الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضربات قلبي تزادد بعد الإفطار أكثر.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بصراحة من أشد المعجبين بهذا الموقع الرائع لما فيه من استفادة وأهمية كبيرة لمن لديه استشارة طبية، جزاكم الله خيرا.

لقد كتبت لكم قبل ذلك مشكلتي من خفقان القلب الدائم، وعدم ارتياحي لهذا الموضوع؛ لأنني أعاني منه منذ سنتين، ولكن بشكل متقطع، بعض الشهور أرتاح منها، وبعضها أعاني منها، ولكني الآن صرت أعاني كثيرا، وأحس بأعراض أخرى، تقلقني كالكتم في الصدر، والتعب، وإحساس بالضيق، والخفقان بشدة، تبقى معي هذه الحالة لساعة تقريبا، ثم تنتهي، ولا أعرف ما سببها؟

تحصل لي دقات غير منتظمة، أحيانا تقلقني كدقة واحدة كبيرة، أو ضربة واحدة تجعلني أرتبك، وتتعبني، مع العلم بأنني قبل يومين قمت بفحوصات أيضا للقلب كالجهد والايكو، وجهاز 24 ساعة، ومع العلم بأنني قبل سنة عملت قسطرة -والحمد لله- كل الفحوصات سليمة، غير الفحوصات كالغدة الدرقية، وفحوصات الدم، وكلها سليمة -ولله الحمد- ولكني ما زلت أعاني لليوم، وأحس بأن الأعراض تزداد، وتقلقني بشكل أكبر، ولا أعرف ماذا أفعل؟ الحمد لله على كل حال.

الحالة التي تحصل لي أحس بأنها تزداد بعد الأكل كالخفقان يعني في رمضان قبل الإفطار، لا أشعر كما أشعر بعد الإفطار بالخفقان والتعب.

ما تحليل هذه الحالة؟ وإذا كانت ليست من القلب بماذا تنصحونني أن أفعل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك ترحيبًا حارًا في إسلام ويب، وأؤكد لك أنني قد اطلعت على رسالتك وبكل تفاصيلها، وبفضل الله تعالى وجدت أن الإجابة السابقة على الاستشارة رقم (2167563) تعتبر كافية جدًّا، ففي تلك الاستشارة أشرنا إلى التشخيص، وهو أن حالتك في المقام الأول هي حالة (نفسوجسدية) بمعنى أن أعراضك الجسدية منشؤها نفسي، ونصحناك بعد ذلك بعدم التردد على الأطباء، وأنت - الحمد لله تعالى – قمت بإجراء فحوصات كافية وشافية جدًّا، وهذا يجب أن يكون مطمئنًا لك.

الأمر الآخر الذي نصحناك به هو: ضرورة أن تتناول بعض الأدوية مثل عقار سبرالكس (مثلاً) فهي مفيدة جدًّا، وأنا لا أعرف إن كانت الإجابة قد وصلتك أم لا، فأرجو التحقق من ذلك، وأن تقوم بالاطلاع على الإجابة السابقة مرة أخرى، ومن وجهة نظري المتواضعة أن زيارة طبيب نفسي مهمة في حالتك، إذا كنت قد اطلعت على الإجابة السابقة ولم تبن قناعات كاملة بجدواها هنا أعتقد أن زيارة الطبيب النفسي تعتبر مهمة وتأكيدية وداعمة ومساندة جدًّا لحالتك.

حالتك هي نفسية في المقام الأول ولا شك في ذلك، وأنا لا أريدك أن تدخل في قلق المخاوف الوسواسي، لذا تطبيق ما ذكرته لك مهم، أو الذهاب إلى الطبيب النفسي.

بالنسبة لموضوع ازدياد الخفقان بعد الأكل في رمضان: هذه ظاهرة معروفة، وهي ظاهرة فسيولوجية، حيث إن الإنسان حين يكون صائمًا ينخفض مستوى السكر، وبعد الإفطار وتناول الحلويات يرتفع مستوى السكر، وهنا يُفرز الأنسولين بكميات كبيرة مما يؤدي إلى انخفاض في السكر مرة أخرى، وهذا يؤدي إلى الخفقان، وهذه حالة طبيعية فسيولوجية، وأعتقد أنك تستشعر الأعراض بشدة؛ لأنك في المقام الأول لديك جانب القلق وجانب التوتر، وشخصيتك حساسة بعض الشيء، فأرجو أن تطمئن، وأؤكد لك أن الحالة حالة نفسية بسيطة، فأرجو أن تأخذ بما أشرته لك من إجابة سابقة، وأكرر لك أن زيارتك للطبيب النفسي ستكون ذات قيمة علاجية كبيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً