الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علاج لنوبات التغرب عن الذات أم أنها ستستمر معي للأبد؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ حوالي عشر سنوات من شعور غريب، أنني لا أشعر بنفسي، وهو يأتي على شكل نوبات، تستمر النوبة حوالي أسبوعين، وحدث ذات مرة أنها استمرت شهراً، ولم أقم برسم مخ أو أي فحوصات أخرى بخلاف تحليل لصورة الدم.

ذهبت لطبيب نفسي ووصف لي cipra pro، وأخذته لمدة سبعة شهور تقريباً ثم اوقفته تدريجياً، ولم تحدث لي هذه الحالة من وقتها حتى أربعة أيام سابقة، شعرت بهذا الشعور بعد تعرضي لموقف أثار خوفي، وقد كنت متعبة في هذا اليوم فأنا أجهز لزفافي، والآن أشعر أني لست على ما يرام، فلا أستطيع التركيز، ونائمة معظم الوقت، وأشعر بالخوف من أن يهل علينا رمضان وأنا في هذه الحالة، حيث أني إثناء هذه الحالة لا أستطيع الخروج من المنزل إطلاقاً، أخاف أن أخرج أو أحتك بالناس من حولي، وأشعر بصداع ودوخة من الرقاد، ولا أشعر بنفسي.

زفافي يقترب وينقصني الكثير، وفي أشد الحاجة لأن أخرج لأشتري جهازي، ولا أستطيع أن أخرج حتى من غرفتي، ولا أستطيع أن أخرج للذهاب للطبيب.

ماذا أفعل؟ وهل يوجد علاج نهائي لما أعاني منه أم سيلازمني للأبد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مهيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

حالتك هي نوع من أنواع القلق النفسي، والشعور الغريب الذي أتاك يسمى بالتغرب عن الذات أو اضطراب الأنية، وهو نوع من القلق النفسي، استجابتك للعلاج كانت رائعة وكانت ممتازة جدًّا، وهذا يجب أن يكون دافعًا ومحفزًا إيجابيًا كبيرًا جدًّا.

أنت الآن مقدمة على الزواج، وهذا حدث جميل وسعيد يجب أن ينشرح له قلبك، وتكون كل مشاعرك معه، وتتغاضي عن السلبيات تمامًا، ولا تراقبي مشاعر الخوف والتوتر، بل حاولي أن تتجاهليها تمامًا، هذه وسيلة جيدة للعلاج، بمعنى أن الإنسان يكون في جانب التفاؤل، وفي الجانب الإيجابي، وتذكر الفائدة والنفع العلاجي الإيجابي الذي حصلت عليه في السابق، هذه أيضًا دعامة أساسية جدًّا.

بالنسبة للعلاج النهائي هو الذي ذكرته لك، هو التطبع الإيجابي والفعل الإيجابي، والتفكير الإيجابي والمشاعر الإيجابية، وهذه تحاصر السلبيات والقلق والتوتر، وفي ذات الوقت يجب أن تكون لك فعاليات في هذه الحياة: ترتيب وقتك، إدارته بصورة جيدة، الرفقة الطيبة الصالحة، تقوى الله، هذا كله يدعم الإنسان نفسيًا، ويجعل حاجته للأدوية قليلة جدًّا.

في الوقت الحاضر، ما دمت مقدمة على الزواج، أنا أعتقد أنه لا مانع من أن تتناولي عقار (cipra pro) الذي وصفه لك الطبيب، لكن بنصف جرعة، ليست جرعة كاملة أبدًا، تناوليه لمدة شهر أو شهرين، ثم بعد ذلك توقفي عنه، هذا سيكون أيضًا قاعدة إيجابية لتنطلقي منها، لأن الإنسان حين يكون تحت الضغوط النفسية، حتى وإن كان الحدث حدثًا سعيدًا وجميلاً مثل الزواج، فهذا قد يزيد من التوتر والانفعالات السلبية، لكن حالتك عامة حالة مطمئنة، لا تتشاءمي، أزيلي عنك القلق التوقعي، -وإن شاء الله تعالى- المستقبل أجمل من الحاضر، والحاضر أجمل من الماضي.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب hassan

    انا ايضا اعاني من التغرب لكن احاول ان انساه وكان هدا كله بسبب الخوف

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً