الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يشم ويعض ويمص أصابعه بطريقة ملفتة، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

لدي ابن وحيد، عمره 6 سنوات ونصف، منذ عدة أسابيع ظهرت عليه أعراض غريبة، ألا وهي مص الأصابع، أي أصبع ليس الإبهام فقط.

أنا ألاحظه يضع أحد أصابعه في فمه، هذا عندما لا يكون منشغلا باللعب، أو عندما يكون جالسا يشاهد شيئا ما، وبدأت هذه الحالة بلحس الأصابع وشمها بطريقة هستيرية طوال اليوم، وبلا أي مبرر، فهو يقوم بلحس طرف أصبعه وشمه بصورة خاطفة وسريعة جدا.

نهرته كثيرا، وأخبرته أن هذا سيء، وهذا يسبب أمراضاً ....الخ، بلا فائدة بل تطورت لوضع كامل أصبعه في فمه، ويظل يعض عليه خفيفا، ويلعقه كأنه قطعة حلوى.

الأسوأ أنه بدأ في لعق ملابسه من عند أكتافه، حيث يميل برأسه ويلعق ملابسه عند كتفه، وأيضا بصره سريع وخاطف! أصبح الآن يقوم بالثلاثة الأشياء بالتزامن مص أصابعه ولحس أطرافها وشمها، ولعق ملابسه، حتى كدت أجن، ولا أعلم لماذا؟!

لم يتغير شيء في نمط حياته، والحمد لله لا توجد أي مشاكل في محيطه، بل بالعكس حياته تميل للروتين والرتابة، فكل يوم يعمل نفس الأشياء التي يعملها في اليوم السابق واليوم اللاحق.

أفيدوني ماذا أفعل؟ وكيف يكف عن هذا؟ وماذا أصابه؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على هذا السؤال.

إنه كثيرا ما يظهر عند الطفل بعض السلوكيات التي عادة تصنف تحت مظاهر القلق بشكل عام، سواء كانت هناك أمور واضحة لهذا القلق كبعض المشكلات أو الصعوبات في البيت، أو المدرسة، وأحيانا لأسباب غير واضحة بالنسبة إلينا، إلا أن الطفل منشغل البال بأمر ما.

من هذه المظاهر مصّ الأصبع، أو ما شابه هذا من لعق الأصابع أو الملابس، أو بعض الأشياء التي من حوله كالأقلام أو غيرها، أو اللعب أو لف خصلة من شعره.

إذا كانت ظروف البيت عادية وهادئة، فهل نحن متأكدون من عدم وجود ما يقلق الطفل في المدرسة، كوجود شيء من التنمّر الذي يتعرض له هذا الطفل من قبل طفل آخر، وربما يفيد هنا التواصل مع الأخصائية في المدرسة، للتأكد من سلامة الطفل، مما يمكن أن يزعجه أو يسبب له القلق.

من العادة أيضا أن محاولة منع الطفل من هذا السلوك لا يزيده إلا اندفاعا للاستمرار بهذا السلوك، وأفضل الطرق هو الطريق غير المباشر، وذلك عن طريق توجيه الانتباه إليه عندما لا يمارس هذا السلوك من مصّ الأصابع أو الملابس، وفي نفس الوقت صرف النظر عنه عندما يمارس بعض هذه السلوك.

هناك قاعدة بسيطة في علم النفس، وهي أن السلوك الذي نعطيه الانتباه يتكرر، بينما السلوك الذي نتجاهله يخف ويختفي مع الوقت، ومن هنا كان صرف النظر عن الطفل عندما يمارس السلوك الذي لا نريده، وتقديم كل انتباهنا إليه عندما يتصرف بالطريقة التي نريد.

ربما يفيد أيضا قراءة كتاب متخصص عن تربية الأطفال، لأن هذا السؤال تعرض لجانب واحد من مواضيع كثيرة جدا تهم حياة الأطفال عموما.

حفظ الله طفلكم، وأقرّ به أعينكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً