الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من قيادة السيارة وتصاحبني أعراض معها أرجو إفادتي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

مشكلتي هي: أني أخاف من قيادة السيارة منذ 8 سنوات -والحمد لله- صار لي شهران وأنا أذهب بالسيارة للدوام، ولكن لازال الخوف موجودا، ويزيد نبضي عند الركوب، ويزيد التعرق، ودائما أرتبك خصوصا عند الزحمة, وأتحاشى أن يركب معي أحد، ودائما أحب أن أقود لوحدي, وأحس أن الناس ينظرون إلي عندما أذهب لأي مكان، وأخاف من التجمعات نوعا ما.

عمري 23، هذه المشكلة تتعبني، دخلت هذا الموقع الطيب لما رأيت فيه من مختصين على كفاءة عالية -وإن شاء الله- يكون التغيير عن طريقكم؛ نظرا للتكاليف المادية عندما أريد زيارة طبيب مختص.

وبالله التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

السبب في الخوف من قيادة السيارة قد يكون: إما الخوف من الأماكن الضيقة والمغلقة، أو الخوف من التعرض للحوادث، وهنا يكون العقل الباطني قد اختزن مشاعر سلبية تجعل الإنسان يخاف ولا يرتاح لركوب السيارة، ويبدأ في نوع من التوتر والهواجس.

أنت يزداد خوفك عند الركوب، أي في بداياته، وهذا نوع من التحضير النفسي والفسيولوجي الذي يحدث للإنسان حين يقوم بأي عمل وبأي مهمة أو يواجه، لا بد أن يتحضر نفسيًا وجسديًا، وهنا يبدأ الجسم في إفراز مادة الأدرينالين، والتي تحفز القلب والجسم ويزداد تدفق الدم، ومن ثم يحس الإنسان بخوف أو تسارع في ضربات القلب.

إذًا هي عملية فسيولوجية واضحة، وأنت لديك أيضًا خوف من التجمعات، وهذا أيضًا يأتي تحت قلق المخاوف وليس أكثر من ذلك.

الحمد لله تعالى أنت الآن تقود السيارة، والذي أنصحك به هو: أن تُكثر من المشاوير يوميًا، اجعلها مشاوير قصيرة، ودائمًا ابدأ بدعاء الركوب، وحس أنك مطمئن، وخذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف عند تحريك السيارة، ولا بد أن تناقش نفسك داخليًا: ما الذي يجعلني أخاف؟ هذه السيارة نعمة عظيمة، يركبها الصغير والكبير، وهكذا أجري هذا الحوار مع نفسك.

إذًا التعريض مع الحوار الداخلي سوف يساعدك كثيرًا، وأيضًا يجب أن تخترق هذا الخوف من خلال الإكثار من التعرض لمصدر خوفك، هذا يفيدك كثيرًا، وأعتقد أنك يجب أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف وبجرعة صغيرة، سوف تنتهي مشكلتك تمامًا، وعقار (زيروكسات) هذا اسمه التجاري، ويعرف تجاريًا باسم (باروكستين) سيكون هو الأفضل والأحسن والأنجع، ابدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجرامًا– تناولها يوميًا لمدة أسبوعين، يمكنك أن تتناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد مضي أسبوعين على حبة كاملة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً