الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب تأخر توأم دراسياً وضعف مقدرتهما على الفهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يوجد لدينا في العائلة توأم -ولله الحمد-، عمرهما 6 أعوام، يجب أن يكونا في أول ابتدائي، لكن بسبب انخفاض مستواهما في تمهيدي، لم يستفد والداهما من تدريسهما لسنتين متتاليتين، ولا نعلم ماذا نفعل معهما بسبب تأخرهما الدراسي، علماً أنهما يفهمان ويستوعبان كل ما يجري حولهما، لكن بمزاجهما، أحياناً كثيرة نحس أنهما لا يستوعبان ولا يستجيبان لنا، حركتهما كثيرة ولا يحبان اللعب مع الأطفال، حياتهما كلها ضرب وتشاجر مع بعضهما، يشاهدان التلفاز بكثرة، ويقلدان كلام الرسوم المتحركة باللغة العربية، لكن لا يحفظان ولا سورة، ولا حرفاً في المدرسة، الآن أرجعناهما إلى تمهيدي، لكن المعلمة تقترح إرجاعهما إلى الروضة بسبب تأخرهما عن الطلاب.

هذا الموضوع حطمنا نهائياً، لا نعلم هل سيبقيان حياتهما كلها في الروضة والتمهيدي لا يتقدمان، علماً أننا نبذل قصارى جهدنا في البيت لكن دون فائدة، بدون مبالغة عجزنا منهما، كثيرون يشيرون لنا أن نذهب لطبيب نفسي للأطفال، ولكن لا نعرف أين نذهب بهما، أتمنى الرد بجواب يفيدنا.

ولكم مني جزيل الشكر، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بشكل عام ليس من السهل تربية الأطفال التوأم لاعتبارات نفسية وأسرية متعددة، فالعلاقة بين الأخوين التوأم ليست كأي علاقة بين أخوين غير توأم.

سؤالك: ما هي يا ترى أسباب عدم تقدمهم المدرسي؟ هناك احتمالان:

الأول: أن هناك سببا عضويا يسبب لهما بعض الصعوبات الذهنية، مما يجعلهما ضعاف الفهم والتفاعل، والحفظ والتقدم المدرسي، وفي هذه الحالة فأفضل ما يمكن عمله، -ومن باب الاطمئنان والتأكد من سلامة الطفلين- أنصح بعرضهما أولاً على طبيب أطفال، وليس بالضرورة أن يكون طبيبا نفسيا، ليقوم طبيب الأطفال بالفحص العام والشامل للطفلين، واستبعاد أي مشكلة أو إعاقة بالفهم عندهما، ولفحص الحواس من سمع وغيره، ولتأكيد أو نفي تشخيص معين يفسر كل هذه الأعراض، فلا بد من تأكيد التشخيص أولا، وكما أقول دائماً، بدون تشخيص دقيق، لا يوجد علاج مناسب.

الاحتمال الثاني: وجود بعض الصعوبات النفسية والسلوكية بسبب الطبيعة غير العادية لعلاقة هذين الطفلين التوأم ببعضهما، وبعد تأكدنا من عدم وجود مشكلة عضوية بعد زيارة طبيب الأطفال، يمكن أن تفكروا في عرض الطفلين على طبيب نفسي ليحدد طبيعة المشكلة، ومن ثم أفضل طرق علاج هذا الحال، ولا بد وبغض النظر عن التشخيص، من التعاون الجيد مع المعلمين والمدرسة المناسبة.

في كلتا الحالتين، فإن مما يساعد الطفلين كثيراً، أن نحاول تنظيم وقتهما، والقيام بالأنشطة بشكل هادئ ومرتب، وبأن تحاولوا أنتم الكبار أن تتحلوا بالهدوء والتروي في القيام بالأعمال، وبحيث يشعر الطفلان بأن الأمور تسير بهدوء وببطء، وطبعاً هذان الطفلان ما زالا صغيرين، ولذلك فهناك احتمال كبير في أن ينموا ويتجاوزا هذه المرحلة، وعليكم هنا بالصبر والتأني والهدوء معهما.

حفظ الله طفليكم، وأقرّ عيونكم بهما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً