الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف وأفكار وقلق وعدم نوم، فهل الأنفرنيل علاج كاف لتلك الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من حالة اكتئاب خفيف، وخوف، ونوبات هلع منذ أكثر من 25 سنة، ولكنها -ولله الحمد- حالات متقطعة، جربت معها الكثير من الأدوية، واستقريت على دواء أنفرانيل، وتأتيني هذه الحالة تقريبا كل ثلاث سنوات، وبدأت الآن تعود إلي، كما أنني أنقطع عن الدواء في فترة التعافي، ولكن منذ أسبوع تقريبا، رجعت إلي هذه النوبات، وبدأت أستخدم الأنفرانيل 25 ملم، ورفعته بالأمس إلى 75، وشعرت بتحسن بنسبة 30 بالمائة، ولكنني حتى الآن أشعر بخوف وأفكار تضايقني، وخوف من تأدية عملي بشكل جيد، وأشعر بأن الدنيا كلها تعلم بمرضي، وأنني أرغب بالانعزال الآن، ولم أنم خلال هذا الأسبوع إلا يومان فقط.

كما أنه أثناء النوم أشعر بشيء وكأنه صعقة كهرباء صادرة من المعدة توقظني من نومي، ولدي جفاف في الحلق، وعدم شهية في الأكل، ولا أحب أن يراني أحد وأنا آكل، وبالي منشغل جدا بالأفكار، وخوف وقلق شديد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مزنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك مشخصة ومعروفة، وهي أنك تعانين من: قلق المخاوف، وقلق المخاوف كثيرًا ما ينتج عنه شعور اكتئابي.

عقار أنفرانيل من الأدوية الممتازة، وبالرغم من أنه دواء قديم نسبيًا؛ إلا أن فعاليته مثبتة، وكثير من الناس يستفيد منه أكثر مما يستفيد من الأدوية الحديثة.

الدواء قطعًا يحتاج لوقت لتظهر فعاليته بصورة أفضل، فأعتقد من المفترض أن تصبري عليه على الأقل لمدة أسبوعين إلى ثلاثة من الآن، ليتم البناء الكيميائي، وتبدأ فعاليته، ومن ثم تحسين بالارتياح -إن شاءَ الله تعالى، ونسبة التحسن -وهي 30%- في هذه المرحلة نعتبرها نسبة معقولة جدًّا، لأن البناء الكيميائي بهذه الأدوية يستغرق بعض الوقت.

أنا أرى أنه سيكون من الأفضل أن تدعمي الأنفرانيل بعقار خفيف جدًّا – وهو (فلوناكسول)، والذي يسمى علميًا باسم (فلوبنتكسول)، تناوليه بجرعة نصف مليجرام في الصباح، أي حبة واحدة لمدة ثلاثة أيام، ثم اجعليها حبة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم حبة في الصباح لمدة أسبوع، ثم توقفي عنه، ولكن استمري على الأنفرانيل، وجرعة الأنفرانيل قطعًا يمكن أن تُرفع إلى مائة مليجرام، كثير من الأبحاث تدل أن هذه هي الجرعة العلاجية.

وبالنسبة لموضوع شعورك بالتقلصات في المعدة، والتي وصفتها كأنها ذبذبات كهربائية: فهذا ناتج من القلق النفسي.

أما الجفاف في الحلق: فقد يكون أيضًا نتاج للقلق، ولكن الأنفرانيل أيضًا قد يسبب جفافًا بالفم خاصة في الأيام الأولى، وعدم الشهية للأكل أيضًا قد تكون ردة فعل لبداية استعمال الدواء، أو قد تكون جزءا من الحالة القلقية الاكتئابية التي تعانين منها.

إذًا -أيتها الفاضلة الكريمة-: اصبري على العلاج، وقومي بالتعديلات التي ذكرتها لك، وكوني إيجابية في تفكيرك، وأنا متفائل جدًّا أن أمورك -إن شاء الله تعالى- سوف تصير طيبة، وتختفي هذه الأعراض تمامًا، ومن قبيل زيادة المعرفة في حالة أن حالتك لم تتحسن بالمستوى المطلوب، ربما تحتاجين لتدعيم دوائي أفضل، فعقار (زولفت)، أو يسمى تجاريًا (لسترال)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) مثلاً، هو من الأدوية نسبيًا، وذات فائدة كبيرة جدًّا لعلاج قلق المخاوف الاكتئابي والوسواسي، ولكن لا أريدك أبدًا أن تخطي هذه الخطوة، فتجربتك مع الأنفرانيل جيدة وممتازة، وأنا ذكرت لك هذه المعلومة فقط من قبيل أن تطمئني، بمعنى أن الخيارات أمامنا كثيرة وكثيرة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً