الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرت شخصية أخي الصغير بشكل سلبي، كيف أعيده كما كان وأفضل؟

السؤال

السلام عليكم

أخي الصغير كانت شخصيته قوية ومرحة، ويحترم الآخرين ويحب التعلم، لكن نتيجة أخطاء منا لم ننتبه لها، ولا أعرف ما هي بالضبط لكن أتوقعها، تبدلت شخصيته، فأصبحت شخصية ضعيفة تقلد الآخرين، وكسولة، طيلة النهار يشاهد برامج الأطفال على التلفاز، يبكي إذا وجه له أي نقد، لا يحترم الكبار، طبعاً من غير تعمد وقصد منه، ويحاول عدم السماح لأحد بالسيطرة عليه، طبعاً هذا في البيت، أما في الخارج مع أصدقائه ومع الناس، فإنه لا يحسن التعبير عما في داخله، وعندما يريد أن يحكي قصة حدثت معه، فإنه يتكلم كلاماً متقطعاً جداً حتى يمل الآخرين من سماعه، وتقريباً جميع أصدقائه مسيطرون عليه، وبعضهم يضربونه، وهو لا يدافع عن نفسه، بل يبكي بشدة، ولا يخبرنا هو بما يحدث معه، لكن أخي الآخر هو الذي يخبرنا.

حتى أنه لا يحب التعلم، ولا حفظ القرآن، ولا الخروج من المنزل، فقط اللعب على الكمبيوتر والتلفاز، وعندما يضحك فإن ضحكته تنبئ عن انهزام كبير في شخصيته، وهذا الضحك يكون ليس من قلبه، وبعيون ذابلة، الآن عمره تسع سنوات، وهو أصغر من في المنزل، وهو طفل ذكي جداً، ومبدع ولطيف، أرجو أن تخبروني، هل أستطيع أن أرجع شخصيته كما كانت وأفضل؟ وكم من الوقت أحتاج لذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على اهتمامك بأخيك الصغير، وعلى الكتابة إلينا.

من الصعوبة أن نفهم سلوك إنسان ما، وخاصة إن كان طفلاً من دون اعتبار البيئة والظروف التي يعيش فيها، ولا يمكننا الحديث عن أخيك من دون أن نذكر أنه يعيش في سورية، حيث يجري فيها الآن ما يجري من القتل وسفك الدماء، وقد طال الأمر وامتد لأكثر من سنتين ونصف، عمر هذا الطفل الآن تسع سنوات، أي قبل سنتين ونصف كان عمره جداً صغير، ست سنوات ونصف، كم أثرت على هذا الطفل الكثير من أحداث القتل، والمناظر المرعبة والمخيفة؟ الله بهذا عليم.

اطمئني، أفضل من الحديث عن استعادة شخصية الطفل والتي تحدثت عنها، الأفضل أن نتحدث عن كيفية مساعدة هذا الطفل على تجاوز المرحلة التي هو فيها الآن، وقد لا يعود لما كان عليه، ولكن يمكن حتى أن يكون أفضل مما كان عليه.

وأفضل ما يمكن أن تقدموه للطفل في هذه المرحلة ،هو مساعدته على إشعاره بشيء من الأمان والاطمئنان، وأن يكون العمل على تقوية شخصيته بأسلوب غير مباشر، عن طريق طمأنته، وعدم الإشارة من قريب أو بعيد لما يمكن أن يسميه البعض "ضعف الشخصية"، فهذا لا يزيد المشكلة إلا تعقيداً، ويزيده ضعفاً، الأفضل أن لا نسمي ما نراه في هذا الطفل ضعفاً للشخصية، وإنما ربما ردة فعل إنسانية طبيعية لظروف صعبة غير طبيعية، وليس العكس، حاولوا أن تعززوا ثقته بنفسه من خلال ملاحظة أي عمل، أو صفة إيجابية تلاحظونها فيه، ومن ثم اشكروه عليها، وفي نفس الوقت غضوا الطرف عن بعض السلبيات، وخلال وقت قصير ستلاحظون أن ثقته بنفسه قد زادت وبشكل واضح، مما سينعكس إيجابياً على شخصيته بشكل عام.

بارك الله لكم فيه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً