الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يتحلى بمميزات كثيرة، لكنه لا يحب الذهاب للمدرسة!

السؤال

السلام عليكم...

أنا سيدة عمري 28 سنة، متزوجة وأم لطفلين، الأكبر عمره أربع سنوات وثلاثة شهور، والأصغر سنة وثلاثة شهور.

لدي مشكلة مع طفلي الكبير، فهو طفل ذكي جداً ومتكلم واجتماعي ومتعاون جداً، لكن عندما أنجبت أخاه تغير كثيراً، أصبح لا يسمع الكلام، ويؤذي أخاه أحيانا ولكنه يحبه كثيراً، ولشدة ذكائه كان يطلب الذهاب إلى المدرسة، أدخلته مدرسة تحفيظ القرآن، يداوم أربع ساعات فقط، وهو -ما شاء الله- متقدم جداً في التعلم.

في بداية الأمر كان متفاعلاً واجتماعيا، ويحب الذهاب إليها، ويذهب إلى الحمام لوحده، ثم تغير، أصبح يأتي من المدرسة متبولاً على ملابسه، أسأله عن السبب، فيقول أن هناك أولادا يضربونه، وأولادا يفتحون الباب على الآخرين، وكل مرة يتحجج بحجة.

ذهب والده للمدرسة، فأخبروه أن هناك طلابا مشاغبين وهذا أمر طبيعي، وحاول معه الأستاذ لكن دون جدوى، وبعض الأحيان يبكي صباحاً رافضاً الذهاب إلى المدرسة، بصراحة لا أعلم ماذا أفعل!

أحزن عليه وأخاف أن نجبره على المدرسة فيكرهها، أخاف أن نتصرف معه بطريقة تعيده إلى الوراء، ونكون بهذا قد ظلمناه، وأظن أن الغيرة من أخيه سبب رئيسي بهذا، ولا توجد لدينا مشاكل عائلية، علما بأن جدته -أم والده- توفيت منذ شهرين، وكانت متعلقة به كثيراً، فهل لذلك تأثير؟ أرجو الرد سريعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على هذا السؤال الذي فيه عدة جوانب متداخلة، وسأحاول الحديث عنها.

لا بد أن نفرّق بين سلوكه الصعب أحيانا في البيت، فمعظم ما ذكرت عن سلوكه في البيت طبيعي جداً في مثل هذا العمر، وخاصة بوجود الأخ الأصغر، وأيضاً موضوع وفاة جدته التي كان قريبا منها، فلا شك أن هذه الأمور هامة، وهي يمكن أن تؤثر على سلوكيات الطفل، وبالطريقة التي وصفت في السؤال، ولا بد من التعامل مع هذه الأمور بالطريقة المناسبة، فموضوع وفاة جدته، لا بد من مساعدته على التفريغ العاطفي، وذلك من خلال اشتراك كل الأسرة على الحديث عن هذه الجدة، ولا شك أن وجود صور هذه الجدة تساعد أيضا في هذا.

وكما قلت أن علينا أن نفرّق بين سلوك الطفل داخل البيت، وبين بعض مظاهر سلوكه في المدرسة، فالتبول عند طفل في مثل هذا العمر، يؤدي إلى التفكير في أمرين، الأول: احتمال تعرض الطفل للتحرش الجنسي داخل المدرسة، والثاني: احتمال تعرضه للتنمّر من اعتداء الأطفال الآخرين وتهديده والإساءة إليه.

لا أنصح بتغيب الطفل عن المدرسة أو تغيير هذه المدرسة، فهذا قد يعلم هذا الطفل الانسحاب والتهرب من المواقف، والأفضل متابعة المدرسة ولكن بعد التحري والتأكد من سلامة ليس فقط هذا الطفل، وإنما كل أطفال هذه المدرسة، وربما يحتاج الأمر للحديث مع إدارة المدرسة، لتحسين الظروف التعليمية للأطفال.

حفظ الله طفليك من كل سوء، وأقرّ بهما أعينكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً