الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب العصبية وأميل إليها بدون سبب.. هل هذا مرض نفسي أم طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا دائما أحب أن أكون عصبيا، وأميل إلى العصبية وللمشاكل بدون سبب؛ لأني أحس في نفسي أن هذا الشخص سيرحمني، لا أحب أن أتفاهم مع أحد حتى لو كان يحترمني، لا يهمني أحد إلا في النادر، ولا أحب أن أتكلم مع أحد، ودائما أستهزئ بالناس وأهنيهم، ولا أقدرهم حتى أقول في نفسي ما فائدة الاحترام؟ فما الحل؟ لي خمسة أشهر وأنا على هذه الحالة، هل هذا مرض نفسي أم طبيعي؟

وشكرا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

الذي حدث لك بالطبع هو أمر ليس طبيعا، لكنه تحت إرادتك فأنت تحمل الإرادة الكاملة، وأنت مرتبط بالواقع، ولا بد أن تضع الأمور في نصابها.

من حسن الخلق أنه يحسن التعامل مع الناس، والإنسان بطبعه يحتاج إلى أن يحترم ويُحترم، أن يحب ويُحب، وهذا لا يأتي إلا في حسن المعاشرة للناس.

الإنسان لا يقبل كل مشاعر تأتيه، خاصة إذا كانت هذه المشاعر سلبية، وأنت لديك بعض المشاعر الوسواسية، لكن يظهر أن شخصيتك أيضا ليست متوازية الأبعاد، هنالك تقلبات مزاجية، وتقلبات نفسية، وهنالك بعض التحليلات السلبية التي تلجأ إليها، فحاول أن تغير هذا المسار، وعليك بصحبة الأفاضل من الناس، واجعل لحياتك معنى من خلال تطور الذات مهنيا، وثقافيا، وكن من رواد المساجد، واحرص على مصاحبة الصالحين، فالمرء يتعلم من خلانه، والنماذج الطيبة في حياتنا تساعدنا على تخطي العقبات، حتى وإن كانت باسم شخصياتنا، وأنا أريدك أن تكون معبرا عن ذاتك حتى لا تزيد عندك العصبية، وحين تأتيك بوادر العصبية أكثر من الاستغفار، وغير وضعك، واتفل على جانبك الأيسر ثلاثا، توضأ ثم صل ركعتين، حاول أن تجرب هذا العلاج الذي أوصانا به الرسول صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين، وسوف تجده يبني عندك شيئا من التطبع الجديد الذي يجعلك تساير الناس بما هو مطلوب.

أنا أناشدك أيضا ببر والديك، وأن تسعى في الإحسان إليهم، هذا من حسن الخلق، ويدفع إلى التوائم مع النفس والآخرين، ومن المهم والضروري أن تمارس الأنشطة الترفيهية الطيبة، هذا يروح عنك كثيرا، وتجنب الكتمان وفرغ عن نفسك، فالتفريغ النفسي فيه النفع الكثير للإنسان.

يفضل أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق الوساوس، وأرى أن عقار فافرين، والذي يسمى فلوفوكسامين سوف يكون من الأدوية الجيدة لك، وابدأ بـ50 مليجرام تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعلها 100 مليجرام لمدة 3 أشهر، ثم خفضها لـ50 مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم50 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الفعالة، ويعالج العصبية والتوتر والوساوس، وهو محسن للمزاج، وهو ليس إدمانيا أبداً، واجعل الرياضة تأخذ حيزا في حياتك، فهي أحد المتنفسات الجسدية والنفسية الممتازة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً