الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حالة فزع من النوم عكرت علي حياتي.

السؤال

السلام عليكم..

حل علي البلاء فجأة، ولم أجد بعد الله غيركم سندا وعونا لي في هذه المشكلة.

كنت أعيش حياة طبيعة تتخللها بعض نوبات الهلع أثناء النهار حتى قبل سنة، حيث بدأت معي الأعراض التالية:

أستيقظ فجأة خلال النوم، وأمشي خارج الغرفة، ويقول المحيطون بي بأنه يظهر علي الخوف والفزع والاختناق، وأحيانا أقوم بالذهاب بشكل لا إرادي لأحد الموجودين بالغرفة، وأقف أمامه كأني أطلب المساعدة، وأحيانا أتكلم معه ثم أعود للنوم، وتأتيني هذه الحالة كل يومين أو ثلاثة أيام، ولكنني عندما أستيقظ لا أتذكر إلا شيئا بسيطا من هذه الحالة، كما أنني لا أعاني من الشخير خلال النوم - والحمد لله -، ولكن أعاني أيضا من حرارة مرتفعة مزمنة وصلت إلى 38 درجة.

أرجوكم أمسكوا بيدي التي ترتجف خوفا وهلعا وطمئنوا قلبي، فأنا خائفة جدا، ولم أستطع النوم إلا ساعتين أو أقل في اليوم كله، كما أن حياتي كلها تعطلت، ومزاجي أصبح كئيبا حزينا.

أرجوكم ساعدوني في هذه الأيام الفضيلة، عسى الله أن يكتب لكم حسنة مساعدة مكروب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت سوريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هوّني عليك، فالأمر - إن شاء الله تعالى – أبسط مما تتصورين، الذي حدث لك هي نوبة هلع أو فزع نومي، والذي يظهر لي أن لديك ظاهرة المشي أثناء النوم، وهذه ظاهرة معروفة نشاهدها لدى بعض الشباب وصغار السن، وهي تكثر في بعض الأسر دون غيرها، وفي بعض الأحيان تكون مرتبطة بالإجهاد النفسي والجسدي وعدم الاستقرار النفسي، ولكن غالبًا هي حالات عابرة، وتنتهي تلقائيًا - إن شاء الله تعالى – بمرور الأيام.

نحن نتعامل مع حالتك على أنها نوع من القلق النفسي، وهذا يجب أن يطمئنك كثيرًا، وبالنسبة لارتفاع درجة الحرارة المزمن: هذا (حقيقة) يحتاج للمزيد من الاستقصاء، هل هي مجرد مشاعر بارتفاع الحرارة؟ أم أنه أمر مُثبت علميًا من خلال قياس درجة الحرارة؟ أعتقد أن طبيب الأسرة يمكن أن يحسم لك هذا الموضوع.

من الناحية النفسية أنا أؤكد لك أنه توجد أدوية ممتازة فاعلة جدًّا تساعدك - إن شاء الله تعالى – كثيرًا لعلاج هذه الحالة، فعقار (أنفرانيل)، والذي يسمى علميًا باسم (كلوإمبرمين)، هو الدواء المناسب لحالتك، لأنه يحسن النوم، ويزيل التوترات، ويزيل المخاوف والهلع.

والجرعة هي أن تبدئي بخمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، وهذا الدواء قد يسبب لك جفافًا بسيطًا في الحلق، أرجو ألا تنزعجي لذلك أبدًا، فقط استمري على جرعة الدواء لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعلي الجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أنت أيضًا محتاجة لبعض الترتيبات المتعلقة بنمط حياتك، وأهمها أن تتجنبي النوم في أثناء النهار، أن تمارسي بعض التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، لا تتناولي الشاي والقهوة في فترات المساء، ثبتي وقت النوم، كوني في حالة استرخاء جسدي وذهني قبل النوم، احرصي على الأذكار – أذكار النوم – في حالتك هي مطلب أساسي، وأعتقد أن ما ذكرته لك سوف يكون كافيًا لأن تعيشي حياة طيبة وهانئة - إن شاءَ الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية بنت سوريا

    بارك الله فيكم من كل قلبي احبكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً