الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قصر قامتي أثر على نفسيتي.. أفيدوني

السؤال

أعاني من قصر القامة، ومن ينظر إلي يسخر مني، وقد أثر هذا على نفسيتي، ولا ألبس الأحذية المريحة بسبب قصر القامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا مجددا لهذا الموقع.
لا شك أن ملامح الإنسان وشكل جسمه كالطول والقصر...قد تسبب بعض الصعوبات النفسية عند الفتاة، وخاصة في باب ضعف الثقة بالنفس، والخجل الاجتماعي، مما يدفعها لتجنب اللقاء بالناس، أو التصرف بطريقة معينة من باب تحسين الشكل أو المظهر، وليس في هذا ما يعيب.

وفي حال كان كل شيء طبيعي من الناحية الطبية، وكنت في حالة صحية سليمة، يصبح الموضوع متعلقا بالتكيّف مع هذا الحال، سواء من الناحية النفسية، أو من ناحية القيام ببعض الأعمال التي يمكن أن تحسّن الحال، وليس في هذا من تعارض مع الإيمان والتوكل والتسليم.

ولا شك أن من العوامل الرئيسية العمل على رفع الثقة بالنفس، وتدبير الخجل الاجتماعي إن وجد.

وبالطبع هناك طرق كثيرة لرفع الثقة بالنفس، ومن أهمها الانتباه إلى أن تجنب الناس والعزلة الاجتماعية لا يحلّ المشكلة، وإنما يجعلها تزداد شدة وحدة، فعليك باقتحام مثل هذه التجمعات، والاختلاط بالناس.

إننا كثيرا ما نسجن أنفسنا في أفكار ومعتقدات عن أنفسنا بأننا مثلا نتحلى بصفات معينة، كأن نكون قصيري القامة مثلا، أو أننا ضعاف الثقة في أنفسنا، وتأتي عادة هذه الأفكار من مواقف الناس منا، ومن كلامهم عنا، وخاصة في طفولتنا، فقد يقولون عنا كلاما متعلقا بهذه الصفات.... فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير، أو التعديل، وقد تمر سنوات قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والتي أضعفت ثقتنا في أنفسنا، وحرمتنا من تحقيق ما نريد، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار!

لا بد لك يا بنيتي الكريمة، وقبل أي شيء آخر أن تبدئي "بحب" نفسك التي بين جنبيك، وأن تتقبليها كما هي، وبغض النظر عن طبيعة ملامحها البدنية، وعن طولها، فإذا لم تتقبليها أنت فكيف للآخرين أن يتقبلوها؟!

مارسي عملك ودراستك بهمة ونشاط، وارعي نفسك بكل جوانبها، وخاصة نمط الحياة، من العبادة والتغذية والنوم والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، وأعطي نفسك بعض الوقت لتبدئي تقدّري نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعرين بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك.

الله تعالى يقول لنا معززا من ثقتنا في أنفسنا:{ ولقد كرمنا بني آدم} فنحن مكرّمون عند الله، وليشعرنا بقيمتنا الذاتية، والتي هي رأس مال أي إنسان للتعامل الإيجابي مع هذه الحياة بكل ما فيها من تحديات ومواقف.

وهذا لا يمنع أبدا من القيام ببعض الأعمال كلبس الكعب العالي إن ساعد هذا، ولو قليلا، وكذلك هناك نصائح ينصح بها الخبراء في موضوع ألوان الملابس مما يعطي انطباعا بأن الشخص أطول مما هو عليه... فلا حرج من هذه الأمور.

كم من العظماء من أبدع وتقدم بالرغم من قصر قامته، أو شكل جسده.

ابن مسعود رضي الله عنه، كان إذا صعد شجرة لم يهتز غصنها لنحافته وقصر قامته، ومع ذلك فعل ما فعل، فاقرئي عنه.
وفقك الله ويسر لك الخير والفلاح والسعادة في الدارين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً