الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كم مرة يكفي النظر إلى الفتاة ليشعر الخاطب بالإعجاب بها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرفت على فتاة منذ حوالي شهر, وهي فتاة متعلمة ومن بيت محافظ، رغم عدم وجود العلم الشرعي عندهم, وأهلي يحبونها ويرونها الأنسب لي كزوجة, ولكنني لم أعجب بها، وأرى أنها ليست جميلة، رغم أنها ليست قبيحة -مقبولة الجمال- ربما هي ليست بالجمال الذي أحلم به.

علما أنني لم ألتق بالفتاة إلا مرتين؛ لأنني مسافر, والآن أتواصل معها بواسطة الرسائل فقط إلى أن أراها بعد شهر من الآن.

كما أنني كنت طوال الخمس سنوات الماضية أبحث عن زوجة، ولكنني لم أوفق, وكلما حاولت التعرف على أي فتاة كان يراودني شعور بالغثيان، وأوجاع في البطن مع كآبة, إلي أن قمت بالرقية الشرعية.

هل رؤية الفتاة مرتين تكفي لأشعر بالإعجاب, أم يجب أن أراها مرات متكررة؟ مع العلم أنني لم أخطبها إلى الآن.

الرجاء المساعدة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ zaher حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كانت الفتاة من أسرة طيبة ورضيتها الأسرة وأنت رأيتها مرة؛ فمن حقك أن تراها مرة ومرتين وثلاثا، شريطة أن تكون جادًا في هذا الأمر، حريصًا على إكماله، وإلا فالإنسان لا يقبل العبث في بنات الناس؛ لأنا لا نقبل بمثل هذه المواقف مع بناتنا وأخواتنا فلماذا نرضاه لبنات الآخرين؟

ونحب أن نؤكد أنك لن تجد امرأة بلا عيوب، كما أنك رجل لست بلا عيوب، وفي كل الأحوال ننصحك بعدم الاستمرار في التواصل، حتى لا تتعلق بك الفتاة وتتعلق بها، ثم بعد ذلك تحاول الانسحاب، فتدخل نفسك وأهلك في حرج، والأخطر من ذلك أنك تقع في الإثم؛ لأن هذه الفتاة لا تزال أجنبية عنك، وحتى بعد خطبتها تظل كذلك؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولكن لا مانع من أن يتعرف عليها، أن يكلمها كلامًا فيه مصلحة للأسرة، أن يقابلها ولكن بحضور محرم من محارمها، أو في بيتها في مكان مكشوف دون أن يكون بينهما خلوة، وُفق الضوابط الشرعية المعروفة والمألوفة التي ينبغي أن تراعى.

وعلى كل حال فإننا نحب أن نؤكد لك أنك لا يمكن أن تجد امرأة ليس فيها ولا عيب واحد، وأنت أيضًا لست خاليًا من العيوب، ولذلك الإنسان يُسدد ويقارب، ونعتقد أن مثل هذه الفتاة التي رضيتها، وأيضًا مسألة الجمال لا زلت مترددًا فيها، نحب أن نقول: جمال الجسد عمره محدود، لكن جمال الروح بلا حدود، ولكننا نؤكد لك أن من حقك الشرعي ألا تدخل حياتك الزوجية وأنت متردد، ينبغي أن تدخل على بصيرة وبيِّنة، فإن رغبت في الفتاة أكملت معها، وإلا فمن مصلحتك ومن مصلحتها ألا تجامل في هذه المسألة.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وفي كل الأحوال التوقف مطلوب؛ لأن الفتاة لا تزال أجنبية عنك، فإما أن تتقدم على بيِّنة وهدىً ونور، وإما أن تتأخر دون حرج وبانسحاب هادئ يحترم مشاعر الآخرين، فالواحد منا لا يرضى جرح المشاعر لأخواته ولبناته، كما لا ينبغي أن نرضاه لبنات الناس، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية سعد فؤاد

    بارك الله فيكم وفي نصائحكم
    ادعولي بالتوفيق وان يسدد الله خطاي في امر زواجي

  • مصر عمرو

    أخي زاهر الفاضل ....\
    صلي ركعتين إستخارة يهديك الله إلى الصواب

  • الجزائر عمر

    بالتوفيق لك ان شاء الله
    والله لدي نفس الاشكال رأيت الفتاة وتكلمت معها تفاهمنا حول بعض الامور لكني للاسف لا احس بأي انجذاب نحوها ولست ادري ان هذا نابع من عدم معرفتي بها او الصورة التي وضعتها في مخيلتي قبل الذهاب
    الان انا خائف من المستقبل وحول طريقة تعاملي معها لاني في هذا الوقت تأتيني افكار لتقنعني انها غير ملائمة لكني اصبر لان الاختيار تم من طرف الاهل واعجبو بها اولا واعتبروها الملائمة لي .اخاف ان تلعب بي هذه الافكار السلبية عند لقائي بها

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً