الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من حساسية موسمية بالأنف صارت ملازمة لي؟

السؤال

السلام عليكم...

أنا سيدة عمري 43 سنة، أعاني من حساسية بالأنف منذ سنة 2005م، في البداية كنت أتحملها، لكن منذ سنتين صارت تلازمني على مدار السنة، وتشتد في شهر إبريل، وخلال هذه السنتين كنت أخذ حقنا موسمية، لكن مفعولها كان قصيراً.

والآن أنا متعبة كثيراً من حكة مستمرة بأنفي وعيني، لدرجة فظيعة، مع وجع بمقدمة رأسي وعيني، وانسداد دائم بأنفي أثناء النوم، ونزول أشياء مثل بذر البندورة من حلقي، كريهة الرائحة، وتنفسي غالباً يكون له رائحة كريهة.

راجعت الطبيب، فأخبرني بوجود انحراف في الوتيرة، ولا بد من إجراء عملية، لكنني رفضت لظروف خاصة، فاقترح الطبيب لتخفيفها، القيام بعملية كي للزوائد القرنية الأنفية، وأنا لا أعلم شيئاً عن هذه العملية.

سؤالي: بماذا تنصحونني؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التحسس الأنفي أسبابه عديدة وتختلف بحسب الشخص المصاب، وعلى الأغلب تكون العطور المركزة والمنظفات والغبار والدخان من أهم الأسباب، الأعراض تتظاهر بانسداد بالأنف يترافق مع حكة وإحساس بالغليان بالأنف والعينين وسيلان مائي أو مخاطي من الأنف، وفقدان جزئي أو كلي للشم، وأحيانا صداع بسبب احتقان الجيوب لإنسداد فتحاتها, كما يترافق مع التنفس الفموي وهو ما يؤدي لالتهابات مزمنة بالبلعوم واللوزتين تنتج نوعا من البذور القيحية من مسامات اللوزتين، وتسبب رائحة الفم الكريهة، بالإضافة لتسوس الأسنان الذي يساهم بدوره في هذه الرائحة.

سبب هذه الأعراض هو إفراز مادة (الهيستامين) من الخلايا المناعية داخل مخاطية الأنف، عند التعرض لعوامل التحسس، وهذه المادة تؤدي إلى توسع في الأوعية الدموية للمخاطية، وهو ما يؤدي إلى تورم في أنسجة الأنف، وخاصة القُريْنات و زيادة في المفرزات الأنفية، وبالتالي الانسداد وبقية الأعراض، تزداد الأعراض الانسدادية -انسداد الأنف- شدة في حال وجود انحراف بالوترة، أو ضخامة بالقرينات، أو وجود بوليبات أنفية، وهي أكياس ليفية ممتلئة بمادة مخاطية، وعندما تكبر تسبب انسدادا بالأنف، وصداعا بسبب انسداد فتحات الجيوب الأنفية.

العمليات في الأنف الهدف منها فتح مجرى الهواء -أي تخفيف الأعراض الإنسدادية فقط- إما بإصلاح انحراف الوترة، أو بإنقاص حجم القرينات الأنفية، بقصها الجزئي أو بكيها كهربائيا أو بالليزر، أو باستئصال البوليبات الأنفية -اللحميات- وتجريف الجيوب الأنفية في حال كونها مصدر لهذه البوليبات، أما الأعراض التحسسية، مثل الحكة بالأنف والعينين والغليان بالأنف والمفرزات المخاطية الزائدة والعطاس المتكرر، فهي لا تتحسن أبدا على العلاج الجراحي، وعلاجها يعتمد على الوقاية من عوامل التحسس، حيث يتوجب على المريض وضع قائمة بهذه العوامل بحسب ملاحظته اليومية لظهور الأعراض، عند الاحتكاك بهذه العوامل، ثم الابتعاد عنها بتعديل نمط حياته بما يتوافق مع ذلك، فكما يقال ( درهم وقاية خير من قنطار علاج )، وهناك العلاج المناعي حيث نقوم بإجراء الاختبار الجلدي واكتشاف العوامل التي يتحسس منها المريض، وإعطائه اللقاح على شكل إبر بالأدمة، أو تحت الجلد، أو على شكل نقط تحت اللسان، ولفترة قد تصل لثلاث سنوات، يحصل فيها المريض بالنهاية على مناعة من التحسس ضد هذه العوامل المحسسة، كما أن من العلاجات الأكثر استخداما، مضادات التحسس الفموية ( مضادات الهيستامين )، وبخاخات (الكورتيزون) الموضعية الأنفية.

فيا أختي السائلة: إن كانت الأعراض تزول تقريبا عند استخدام إحدى هذه العلاجات، فلا حاجة للجراحة في العلاج، ونكتفي بالوقاية والعلاجات الدوائية، أما إن كانت الأعراض الانسدادية لا تتحسن على الدواء والوقاية فلا بد من الجراحة.

أدام الله عليكم الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً