن ذلك يساعد في علاجهم.

لا بد من بناء علاقات ممتازة مع المريض، والعلاقات الممتازة تُبنى من خلال الصبر، وعدم مناقشة المريض، وعدم تحدي أفكاره، ومحاولة صرف انتباهه إلى أفكار وأفعال أخرى، ويفضل دائمًا أن يتفاهم مع هؤلاء المرضى شخص واحد في الأسرة؛ لأن كثرة التدخلات تُكثر شكوكهم وتجعلهم أكثر عنادًا ورفضًا، والشخص الذي يتولى التخاطب مع المريض يجب أن يكون فطنًا وحاذقًا، وكما ذكرنا لا يتحدى أفكار المريض، بل يحاول أن يكسب وده، وحين يتحدث مع المريض كأنه يتحدث في أمر سري يدور بينه وبين المريض، أي أن الآخرين لا علم ولا اطلاع لهم بحالته.

ودائمًا يجب أن يبحث الشخص صاحب التأثير على المريض، وصاحب التأثير ليس من الضروري أن يكون أبًا أو أُمًّا ولا حتى أخًا، رأينا من أثّر فيهم أطفالهم الصغار، رأينا من أثر فيهم جيرانه، رأينا من أثر فيهم إمام المسجد، فيجب أن يتم تخير شخص يثق فيه المريض؛ لأن أحد مكونات مرض الفصام (عدم الثقة) هذه الطريقة جيدة وتنجح في كثير من الأحيان، وبعد ذلك حين يذهب المريض إلى الطبيب، الأطباء لهم مقدراتهم، بل فنياتهم التي يستطيعون من خلالها إقناع المرضى بأخذ علاج.

هذا هو السبيل المتبع في كثير من الحالات، والسبيل الآخر: هو أن كثيرا من الدول بها قوانين تنظم الصحة النفسية والعقلية، وفي حالة أن المريض قد فقد أهليته، وليس له قوة الاستبصار أو الارتباط بالواقع، ولا يستطيع أن يقرر في شأن نفسه، أو أنه يمثل خطورة على نفسه أو على ممتلكاته أو على الآخرين، في مثل هذه الحالة توجد مواد في قانون الطب النفسي توجه للأطباء وللأهل أن يستعينوا بالشرطة مثلاً لإحضار هذا المريض لمكان العلاج، ويقوم الأطباء بإعطائهم الأدوية ضد إرادتهم ورغبتهم.

هذا الجانب يستفيد كثيرًا منه الأهل، وبكل أسف في بعض الدول لا توجد هذه القوانين، لكن هذه الوسيلة يجب أن تتوفر؛ لأن بعض هؤلاء المرضى قد يشكلون خطورة، والذي يعرف أن المريض الذي يرفض الحضور للعلاج طواعية حين يُحضر إكراهًا وإجبارًا غالبًا لا يتذكر ذلك أبدًا بعد أن يُشفى، ونحن دائمًا نذكر ذلك للأهل حتى نطمئنهم.

فإذن هذه هي الوسائل، وفي بعض الأحيان توجد ممارسات أخرى، مثل أن يوضع الدواء للمريض في مشروب أو محلول دون علمه، هذه الطريقة تمارس، حدث نقاش طويل حول مدى أخلاقية هذا الأمر، وهل يُسمح به أو لا يُسمح؟ وجهات النظر مختلفة، ووجهة نظري الخاصة إذا كان الدواء سليمًا وفاعلاً وأذن أهل المريض بذلك فلا يوجد مانع في هذه الممارسة ما دامت سوف تعود بالخير والمنفعة على المريض.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا مريض فصام متعافى انشاء الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    كلامك افادنى كتير . ولدى تعقييب من خلال تجربتى الشخصية قد تكون صحيحة وقد تكون خطأ وقد تختلف من شخص الى اخر
    1-احضار المريض قصرا للعلاج هذا فى حالة الهيجان الغير مبرر اما احضارة فى غير هذة الحالة يأتى بنتيجة عكسية ويفقد الثقة .لان ان كان هائج بسبب فهذا طبيعى وعلاجة ازلة السبب وتهدئة المريض والطبيعى ان يهداء . لا يجب ان نقيس تصرفات مريض الفصام بمقياس التصرف المثالى ولكن الطبيعى او اقل درجة من الطبيعى .
    2-للاسف انا لم استمر فى العلاج بعد الانتكاسة الاولى وذلك لعدم الشعور باهميتة سواء منى او ممن حولى .ولكن بعد الانتكاسة الثانية تاكد لدى اهمية العلاج . ولذلك فلابد ان يشعر المريض باهمية العلاج استخدام طرق مختلفة ومناسبة للاقناع هى خير وسيلة
    2-اما وضع الدواء فى مشروب الحذر الحذر ان يكون بعد الانتكاسة او فى مرحلة التدهور او فى مرحلة النقاهة لان تغير طعم المشروب يثير لدية فكرة التأمر ضدة فهو لن يتوقع ان هذا التغير بسبب الدواء ابدا بل بسبب السم الذى يوضع لة وهذة فكرة التأمر .اما اذا كان ولابد من ذلك ففى اول تجربة لابد من التواجد معة ومراقبتة دون ان يشعر فاذا اكمل المشروب دون تعليق وتصرف طبيعى فهذا جيد اما اذا لم يكمل المشروب وقام فورا او صدر منة تصرفات غير طبيعية فقد تأكد لدية التأمر اما اذا قيل لة ان هذا الطعم طبيعى واكتشف غير ذلك فايضا تأمر والحل فى هذة الحالة هو ان يصارحة الشخص الذى يثق فية المريض .
    وفكرة التأمر تكون فى مرحلة معينة ومتكررة يمر بها المريض تختلف من شخص الى اخر .اما فى حالتى فكانت لها مظاهر على ما اذكر (الاضراب فى الكلام والسلوك والتصرفات)فقط دع نفسك مكان المريض ان كل من حولك يتأمر عليك بمعنى انها ردود افعال طبيعية لفكرة غير واقعية.
    *وجة نظر
    لب المرض واساسة فى المرحلة الاخيرة هى الضلالات او الافكار الغير واقعية .كان سبب التدهور الاساسى اننى لم اعلم من اين اتت هذة الافكار و ان تسلط هذة الافكار على دليل صحتها (مثل قراءة من حولى لافكارى فلم الحاسة السادسة :) او ان هناك مأمرة ضدى الخ ) ولكن جدير ان اذكر انة بعد الانتكاسة الثانية كان هناك تطور بطيئ ولاكن ملحوظ فى القدرة على التحليل المنطقى للامور تطور فى الدراسة وتطورات عديدة مما اكسبنى بعض من الثقة فى النفس وفمن حولى ثم اكتشفت صدفة اننى مريض كانت صدمة ولكن هذة التطورات قللت من حدتها وبدأت افهم ان تسلط هذة الافكار ليس دليل لصحتها ولكن لوجود مرض مما اكسبنى القوة فى رد هذة الافكار وعدم الانجراف لها وهذة نقطة تحول كبيرة فمن الصعب ان تحارب عدو مجهول . انا ذكرت تفاصيل معرفتى بالمرض لاننى اعتقد انة جاء فى التوقيت المناسب بالرغم من انها صدفة .تنبية لا اعتقد اننى لو عرفت المرض قبل ذلك كنت سأتقبل الامر .
    اتمنى ان اكون ممن استفاد وافاد .وعذرا للأطالة فهذا تلخيص :)

  • السعودية hefny

    جزاكم الله خيرا

  • مصر د. منى

    معي في العمل مريض فصام.. يظن أني أتآمر عليه.. و يكتب في الشكاوى الكيدية الكثيرة جدا لدرجة أنه اشتكاني في النيابة، كرد فعل لأشياء يظن أني أفعلها ضده..و أنا أحاول اجتنابه تماما

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً