الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يصيبني خوف وإحساس بالموت كلما تركت الصلاة.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم..


منذ فترة جاءني شعور بالخوف من الموت، والإحساس بالموت، وذهبت لأطباء القلب والصدر؛ لأنني أشعر بالصعوبة في التنفس، وازدياد ضربات القلب، وبعد الفحوصات، والتحاليل كانت النتائج إيجابية، ولا يوجد مرض عضوي، واستمررت على الصلاة فترة فبدأ هذا الشعور يختفي تدريجيا إلى أن تناسيته، وعندما بدأت أقطع الصلاة بدأ هذا الشعور يأتي من جديد: شعور بالضيق والخنقة والرهبة من الموت، والخوف منه، والإحساس به، وصعوبة التنفس، وخفقان القلب، أنا حقيقة تعبت، ولا أدري ماذا أعمل؟

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فأنت رجل عرفت علاجك، وتبحث عن علاج آخر، رغم أنه لا علاج إلا ما طبقته أنت في المرة الأولى، أنت رجل - كما ذكرت – تشعر بالخوف من الموت والإحساس بالموت، ويصاحبه مع ذلك صعوبة في التنفس، وزيادة في ضربات القلب، ولكن تبين لك أنه - الحمد لله تعالى – التحاليل كانت جيدة، ولما بدأت بالمحافظة على الصلاة بدأ هذا الشعور يختفي تدريجيًا إلى أن تلاشى تمامًا، وهذا من فضل الله تعالى علاج عظيم لم يكلفك شيئًا، ولا جنيهًا ولا ملِّيمًا، وإنما الله تبارك وتعالى دلَّك على دوائك وعلى شفائك، إلا أنك عندما بدأت تقطع الصلاة، عاد الشعور من جديد، وعادت نفس المشاكل كما كانت.

فأنا أقول: علاجك في يدك - أخي الكريم – لأنك عرفت الآن، علاجك في الصلاة، ليس هناك علاج آخر، ما دمت بفضل الله تعالى قد عافاك الله تبارك وتعالى بالمحافظة على الصلاة لِمَ تقطع الصلاة؟!

إذن هذا الأمر - بارك الله فيك – أن تقيم الحجة على نفسك، الناس يحتارون أحيانًا في تشخيص حالة المرض، وأحيانًا يحتارون أكثر في وصف الدواء المناسب للمرض، أنت الآن منَّ الله عز وجل عليك بأنك عرفت المرض الذي عندك وعرفت علاجه، وعلاجه سهل ميسور لا يكلفك شيئًا، فلماذا تترك هذا العلاج المجاني الذي يقربك من الله تبارك وتعالى، وهو فرض عليك؛ لأنك تعلم أن الصلاة فرض عين على كل مسلم ومسلمة.

لذا أنصحك - بارك الله فيك – باستعمال هذا العلاج، والعودة إلى الصلاة وعدم التقصير فيها، والإكثار من السنن مع الفروض، حتى يحفظ الله عليك هذه النعمة.

إضافة إلى ذلك: أتمنى أن تقرأ على نفسك الرقية الشرعية إذا كنت تستطيع ذلك؛ لأن الأمر ما دام يتعلق بالصلاة وغيرها فالأمر أمر روحي، والرقية الشرعية يقينًا إذا لم تنفعك فهي قطعًا لن تضرك، فتستطيع الاستماع إلى أشرطة الرقية الشرعية – أو رقية نفسك إذا كنت على ذلك قادر – كما أنه من الممكن أن تذهب إلى أحد الشيوخ الثقات، بشرط ألا يكون من الدجالين والمشعوذين والسحرة، وإنما من الإخوة الذين يعرفون بسلامة المعتقد وصحة الطريقة، وأن يقرأ عليك من باب الاحتياط، وإلا فأنا أعلم أن علاجك الوحيد إنما هو المحافظة على الصلاة، لأنك تحسنت تمامًا، وتخلصت من هذه المشاعر بمجرد أن بدأت في الصلاة.

فإذن هذا علاجك، ولكن لا مانع - كما ذكرت – احتياطًا: الرقية الشرعية، وأنصحك بأن تكتب في موقع البحث جوجل (الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل) أشرطة مسجلة، وبإذن الله تعالى استماعك إليها سوف ينفعك الله بها كثيرًا؛ لأنها من أفضل الرقى الموجودة (حقيقة) على الإنترنت، ولقد جربها كثير من المسلمين فاستفادوا فائدة عظيمة، فحاول أن تستمع إليها يوميًا كل يوم مرة، مع ضرورة المحافظة على الصلاة والدعاء أن يصرف الله عنك هذا البلاء، وكذلك الإكثار من الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام – والإكثار من الاستغفار، وأسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يُلبسك ثوب العافية حتى تلقاه، إنه جواد كريم.

وانظر وسائل المحافظة على الصلاة: (17395 - 55265 - 2133618).

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً