الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكيس المبايض والبطانة المهاجرة البسيطة هل يفيد معها الحقن الصناعي؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من وجود تكيس على المبايض، وبطانة مهاجرة بسيطة جدا من غير أكياس أو التصاقات.

حملت أول مرة، ولكن أجهضت بالشهر الثاني، ثم بعد سنة عملت عملية تثقيب للمبايض - أي قبل سنتين -، وأخذت إبرة ديكابيتل.3.75، وبعد شهرين جاءتني الدورة، وحملت بنفس الشهر، ولكن بعد شهرين من الحمل سقط الجنين، وأعدت محاولة الحمل لمدة 9 أشهر من غير فائدة، ثم أخذت من جديد إبرة ديكابيبتل 3.75، وبعد شهرين جاءتني الدورة، وحملت، ولكن بالشهر الرابع توقف نبض الجنين، وعند فحص الجنين تبين بأنه حمل عنقودي جزئي، فتابعت هرمون الحمل، فوجدته قد وصل لأربع مرات متتالية صفرا بعد 6 أشهر من عملية التنظيف، فأوقفت حبوب منع الحمل، وبدأت المحاولة من جديد، ولكن بعد شهرين من إيقاف حبوب منع الحمل؛ وجدت هرمون البروجسترون صفرا، ولا أدري ما هو علاجه؟ وهل من الممكن أن يرتفع من تلقاء نفسه؟

ولقد أجريت جميع الفحوصات، ولا يوجد سبب للإجهاض، كما وأجريت أنا وزوجي فحصا للكرومسومات، وللأجسام المضادة، ولتخثر الدم، وللفيروسات، وأجريت تنظيرا للحوض، وأشعة صبغة، وكل شيء كان سليما.

سؤالي الأول: ما هو علاج هرمون البروجسترون؟ وهل من الممكن أن يرتفع من تلقاء نفسه؟ أم لابد من علاج له؟

سؤالي الثاني: زوجي يرغب بأن نجري حقنا صناعيا، أي تنشيط المبايض وحقنها بالحيوانات المنوية كسبا للوقت، ولا توجد لدينا إمكانية من أجل عملية أطفال الأنابيب، فهل الحقن الصناعي يفيد؟ وما هي نسبة نجاحها؟

أشكركم على مجهودكم معنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Haya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد تمت مناقشة موضوع الإجهاض والحمل العنقودي الجزئي في الاستشارات السابقة بشرح طيب مع الدكتورة رغدة - جزاها الله خيرا -، فلا داعي للتكرار، وسوف نركز على الأسئلة المطروحة في الاستشارة مباشرة، ولكي نجيب على الأسئلة، يجب أن تعرفي بعض المعلومات عن طبيعة الدورة الشهرية، لأن ذلك سوف يفيدك - إن شاء الله -.

الدورة الشهرية: هي نتاج منظومة هرمونية تفرز من الغدة النخامية أسفل المخ، وهذه الغدة تفرز هرمون LH ،FSH، فالهرمون الأول يكبر وينمي البويضات حتى تصل إلى حجم من 18 إلى 22 مم، وعند ذلك وفي منتصف الشهر، يقوم الهرمون الثاني بتفجير البويضة وإخراجها من المبيض ومن جرابها في اتجاه الرحم، لتتقابل مع الحيوان المنوي السليم في قناة فالوب الواصلة بين المبيض والرحم، وذلك لتخصيبها، ثم الإنزراع بعد ذلك في بطانة الرحم السليمة التي قام بإكمال بنائها هرمون بروجيستيرون.

والغدة التي فوق الكلية والتي تسمى ( بالغدة الكظرية )، تقوم بإفراز الهرمونات الأنثوية بنسب معينة تكفي لتطور حياة الفتيات، وإبراز الصفات الأنثوية، مثل: نمو الصدر، وتوزيع الشعر في جسم المرأة، ونبرة الصوت، وغير ذلك من صفات المرأة، وبعد البلوغ تمر ثلاث سنوات من عمر الفتاة، والمسئول عن الدورة الشهرية في تلك الفترة هو هرمون واحد، وهو هرمون الأستروجين، ولذلك تأتي الدورة غير منتظمة.

وبعد مرور تلك السنوات، تبدأ الدورة الشهرية في الانتظام، لأن المبايض تقوم بإفراز نوعين من الهرمونات، وذلك من الجراب الذي تخرج منه البويضة وهما، هرمون الأستروجين ESTROGEN، وتكون نسبته أعلى قبل التبويض، أي في النصف الأول من الشهر، والبروجيسترون PROGESTERONE الذي تكون نسبته أعلى بعد التبويض، أي في النصف الثاني من الشهر، فهرمون البروجيستيرون الذي يفرز من جراب البويضة مسئول عن إحداث التوازن الهرموني، وهو المسئول عن الدورة الشهرية المنتظمة.

وعدم خروج البويضة في حالة التكيس هو السبب في نقص هرمون البروجيستيرون الذي تعانين منه، وأنت قمت بجهد طيب في علاج التكيس وذلك بعمل التثقيب للمبايض، ولكن التكيس يحتاج إلى نفس طويل، وصبر في علاجه، وتناول حبوب دوفاستون 10 مج في اليوم ال16 من بداية الدورة وحتى اليوم ال 26 من بدايتها؛ يساعد على انتظام الدورة، ويحسن نسبة هرمون البروجيستيرون، حيث أن هذه الحبوب تشابه هرمون البروجيستيرون ولكنه صناعي.

مع تناول حبوب الفوليك أسيد يوميا، وكبسولات فيتامين د، وحبوب كالسيوم، وفيتامينات، وحديد لتقوية الجسم والمناعة في الشهور القادمة.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة عند زيادته، مثل: total fertility أو غيرها مع التغذية السليمة.

ولذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، لأن بها مواد تساعد على تحسن حالة المبايض، مثل: حليب الصويا، وأعشاب البردقوش، حيث تشرب مغلية مثل الشاي، وهي آمنة، ويمكن شربها مرتين يوميا، ومثلها المرمية، فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير، والذي يعرف بالتلبينة النبوية، فهو مفيد للمناعة، ولعلاج الإمساك والهضم، وعلاج مشاكل المبايض، وهي آمنة طبيا، بالإضافة إلى تناول حبوب جلوكوفاج، حتى وإن كان وزنك قياسيا، ولا يوجد لديك سمنة، فهو دواء مفيد لعلاج حالة التكيس.

والتلقيح الصناعي يحتاج إلى بطانة رحم جيدة، والمسئول عن بناء بطانة الرحم هو هرمون البروجيستيرون، ولذلك يجب أولا العمل على تحسين ورفع نسبة هذا الهرمون، وبعد انتظام الدورة، وانتظام نسبة هذا الهرمون، يمكنكم التفكير في التلقيح الصناعي، ولكن قبل ذلك لا داع للمحاولة، فالبويضة الملقحة لن تجد أرضا خصبة لتنمو فيها فتموت.

أرجوا أن تستفيدي من تلك المعلومات لتحديد الأولويات، عسى الله أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً