الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني مخاوف ووساوس مرضية بعد إصابتي بنوبة هلع!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم على هذا الموقع الرائع.

مشكلتي بدأت قبل سنتين، أصبت بهلع وانقلبت حياتي بعدها رأسا على عقب، فقد وجدوا الضغط مرتفعا لدي جدا 222/120 بسبب الخوف، ومن بعدها أصبت بالتهابات في الكلى، وانتفاخ بسيط في الكلية اليمنى، وتعالجت منه - ولله الحمد -، ولكن عندما أذهب وأقوم بالتحليل يجدون أملاحا في الكلى، والآن أعاني من القولون، الآلام غريبة في جنبي الأيمن من الظهر، وحرارة في ساقي، وفي آخر تشخيص قبل ستة أشهر قالت الطبيبة: إن لدي دهونا في الدم، وباتت الوساوس تلعب بي، ولدي خفقان وخوف من الأمراض والموت، ورعشة وانقباضات في قلبي.

في رمضان أخبرني الطبيب أن لدي قولونا عصبيا، وأن ضغطي مرتفع، أصبحت أكره حياتي، وبمجرد أن أشعر بألم أقول لا بد أن لدي فشلا كلويا، أو أن لدي مرضا في القلب، دائماً أفتح المواقع وأبحث عن أدوية عشبية، لأنني أكره الأدوية الطبية وأخاف من الأطباء، ويصيبني رعاش عندما أدخل المستشفيات.

منذ أسبوع أتناول عصير الليمون المخفف بالماء يوميا، وأصبت بآلام فظيعة في الجانب الأيمن من الكلى، وآلام في المثانة من الجهة اليمنى، وغازات شديدة ووساوس وصداع، وأصبحت في حيرة من أمري لا أدري ماذا أفعل، وأخاف المرض جداً.

زواجي بعد شهرين ولا أعلم ماذا أفعل، ربما لا أستطيع الشرح المرتب لكلامي، لكن وأشهد الله أن ذلك ليس بيدي.

أما بالنسبة للأدوية التي استخدمتها للكلى فهي فوار جدكورين، وأقراص روفيناك الفوارة، وفي المرة الثانية وصف لي الطبيب حبوب يوفامين، وتركتها بعد أسبوعين، والآن أتناول الفوار بدون أي شيء آخر؛ لأني أخاف من مضاعفات الأدوية، أو تسبب لي فشلا في الكلى.

أما استفساري الآخر فهل يمكن لليمون أن يوقف عمل الكلى أو يسبب خدوشا فيها، أو يضر بالقولون؟

وجزاكم الله خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت كان لديك أعراض عضوية بسيطة وهي التهاب الكلى، وبعد أن تعافيت من هذه العلة البسيطة بدأت عندك هذه المخاوف الوسواسية حول الأمراض، وأعتقد أنه في الأصل لديك قابلية للقلق والتوتر والعُصاب، والدليل على ذلك ارتفاع ضغط الدم لديك وكذلك وجود آلام القولون العصبي، وتخوفك العام من الأطباء ومن العلاج.

لا بد أن تتخذي قرارات واضحة جدًّا مع نفسك، وهي أولاً: أن تبتعدي تمامًا عن التوهمات المرضية، لأنها هي مرض أكثر من المرض نفسه.

ثانيًا: التزمي بمراجعات دورية مع طبيب واحد تثقين فيه، وأعتقد أن طبيب الباطنية المختص في أمراض الكلى سيكون هو الأنسب، قومي بمراجعات دورية مرة واحدة – مثلاً - كل أربعة أشهر، ولن تحتاجي لأكثر من ذلك، وهذه وسيلة ممتازة جدًّا لتمنعك من التجول بين الأطباء، موضوع وجود ارتفاع في الدهنيات وارتفاع في ضغط الدم، هذا يُحسم من خلال المتابعات.

ثالثًا: عليك بأن تعيشي حياة صحية، النوم في وقته، الصلاة في وقتها، التفكير الإيجابي يجب أن يكون ملازمًا لك، أي ممارسة لرياضة تناسب الفتاة المسلمة ستكون أيضًا أمرًا إضافيًا إيجابيًا، حُسن استثمار الوقت، الالتزام ببرامج حياتية إيجابية وفعّالة.

رابعًا: قطعًا من المستحسن إذا تناولت أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، لكن سوف أترك لك هذا الأمر لتشاوري طبيبك فيه، لست في حاجة لزيارة الطبيب النفسي، طبيب الباطنية والكلى سوف يقوم بإعطائك أحد مضادات القلق والتوتر، وأعتقد أن هذا سيكون مفيدًا جدًّا لك.

أسئلتك عن الفشل الكلوي وخوفك من الأدوية أنها ربما تسببه، وموضوع الليمون، هذا كله كلام غير مؤسس، وقطعًا هو ناتج من قلقك ومخاوفك المرضية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً