الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي معلقة بسبب نوبات الهرع الزائدة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وأخيرا استطعت استشارة موقع إسلام ويب.

يا دكتور: عمري 24 عاما, وقصتي طويلة, بدأت منذ أربع سنين تقريبا, ولكن سأحاول أن أختصرها, كنت يوما مع أصحابي, وفجأة أحسست بكتمة وخفقان في قلبي, وسمعت آيات الموت تتلى في أذني, فأخذني أصحابي للمستشفى, وقالوا إني سليم, وبعد ذلك اليوم كل شيء في تغير, قلق دائم وتوتر, واكتئاب, وجهازي الهضمي مضطرب, غازات وحرقان أحيانا.

الكل قالوا هي عين, فتعالجت بالرقية وأفادتني, ولكن ما زالت عندي الأعراض, وكل هذا يهون, لكن المشكلة الأكبر أنه بسبب مضاعفات ما عندي أصبحت عندي هجمات هلع غريبة, لا تأتي إلا عندما أكون بعيدا عن أمي وأهلي, وإذا كنت معهم لا يمكن أن تأتيني, بل أكون أشجع من أي أحد, لا أخاف حتى من أشياء مخيفة فعلا.

طبعا هذا يقيد حركتي بهم, ويسبب لي الإحراج الشديد, حتى أني تركت عملي, وخطيبتي معلقة, لم أستطع إكمال الزواج بها بسبب هذا الموضوع, لا أتحرك إلا مع أحد من أهلي.

حاولت العلاج بكل الطرق, ولم تفد إلا طريقة اسمها الحرية النفسية, أفادتني كثيرا, وأصبحت أتحرك أبعد بكثير من أول, وأشعر براحة في أمور كثيرة بحياتي، لكن لا أستطيع أن أتحرر بالكامل, أذهب وأنام بمفردي في بيت آخر, ولا آخذ راحتي مثلما كنت, لا أستقر بمكان.

طبعا الحالة لها 4 سنوات, وأنا معارض أن أستخدم أدوية نفسية، والآن بدأت أرضخ للموضوع, ولكن فقط للبروزاك؛ لأني قرأت عنه كل شيء, وعرفت كل آثاره الجانبية, ولا يمكن أن آخذ غيره, لكني تعالجت لأني مقبل على الزواج, فهل من حل لتأثيره على العملية الجنسية؟ خصوصا وأن عندي ضعفا في الانتصاب, فهل هناك مقويات تؤخذ معه؟

مع العلم أني أعاني ارتفاعا في الهيموقلبين 19, وأريد علاجا لتنزيله, وعندي (G6PD) أنيميا الفول، وبالنسبة للبروزاك مثلا كيف آخذه وأنا لا أشعر بالحالة إلا بمفردي؟ فليست هي هجمات تأتيني في أي وقت مثل استشارات الباقين، وهل لو أخذت هذا الدواء سأشفى وأتزوج و...إلخ؟.

وأخيرا: هل يمكن العلاج خلال مدة وجيزة؟ لأني مللت من العلاجات السلوكية الطويلة.

أتمنى من كل قلبي أن تجيبوني على أسئلتي بالكامل وبالمفصل؛ لأني والله مواصل للساعة 8 صباحا لكي أستشيركم لثقتي بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: بالنسبة لارتفاع الهيموجلوبين الذي تعاني منه: هذا يتطلب (حقيقة) أن تكون تحت رعاية أحد الأطباء المختصين في الأمراض الباطنية وأمراض الدم، لا بد أن يُعرف السبب، ومن ثم توضع خطة العلاج، هنالك أسباب كثيرة، منها العيش في الأماكن المرتفعة، التدخين بشراهة، وهنالك أسباب أخرى؛ فلا بد أن تذهب مباشرة لتقابل الطبيب.

وبالنسبة لأنيميا الـ (G6PD): لا بد أنك قد أدركت وتعلمت واطلعت على كل التحوطات الغذائية التي يجب أن تتبعها، وقطعًا حين تقابل الطبيب سوف يؤكد لك على هذا، وقطعًا المتابعة مطلوبة في حالتك, هذا من ناحية الحالات الجسدية التي ذكرتها.

أما بالنسبة لموضوع نوبة الهرع التي أتتك، وما تبعها من نوبات تخوف: الحالة فيما يظهر لي هي نوبات هرع، زائد ما يمكن أن نسميه بـ (هرع الساحة) لأنك لا تحس بهذه المخاوف حين تكون برفقة أهلك، وهذا يجعلنا نقول إن تشخيصك الصحيح هو (نوبات هرع) زائد (هرع الساحة) ويعرف أن حوالي ستين بالمائة من حالات الهرع، وكذلك أربعين بالمائة من حالات رهاب الساحة تكون مصحوبة بعلة أخرى.

إذًا حالتك هي حالة نفسية معروفة، وقطعًا العلاج عن طريق المواجهات السلوكية، ومنع الاستجابات، وتطبيق الحرية النفسية، هذا كله مفيد إذا التزمت به، وأعتقد أن خبرتك في هذا المجال جيدة ويجب أن تستفيد منها على أفضل وجه.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: قطعًا أنا أحترم موقفك من أنك لا تريد أن تتناول أدوية، وقناعتك بالبروزاك إيجابية، لكن البروزاك ليس أفضل الأدوية التي تعالج رهاب الساحة زائد نوبات الهرع، قطعًا السبرالكس هو الأفضل، ويأتي بعده الزولفت، لكن البروزاك بجرعات كبيرة ربما يفيد، وأقصد بالجرعات الكبيرة: أربعين إلى ستين مليجرامًا في اليوم, طبعًا الإنسان لا يصل لهذه الجرعة فجأة، إنما تُبنى الجرعة بالتدريج.

بالنسبة للآثار السلبية للبروزاك: هو بالفعل يسبب تأخرًا في القذف المنوي، وبالنسبة لعشرين بالمائة من الناس ربما يحسون بضعف جنسي، هذه النسبة ترتفع إلى أربعين بالمائة بالنسبة للذين يتحسسون نفسيًا حول أدائهم الجنسي.

فيا أخِي: هذا هو الموقف العلمي، ويُترك لك الأمر بعد ذلك حول اختيار الدواء.

قطعًا الزواج سيكون وسيلة جيدة وطيبة لاستمرارك، فأقدم عليه، ولا تسبق الأمور فيما يخص أداءك الجنسي, القلق التوقعي من أسوأ ما يؤدي إلى الفشل، لأن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، والمعاشرة الزوجية بالنسبة للمتزوج هي أمر محفز في حد ذاته، لذا قلَّما تحدث صعوبات جنسية.

أرجو أن تمارس الرياضة، أيضًا فيها خير كثير لك، وطبّق كل المفاهيم السلوكية التي تعرفها من أجل علاج رهاب الساحة المصحوب بنوبات هرع.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً