السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

والدتي عمرها 79 سنة، تعاني من جلطة بالدماغ منذ عشر سنوات، أفقدتها الحركة بالجزء الأيسر، وذاكرتها قوية وتتمتع بنفسية عالية، منذ أسبوعين تقريباً ألاحظ عليها الشرود، وأنها تحدث نفسها كثيراً، وتتحدث عن أموات تقول بأنها تراهم، وهذا يقلقني.

قبل خمسة أيام ذهبت بها للمستوصف لإجراء الفحوصات الشاملة لها، لأنها كانت تعاني من التهاب في الحلق وضيق في التنفس وأيضا دوخة، وأوقات تترنح وتنفض يديها بشكل متكرر يصل من ثوانٍ إلى نصف ساعة، وأخبرني الطبيب بأن نسبة الدهون الثلاثية زائدة لديها، وهي التي تسبب لها الدوخة والارتعاش، وممكن حدوث جلطة أخرى، إذا لم تخف نسبة هذه الدهون.

سؤالي: هل الدهون الثلاثية تؤثر لهذه الدرجة؟ ماهي الأدوية التي يجب علي استخدامها لحالة أمي؟ نظراً لأنها تعاني من ضغط شبه مستقر والسكر كذلك، ما هي نوعية الأكل التي يجب أن أعتمدها في غذائها؟ مع العلم أن أمي تعتمد على المأكولات الشعبية بشكل خاص في غذائها، الطبيب الذي فحصها لم يصرف لها دواء للدهون، وقام طبيب آخر بوصف الدواء المناسب لها، حيث وصف لها (لوبيد600 600Lopid)، هل هو مناسب أم هنالك أدوية أخرى تناسبها أكثر؟ وقال بأنها تعاني من أنيميا ونقص بالكالسيوم، كيف يمكن تعويض هذا النقص؟

وجزيتم خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

ونرجو من الله للوالدة الشفاء والمعافاة، فأولاً لإجراء تحليل الدهون الثلاثية، يجب أن يكون المريض صائماً ( 14) ساعة، ويكون العشاء خفيفاً في الليلة السابقة ليوم التحليل، لأن الدهون الثلاثية تتأثر كثيراً بالطعام الذي يتناوله المريض، ولذا يجب أن يكون هناك هذه الفترة بين الطعام والتحليل، وعادة ما يتم التركيز على أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية مثل السكري والسمنة وعلاجها، فقد تتحسن نسبة الدهون الثلاثية عند مريض السكري، إن تم ضبط السكري عنده، وتعتبر الدهون الثلاثية إحدى عوامل تصلب الشرايين في الإنسان، إلا أنه ليس عاملاً قوياً، مثل الكوليستيرول الضار أو الضغط، وينصح المريض بتنزيل الوزن والمشي -إن أمكن-.

وكثير من الأطباء لا يعالجون ارتفاع الدهون الثلاثية بالأدوية، إلا إن كان أكثر من ( 500 ملغ)، ويلجؤون للحمية الغذائية التي تعتمد على التخفيف من الأطعمة الدسمة، بحيث يكون نسبة ما يتناوله الإنسان من الدهون في اليوم أقل من ( 20% ) من كل الطعام، ويمكن للمريض تناول ما يسمى( omega 3 fatty acid) حبة واحدة مرتان في اليوم ويمكن زيادتها، وهي تفيد في تخفيض نسبة الدهون، وحماية الشرايين.

وعند المرضى الكبار في السن فقد يتردد الأطباء في وصف أية أدوية لهم، لأن الأدوية لها أعراض جانبية، وتأثير تنقيص الدهون يحتاج لسنوات عديدة لكي يظهر، وبالتالي فإنه وبعد سن السبعين، فإن تردد الطبيب الأول في إعطاء الدواء لوالدتك، فهو في محله، وهذا رأي محترم في الطب، فيجب أولا إجراء التحليل بعد مرور ( 12) ساعة، ويجب ثانياً إعطاء المريض حمية غذائية ومراقبة الوضع بعد ثلاث شهور، فإن كان ما زال عالياً ولم يتحسن، فقد يتم علاج خاصة إن كان المريض عنده سكري وضغط وسمنة، أما فقر الدم فيجب إجراء تحاليل لمعرفة سبب فقر الدم، إن كان بسبب نزف خفيف في المعدة أو الأمعاء أو بسبب التغذية أونقص الفيتامين (ب 12)، فيتم تحليل البراز ثلاث مرات للدم الخفي، وتحليل نسبة الحديد والفيتامين ( ب12)، ثم يتم معالجة فقر الدم حسب السبب، فإن كان نقص الحديد تم إعطاء الحديد، وإن كان نقص الفيتامين( ب12)، تم إعطاؤه، وإن كان هناك دم خفي في البراز تم إجراء استقصاءات تشخيصية أخرى لمعرفة السبب، ونقص الكالسيوم قد يكون بسبب نقص الفيتامين دال أو نقص تناول مشتقات الحليب، ولذا يجب تناول الفيتامين دال حبة ( 1000 ) وحدة كل يوم.

نرجو من الله للوالدة الشفاء والمعافاة.