الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من الوساوس والخوف من الأمراض وفحوصي سليمة، فما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 27 سنة، بدأت معاناتي عندما تعرضت لضغط نفسي شديد نتيجة مشكلة تعرض لها أخي.

أصبت بضيق، وثقل بالصدر، وصعوبة تنفس، واكتئاب، وخفقان، ورجفة بالجسم، وقشعريرة، وإحساس بالموت، وكثره التبول والاسهال، وقلق، وتوتر.

ذهبت إلى الطوارئ، وعملت تخطيط، وظهر أن عندي خفقان شديد ( 200 ) نبضة، فتم نقلي بالإسعاف إلى مستشفى المنطقة.

أعطاني الطبيب دواء ( اندرال ) ودواء آخر لا أذكر اسمه، فتحسنت حالتي.

منذ ذلك الحين وأنا في حالة سيئة، من وساوس وخوف أن أكون مصابة بمرض في القلب، والخوف من الموت.

راجعت طبيباً مختصاً بأمراض القلب، وأجريت فحوصات للدم والغدة، فكانت كلها سليمة، ثم أجريت تخطيط للقلب، فظهر به تسرع في النبض، قمت بإجراء ( ايكوا ) للقلب، فاتضح وجود ارتخاء بسيط في الصمام ( الميترالي )، وتخطيط 24 ساعة، وكانت النتيجة تسرع بالنبض.

وصف لي الطبيب دواء ( اندرال ) ثلاث حبات يومياً.

راجعت طبيباً نفسياً، فوصف حالتي باكتئاب وقلق وهلع، وصف لي دواء ( سبرالكس )، استمررت عليه لمدة سنة وخمسة أشهر، فكان التحسن طفيفاً، فتركت الدواء بالتدريج، فعادت الحالة أسوأ من قبل، فعدت لأخذ الدواء نصف حبة يومياً.

سؤالي: هل مرضي عضوي أم نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراض ثلاثة أصبحنا نشاهدها كثيرًا في الزمان، وهي: الخوف من الموت، الخوف من وجود أمراض خطيرة، وما يسمى بالخوف التوقعي، أي أن الإنسان يكون في حالة من عدم السكينة وافتقاد الطمأنينة، والخوف أن مرض ما، أو شيء ما، سوف يقع عليه.

هذه بكل تأكيد هي أعراض ( قلق المخاوف الوسواسي )، الحالة بدأت لديك في شكل ما يعرف بنوبات الفزع أو الهرع ( القلق الزائد )، وهي تعطي مشاعر نفسية ذات طعم سلبي خاص، وفي ذات الوقت تعطي أعراضًا جسدية مثل ما حدث لك.

بالنسبة لارتخاء الصمام الميترالي فهو أمر نعتبره طبيعيًا في عدد كبير من الناس، فليس له أهمية مرضية خاصة، فأرجو ألا تنزعجي له.

طريقة العلاج، أولاّ: ينبغي أن تقتنعي أن هذه الحالة هي حالة نفسية بسيطة، ولا علاقة له بمرض عضوي، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: عيشي حياتك بصورة طبيعية جدًّا؛ لأن الوسوسة والانشغال بالمرض تزيد منه، أما ملء الفراغ بصورة صحيحة فهو يقلل من هذا النوع من الأعراض.

النقطة الثالثة – وهي مهمة جدًّا – هي تناول العلاج الدوائي، وعقار (سبرالكس) والذي يسمى علميًا (إستالوبرام) من المفترض أن يكون عقارًا مثاليًا لعلاج حالتك، لكن ما لم يحدث تحسنًا حقيقيًا فأقترح أن يكون الدواء هو (زولفت) أو يسمى تجاريًا (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) فهو دواء جيد جدًّا، والجرعة هي أن تبدئي بخمسة وعشرين مليجرامًا (نصف حبة) تتناولينها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين – أي مائة مليجرام – تناوليها ليلاً، واستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم قلليها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أما بالنسبة ( للإندرال ) فلا مانع أبدًا من تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعليها عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله.

أرجو ألا تترددي بين الأطباء، هذا يسبب لك الكثير من التوهمات المرضية، توكلي على الله أولاً وأخيرًا، وعيشي حياة صحية، وتناولي الدواء الذي ذكرته لك، وتفهمي طبيعة حالتك، وذلك من خلال ما ذكرته لك من تفاصيل مفيدة - إن شاء الله تعالى - .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً