الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتحكم في عصيبتي وانفعالاتي عند والدتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكو من عصبية شديدة جداً، وللأسف أتعصب على والدتي كثيرا، وهي مريضة! أنا مستاءة جدا لتعصبي عليها في بعض الأوقات، وأحاول كثيرا أن أتمالك أعصابي، ولكني أفقد السيطرة، وأثور، وأغضب، وخصوصا عندما يلح أحد علي في طلب، وأشعر أن الله غاضب علي (أسأل الله العفو والعافية).

والدتي تعاني من الشلل الرعاشي منذ ما يزيد عن 15 عاما، وأنا لا زلت أعيش مع والدي ووالدتي، فأنا أصغر أخواتي، ولم أتزوج بعد.

ووالدتي لا تريدني أن أخرج من البيت مطلقا، وأظل معها، علما بأن أبي يعيش معنا، ولكنه لا يساعدها في أي شيء إلا نادراً، وهو أيضا مريض بمضاعفات متعددة لمرض السكر، ولكني أحتاج أحيانا لأخرج، وخاصة أن عرسي يقترب (بإذن الله) ولم أجهز شيئا بعد.

وأنا نتيجة لظروف والدتي تقريبا لا أنام، وأخوتي لا يستطيعون المساعدة فكلٌ منشغل بحياته، أستاء من صوتي العالي على أمي، وأحاول أن أقاوم الصراخ، لكني أنفجر في النهاية، فكيف أتحكم في انفعالاتي؟ هل مجرد حديثي عن مساعدتي لأمي الآن قد يتسبب في ضياع حسناتي وثوابي؟ وهل هناك تمرينات تنفس تساعدني على التحكم في انفعالاتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مهيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

يفيد أحيانا أن نسأل أنفسنا ما هو العرض؟ وما هو المرض؟ ونحاول التفريق بينهما؛ لأننا أحيانا نركز على علاج العرض، وننسى الأصل، وهو المرض أو المشكلة..

ربما عصبيتك وانفعالك ليست هي المشكلة، أو المرض وإنما العرض.

وربما المشكلة هي في أنك تعيشين في ظروف أسرية ونفسية واجتماعية صعبة، فمن جهة مرض والدتك، ومرض والدك، وطبيعة العلاقة بينهما، ومن ثم رغبات أمك ومحاولتها منعك من الخروج من البيت لقضاء حاجاتك، وكونك أصغر الأبناء والبنات، وأنك وكما يبدو لا تتلقين المساعدة والدعم المناسبين من إخوتك، وهناك أيضا طبيعة وضغط المرحلة التي تمرين فيها من الإشراف على الزواج، وأي فتاة تحتاج عادة للكثير من الدعم والتشجيع، وهي تمرّ في مثل هذه المرحلة.

يقال أن الحرية تؤخذ ولا تعطى، وقد لا يتقدم أعضاء أسرتك لمد يد المساعدة، ففي كثير من الأسر أحيانا يعيش كل فرد منهم يرعى أموره الخاصة، وقلّ ما ينتبه لأمور واحتياجات الآخرين.

وكثير من الناس يجد نفسه في مثل هذا الموقف من تعارض الحاجات الخاصة مع المسؤوليات الأسرية والاجتماعية، وهذا تحد يواجهنا جميعا، وعلينا أن نفكر فيه ونتخذ القرار الذي نعتقد بصلاحيته لنا وللآخرين من حولنا.

كونك مقبلة على الزواج ،فهذا يعني أنك في سن النضج، فلا بد من اتخاذ موقف واضح، بحيث تتكلمي مع من هم أكبر منك في الأسرة ليأخذ كل منكم دوره في رعاية الوالدين، وليخففوا عنك بعض المسؤولية من أجل أن تتفرغي بعض الوقت لأمورك الخاصة.

وكونك مقبلة على الزواج فهذا يعني أنك بعد قليل قد تضطرين للانتقال من بيت الوالدين، والعيش مع زوجك، فلا بد من دعوة أشقائك وأخواتك للحديث الهادئ في أفضل طريقة لتلبية احتياجات الأسرة، وخاصة الوالدين، ومرضهما، وكيفية رعاية كل من يحتاج للرعاية من هذه الأسرة.

واطمئني فإن طلبك للعون والمساعدة في رعاية الوالدين وتلبية احتياجاتك لا ينقص من أجرك وثوابك من الله تعالى شيئا، وكثير من الناس في مثل حالك هذا.

وفقك الله، وأعانك على ترتيب أمور حياتك المختلفة، ومبروك الزواج مقدما.

وللفائدة راجعي علاج العصبية والغضب سلوكيا: (276143 - 268830 - 226699 - 268701).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا أم مجتبى

    بارك الله فيكم فيما أسلفتم فأنا أيضا تقريبا أعاني من نفس المشكلة ووجدت في الإجابة راحة نفسية لي شكرا جزيلا وفي ميزان حسناتكم ماتفعلون إن شاء الله

  • مصر nada

    انا اوجهه مشكلة عصيبة تشبه ليس بالكثير مشكلتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً