الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينتابني الخوف من المرض ومن أي أعراض، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، عمري24 سنة، أعزب وطالب جامعة حاليا، كنت موظفا وتركت الوظيفة لأسباب وقناعة، وكنت في السفر لعملي، وكنت أفكر طويلا في ترك الوظيفة مع الطريق، وفجأة انتابني شعور غريب كالتشنج، وأوقفت سيارتي بجانب مستوصف على الطريق، وفحصوني وعدت سليما، وقالو: إنه إرهاق، ثم رجعت لي نفس الحالة عندما كنت بزحمة سير، وخشيت أنها نفس المرة الأولى، برودة أطراف ورعشة، وعدم تركيز ونبضات قلبي متسارعة.

الآن ينتابني الخوف من أن يحصل لدي مثل هذه المشكلة، سواء في السفر أو في زحمة السير، وصرت لا أتخيل أن أسافر لوحدي أو أمكث وقتا طويلا في زحمة السير، مع أني أحب السفر والخروج، والآن أخرج ولكن ليس كالسابق، أشعر أن هذا الشعور مقيدني، وصرت أكره الانتظار، وأشعر بتعب وخمول ودوخة.

أطرافي دائما باردة، وريقي ناشف وأشعر بأعراض غريبة، مثل حركة لا إرادية في عضلات الفخذ واليد، من حين لآخر.

علما أني عملت جميع الفحوصات، وهي سليمة، الغدة والدم وغيره، وأنا شخص اجتماعي، وأتكلم لكن أحس أني لست الشخص الأول، أشعر بشيء غريب!

أرجوكم ساعدوني، فأنا على وشك وظيفة، وتنتابي أفكار سلبية تسيطر علي، بحيث أنه لو كان عملي بالرياض لا أستطيع الذهاب.

أرجو منكم النظر في أمري، ونصحي بشيء يناسبني، وعلاج لا يؤثر على حياتي، وليس إدمانيا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

هذا التفاعل والشعور الغريب والمفاجئ، والذي اتسم بظهور بعض التشنجات، أعتقد أنه ناتج من حالة قلقية حادة، تشبه ما نسميه بـ (نوبات الهلع أو الهرع) وهي بالفعل حالة مزعجة لكن ليست خطيرة.

الحمد لله تعالى أنت ذهبت وقد تم فحصك، وكانت النتائج كلها سليمة، وهذا دليل أن هذه الحالة نفسية وليس أكثر من ذلك.

بعد أن انتهت هذه الحالة بدأت تأتيك هذه الهواجس الوسواسية من مخاوف، خاصة حول السفر، وبدأ يأتيك الشعور بالخمول وعدم الارتياح العام.

أنا أطمئنك أن حالتك بسيطة، حالتك الآن نسميها (قلق المخاوف) وهذه دائمًا يتم علاجها من خلال التجاهل، وممارسة الرياضة، التفكير الإيجابي، استثمار الوقت بصورة صحيحة، وأن تكون لك خططًا مستقبلية واضحة، ترسمها، وتأخذ الأسباب التي توصلك إلى غاياتك، وقطعًا الحرص على مرافقة ومصاحبة الطيبين من الشباب والصالحين منهم، فيها دفع نفسي كبير، كما أن بر الوالدين هو من الأمور العظيمة التي تُسعد الإنسان في الدنيا والآخرة إن شاءَ الله تعالى. هذا من حيث الجانب الإرشادي.

النقطة الأخرى هي: يجب أن تحرص على العمل، وأنا لا أريدك أن تكون من المؤجلين، الذين يبدؤون الأشياء ولا يستمرون في إنجازها، لا أريدك أن تكون على هذا النمط أبدًا، يا حبذا لو أكملت تعليمك الجامعي، وإن لم تستطع ذلك فاحرص أن تجد وظيفة وتستمر فيها وتطور نفسك من خلالها، ويمكن بعد ذلك أن تقوم بعمل أي كورسات من أجل تطوير مهاراتك ومعرفتك، والحمد لله تعالى أصبح الآن باب التعليم والتعلم متاحًا.

أيها الفاضل الكريم: سيكون من الأفضل أيضًا إذا تناولت أحد الأدوية المضادة للمخاوف، أنت تحتاج لدواء يسمى (سيرترالين) وهذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا (زولفت) واسمه الآخر هو (لسترال) من الأدوية الممتازة جدًّا لعلاج قلق المخاوف، جرعته صغيرة في حالتك، وهي أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء، وإذا ذهبت إلى طبيب نفسي من أجل المزيد من الطمأنينة فهذا أيضًا أمر جيد وننصح به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً