الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني حالات من الهلع والقلق وتفكير سلبي طوال الوقت، فساعدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عمري 30، متزوج ولدي بنت، موظف.

المشكلة: تنتابني أحيانا حالات من الهلع والقلق طوال الوقت، وتفكير سلبي داخلي طوال الوقت، لا أحب الخروج كثيرا، ولا أستمتع بالسفر لتفكيري الدائم.

مرات أحس بأن لدي مشكلة في القلب، وهذه الأيام أحس بوجود مشكلة في التنفس، وعند المشي أو الصلاة ولو قليلا أحس بأني سأسقط، مع العلم بأني اجتماعي، ولا أحد يحس بأن لدي مشكلة داخلية.

كلمت دكتورا منذ فترة، ووصف لي (سبراليكس) لكن بصراحة لم أجرؤ على تناوله خوفا من مضاعفة مشكلتي، أو تطورها.

أرجو منكم مساعدتي، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fahad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الناس تحمل صفات وسمات تتميز بها شخصياتهم، فهنالك من يميل إلى الانزواء، وهنالك من يميل إلى الانفتاح الاجتماعي الزائد، هنالك الشخص الحساس، والشخص الوسواسي، الشخص الغضوب، الشخص الكتوم وهكذا.

والشخصية المتميزة جدًّا هي الشخصية القلقة، والقلق طاقة نفسية إذا كان بكمية معقولة، واستفاد منه الإنسان، نعتبره طاقة نفسية إيجابية.

أنا أعتقد أن شخصيتك في الأصل تحمل بعض سمات وصفات القلق، وهذا هو الذي جعلك متوجسًا وقلقًا، ويسيطر عليك التفكير السلبي الداخلي، وفي بعض الأحيان يحدث نوعًا من الطفرات أو الزيادة لهذه الأعراض، مما يجعلك تحس بأنك مصاب بمشكلة في القلب، أو تحس بضيق في التنفس، أو مخاوف عامة.

فإذًا هذه الأعراض هي: أعراض ثانوية نسبة لوجود خلفية قلقية تتمثل أو تتسم بها شخصيتك في الأصل، الحالة بسيطة، هذا ليس مرضًا، هذه مجرد ظاهرة، وأنا أعتبر تفهمك لحالتك هذه، وهذا في حد ذاته علاجًا.

الأمر الآخر: يجب أن تكون معبرًا عن نفسك، لا تكتم، جرب الانفتاح النفسي والتفريغ النفسي، وذلك من خلال التواصل الاجتماعي الجيد.

ثالثًا: عليك بممارسة الرياضة، ففيها خير كثير جدًّا.

رابعًا: طبق تمارين الاسترخاء عن طريق التنفس المتدرج، أو قبض وإطلاق العضلات المتدرج، أيضًا فيه فائدة كبيرة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2316015) يمكنك الرجوع إليها والاسترشاد بمحتواها، وهي بإذن الله تعالى مفيدة لك جدًّا.

خامسًا: إدارة الشؤون الحياتية بصورة إيجابية من خلال: حسن إدارة الوقت واستغلاله بصورة صحيحة، الإنسان الذي يُنجز يحس بالسعادة ويحس بالمردود الإيجابي، والإنسان الذي لا يُنجز قطعًا يكون مُحبطًا، والإنجاز مقترن دائمًا بالاستفادة من الوقت والقضاء على الفراغ، فكن على هذا النهج.

النقطة الأخيرة هي العلاج الدوائي: الـ (سيبرالكس Cipralex) دواء جيد وفاعل، لكن لا أعتقد أنك في حاجة إليه، فحالتك من وجهة نظري هي حالة بسيطة، وأي عقار مثل: (فلوبنتكسول Flupentixol) والذي يعرف تجاريًا باسم (فلونكسول fluanxol) أرى أنه سوف يكون كافيًا جدًّا، هو مضاد للقلق، ليس إدمانيًا، لا يتطلب أي احتياطات معينة في بداية العلاج أو عند التوقف منه؛ حيث إنه لا يسبب أي أثر انسحابي، يمكن أن تبدأ بجرعة حبة واحدة في اليوم، تناولها صباحًا -وقوة الحبة هي نصف مليجرام– بعد أسبوعين اجعلها حبة صباحًا وأخرى مساءً لمدة شهر، ثم تجعلها حبة واحدة في اليوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أعتقد أن هذا هو المطلوب في حالتك، وإن راجعت طبيبك فهذا أيضًا سوف يكون حسنًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً