الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأخر الطفل في النطق والحركة دليل على مرض التوحد؟

السؤال

السلام عليكم..

طفل عمره أقل من الشهرين، لم يكمل55 يوما، وسقط على رأسه وبكى، وكان متعرقاً من الخوف ثم سكت، والآن عمره سنتان، كان ينطق ببعض الكلمات البسيطة مثل: (بابا، ماما)، ثم عندما بلغ من العمر3 سنوات، أصبح لديه أعراض التوحد.

كما أن لديه فرط حركة، وبعض الأحيان يبكي بدون سبب، وبعض الأحيان يضحك بدون سبب، وهو لديه توتر ملحوظ، فهو يأكل أظافر يديه، وفيه سمات التوحد.

أنا لا أعلم أهو من السقوط أم من ارتفاع درجة حرارته؟ مع العلم ان درجة حرارته ارتفعت وهو بعمر أقل من 55 يوما، بسبب حقنات التطعيم.

أفيدوني في الأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي أريد أن أؤكده لك أن تحمل الأطفال للإصابات والصمود عال وكبير جدًّا، ومن رحمة الله تعالى، أن الطفل لديه مقاومة كبيرة جدًّا للارتطامات، خاصة إذا اصطدم على رأسه مثلاً، لا تحدث تغيرات دماغية، لا يحدث نزيف داخلي أو على قشرة الدماغ إلا نادرًا جدًّا.

الربط ما بين الأعراض التي يعاني منها الطفل وتلك الحالة، أو حتى ارتفاع درجة الحرارة، لا أعتقد أن الربط دليل مقنع على أن ما حدث له هو الذي ساعد أو أثر في السلوكيات التي وصفتها حول الطفل، لكن لا أحد يستطيع أبدًا أن ينفي نفيًا قاطعًا يقينيًا أنه لم تحدث بعض التفاعلات الدماغية البسيطة التي ربما تكون ساهمت – وليست هي السبب – في بعض التغيرات التي تحدث للأطفال.

بالنسبة لموضوع أعراض التوحد: أرجو ألا تستعجلي في الوصول إلى هذه الخلاصة، الطيف التوحدي - أو نحب أن نسميه الآن بـ (الذواتية) - له معايير تشخيصية، وحتى أكثر الأطباء خبرة يفحصون الطفل أكثر من مرة، وفي بعض الأحيان يكون هنالك استعانة بأعضاء الفريق العلاجي، والذي يتكون غالبًا من اختصاصي النفس، واختصاصي النطق.

ليس هنالك حاجة لأن نستعجل ونقول: إن هذا الطفل يعاني من التوحد، أو أداء فرط الحركة، وضعف الانتباه، وتخوفاتك أيضًا أرى أنها معقولة ومقبولة، لكن يعالج هذا الموقف من خلال أن يُعرض هذا الطفل – حفظه الله – على طبيب مختص في الحالات النفسية لدى الأطفال، - والحمد لله -، هذا التخصص الآن متوفر، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص بها مراكز لفحص الأطفال الذين يعانون من علة التوحد، أو زيادة فرط الحركة، وفي معظم المدن هذه الوحدات مُلحقة بأقسام الطب النفسي، وأنا أعتقد أن فحص هذا الطفل ضروري، لأن ذلك سوف يعطي الجواب الحاسم والمطمئن - إن شاء الله تعالى - .

أنا متفائل، ومتفائل جدًّا أن هذا الطفل لا يعاني من طيف الذواتية أو التوحد. فرط الحركة البسيط لا يعتبر علة رئيسية في كثير من الأطفال، لكن هذا الأمر لن يُحسم إلا بعد أن تقابلي المختص، فأرجو أن تقومي ذلك.

وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً