الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سلس البراز والريح هل هي علامة على تعرض ابني لتحرش جنسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابني في الثانية عشرة من عمره، يعاني من سلس البراز، وعدم التحكم بخروج الغازات، لاحظت عليه هذه الحالة منذ ما يقارب الثلاث سنوات، فما سبب هذه الظاهرة؟ وهل هناك احتمال بأنه تعرض لاعتداء وممارسات شاذة -لا قدر الله-؟ فمنذ شهر جلست معه وسألته إن كان قد تعرض لأذى أو أي شيء؟ ولكنه نفى ذلك، وأخذ يبكي، فكيف أتعامل معه؟ وماذا أقول له حتى يكون صريحا معي؟ خصوصا أنه يرفض الذهاب إلى الطبيب، وإذا كان قد تعرض للاعتداء؛ فكيف لي أن أعرف؟ وماذا يتوجب علي فعله الآن؟ وما كيفية علاجه؟

أرجو أن تعرض رسالتي هذه على طبيب ومستشار تربوي، حفظكم الله وحفظ أبناءكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يزن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التبرز اللاإرادي في معظم الأطفال يحدث بسبب إمساك مزمن، ويمكن للطبيب تأكيد ذلك بأخذ صورة للبطن، لتحديد إذا ما كان الطفل يعاني من الإمساك المزمن.

وعادة ما يحدث أن يخرج الطفل البراز الحديث بدون شعوره إذا ما كان المستقيم مليئا بالبراز القديم واليابس، وهذه الحالة تحتاج إلى علاج طويل المدى من تناول الملينات باستمرار، وشرب المياه بكمية كافية، وتناول الخضروات والفواكه، وممارسة الرياضة بصورة دورية، ولا بد من التدرب على الإخراج بصورة يومية، ومتابعة من الوالدين.

وبالطبع هذه الظاهرة تعرض الطفل إلى المضايقة من قبل زملائه بالمدارس، لذا فلابد من أن تتفهم المدرسة والأسرة أن هذا الأمر غير إرادي ويمكن علاجه.

وهناك بعض الأسباب العضوية الأخرى، مثل: مشاكل الغدد، والحساسية، وغيرها، والتي قد تتسبب في هذا الإمساك.

ولابد للطبيب من التأكد منها، كما لابد من التأكد من عدم وجود مشاكل أو عيوب خلقية بمنطقة الظهر والشرج، فهذه الظاهرة منتشرة عند الأطفال، وفي الأغلب لا علاقة لها بمشاكل الاعتداء وغيرها، ويمكن للطبيب أن يفحص الطفل بدقة أكبر إذا ما كانت هناك احتمالية لمشكلة مماثلة.

ولابد للأسرة من تفهم وضع الطفل الصحي والنفسي، ومساعدته للتخلص من هذه المشكلة بصورة تامة، والتي قد تحتاج إلى عدة أشهر.

والله ولي التوفيق.
___________________________________________

انتهت إجابة الدكتور/ حاتم محمد أحمد، استشاري أول في طب الأطفال.

وتليها إجابة الدكتور/ مأمون مبيض، استشاري الطب النفسي.
————————————————————————

شكرا لك على السؤال، وقد أجاب الزميل د. حاتم محمد أحمد عن جانب التبرزاللا إدراي بشكل عام.

بالنسبة لموضوع التحرش أو الاعتداء الجنسي: يمكن أن يكون التبرز أحد أعراض التحرش الجنسي عند الأطفال، ولكن من النادر جدا أن يكون هو العرض الوحيد، وأرجو الانتباه إلا أننا لا نشخص وجود تحرش جنسي من مجرد التبرز اللاإرادي، فقد تكون هناك مظاهر متعددة للتحرش أو الاعتداء، وذلك: بتغيّر نمط السلوك، والخوف من شيء ما، وربما العصبية والنرفزة، وضعف الرغبة في مغادرة المنزل، والسلوك العدواني، والاضطرابات العاطفية كالبكاء من غير سبب واضح، والانعزالية، أو تجنب لقاء الآخرين، أو تجنبه لأماكن معينة، وغير ذلك.

وكما تلاحظين هناك مجموعة من هذه المظاهر، ولا نشخص التحرش لمجرد وجود واحد منها، وإنما مجموع الصورة.

طالما تم سؤال الطفل، ولم يبح بشيء من هذا، فأنصح بتجنب الموضوع، ولكن بمتابعة الطفل، ولا أحب كلمة مراقبة، متابعته في أموره الخاصة وحالاته العاطفية، وأين يذهب، ومع من يقضي وقته، وهل نحن أمنّا له ظروف الأمان والحماية، وهل أغلقنا باب أي احتمال لتعرضه لمصل هذا التحرش.

أرجو أن يدفعنا قلقنا من احتمال حصول التحرش إلى إرباك أنفسنا وإرباك الطفل، وبحيث نخلق مشكلة من لا شيء، فقد لا يكون الأمر إلا حالة من التبرز اللاإرادي، والتي تحدث زميلي عنها بالتفصيل.

والأمر الآخر أن التبرز اللاإرادي قد يكون عرضا لأمر آخر غير التحرش الجنسي، كالامتهان الجسدي بالضرب والتعنيف، أو النفسي من سوء المعاملة، وقد يكون بسبب مشكلة أخرى في البيت، كالخلاف الكبير بين الوالدين، أو صدمة نفسية تعرض لها الطفل، وإن كان من النادر أن تستمر لعدة سنوات كما هو الحال مع هذا الابن.

ويفيد هنا إعادة ما ذكره الزميل من ضرورة مراعاة الجانب النفسي في تعاملنا مع هذا الطفل في تجنب التوبيخ على تبرّزه، أو إشعاره بأننا نعتقد بأنه يفعلها متقصدا.

طبعا هذا الابن هو أول إنسان في هذا العالم يريد التخلص من هذه المشكلة، ومجرد شعوره بأننا نشعر بحجم معاناته، فإن هذا يساعده كثيرا على تخطي هذه المرحلة، والتخلص من هذا التبرز اللاإرادي.

حاولوا عندما يستيقظ من دون تبرز في ملابسه أن تمدحوه وتشجعوه على هذا -ليس أمام إخوته طبعا- وفي الصباح الذي يكون قد تبرز فيه تجاهلوا الموضوع، بالرغم من صعوبة هذا، وكأن شيئا لم يحدث، فهل يمكنكم فعل هذا؟ فهذا الأمر من أهم ما يمكن أن يعالج هذا التبرز.

حفظ الله ولدك، وأقرّ به عيونكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً