الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التأتأة والرهاب الاجتماعي عوامل تجبرني على الصمت، ما الحل؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم...

أنا شاب عمري 23 سنة، أعاني من التأتأة وأحياناً أشعر بالرهاب الاجتماعي مع أشخاص معينين، وأجد صعوبة في الحديث بطلاقة، خاصة عند الصوت المرتفع، والعصبية.

قرأت الكثير من الاستشارات هنا في الموقع -جزاكم الله خيراً-، وطبقت بعض ما قيل من قراءة القرآن، وتمارين التنفس، وما إلى ذلك، أفادتني بعض الشيء، ولكن سرعان ما تعاودني هذه الحبسة الكلامية، أنا متقبل أمر الله، ولا اعتراض على حكمه، ولكن هذه الأيام أشعر بخوف شديد على مستقبلي من حيث الارتباط والزواج -إن شاء الله-، أحب دائماً أن أظهر بشكل جيد، لذلك أتجنب الحديث كثيراً، ولكن بداخلي الكثير من الكلام، وأصعب شيء في هذا الأمر، أنني لا بد أن أتحدث في كل وقت، ومعها تتجدد معاناتي.

أريد علاجاً دوائياً بجانب ما أفعله -كما ذكرت-، وهل هذه الأدوية لديها تأثيرات جانبية على الكبد، أو على القدرة الجنسية؟ لأنني سمعت ذلك من قبل.

وشكراً، والله الموفق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amr حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة، ونسأل الله -تعالى- أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يحل هذه العقدة من لسانك.

نوعية التأتأة التي تأتيك هي مرتبطة بالقلق، وهذا نسميه: (قلق الأداء)، وتزداد رهبتك للأمور في المواقف الاجتماعية، إذًا الرهاب الاجتماعي من الدرجة البسيطة، أو ما نسميه بالرهاب الاجتماعي الظرفي، هو المحرك أو المنشأ الرئيسي لهذا التلعثم.

أنصحك بتطبيق والحرص على كل الآليات السلوكية التي أنت على إدراك بها، وأود أن أضيف نقطة مهمة جدّاً، وهي: ألا تراقب ذاتك حين تتحدث، وأؤكد لك من ناحيتي أن أدائك أفضل مما تتصور، ولا أحد يقلل من قيمتك أو يستحقرك، هذا ليس واردًا أبدًا.

العلاج الدوائي: أتفق معك أنه مهم جدًّا، و-إن شاء الله تعالى- سيكون مفيداً جدّاً، لأن رهابك من النوع الظرفي، وأنت ملتزم بالآليات السلوكية وقناعاتك بها قوية. الدواء أؤكد لك أنه سليم جدًّا، وفاعل، وليس له تأثيرات على الكبد، وما يُشاع حول التأثير على القدرة الجنسية فيه جزء صحيح، لكن معظمه مبالغ فيه.

الدواء الذي نختاره في حالتك هو (زيروكسات Seroxat)، هذا اسمه التجاري، ويعرف علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، والجرعة التي تتطلبها حالتك هي جرعة بسيطة جدًّا، والتأثير الجنسي -إن شاء الله تعالى- لن يكون ملحوظًا، وحتى إن حدث بعض التأخر في القذف، أو ضعف بسيط في الرغبة الجنسية، هذا سوف يكون أمراً عارضاً ومؤقتاً، ويزول -بإذن الله تعالى- .

جرعة الباروكستين تبدأ بنصف حبة –أي عشرة مليجرام– تتناولها ليلاً لمدة شهر، وهذه هي الجرعة التمهيدية التي نعطيها غالباً لمدة أسبوع إلى عشرة أيام، لكن بما أن حالتك بسيطة، أرى أن هذه الجرعة سوف تكون كافية لهذه المدة التي ذكرتها لك، بعد ذلك –أي بعد انقضاء الشهر– ارفع الجرعة واجعلها حبة كاملة –أي عشرين مليجرامًا–، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، هنا نكون قد دعمنا الفعالية الدوائية، وتصل -إن شاء الله تعالى- إلى قمتها وتجني مبتغاك من هذا العلاج والتحسن القاطع، بعد انقضاء الثلاثة أشهر اخفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما ًبعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً