السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً على مجهوداتكم الرائعة.

أريد أن أسأل: هل نوبات الهلع يمكن أن تكون مميتة أو تؤدي لحدوث جلطة أو ذبحة صدرية؟ لأنني قرأت عن الذبحة الصدرية من أعراضها شعور بالألم أو حرقة في منطقة الصدر، أو ضيق شديد بالتنفس، وأحياناً قد يظهر بشكل عسر هضم وغازات، أو حتى تلبك معوي، وأن الأشخاص المعرضين لها هم الأكثر قلقاً، وأنا أشعر بكل هذه الأعراض بشكل يومي، ولكنني كما قلت سابقاً قمت بعمل جميع التحاليل – والحمد لله - كلها سليمة.

سؤالي هو: هل من الممكن أن تحدث لي جلطة أو ذبحة قلبية أو دماغية أثناء نوبة الهلع؟ وكيف يمكن أن أتعامل معها؟

شكراً لتعاونكم، ولا أضاع الله لكم مجهوداً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل الذي قرأته واطلعتِ عليه صحيح، ما عدا أن نوبات الهلع أو الفزع أو الهرع لا علاقة لها أبدًا بالذبحات أو السكتات القلبية أو الدماغية، لا علاقة أبدًا، بمعنى أن الهلع لا يسبب ذلك أبدًا.

الناس تتخوف من نوبات الهلع لأنها بالفعل مخيفة، وتعطي الإنسان الشعور كأن مصيبة سوف تقع، وبعض الناس يأتيهم الشعور بدنو وقُرب المنيَّة – الموت -.

أتاني شاب منذ فترة قريبة وأحسبه - إن شاء الله تعالى – على خلق ودين، أتته نوبة هلع حوالي الساعة الثانية ونصف صباحًا أيقظته من النوم، وبعد أن عاش تلك اللحظات المرعبة تخطاها من خلال أن حضَّر وجهّز نفسه للموت، في تلك اللحظة سأل الله تعالى أن يعيطه الفرصة لأن ينظف جسده، وبالفعل كابد نفسه ليدخل الحمام ويغتسل وينظف جسده، وقال لي: (هذه تجربة قاسية جدًّا على الإنسان) قلت له: (ها أنت الآن - بفضل الله تعالى - أتيتني أكثر قوة ونضارة وشبابًا، ولم يحدث لك شيء).

هذه نوبات الهلع، وهذه النوبات فعلاً قد تكون شديدة على النفس، لكن يعرف عنها أيضًا أن الإنسان يتفهم طبيعتها إن أتته نوبات تالية بعد النوبة الأولى إذا كان بالفعل قد تفهم هذه الحالات ووجد من شرح له، يستطيع الإنسان أن يتعايش معها بسهولة شديدة.

سؤالك - أيتها الفاضلة الكريمة - جيد، وأنا أود أن أنفي لك تمامًا أي علاقة بين الجلطات أو الذبحات القلبية أو الدماغية أثناء نوبات الهلع، عيشي حياتك بطمأنينة وأمان، وأسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن يُطيل في عمرك في عمل الخير، واجتهدي لتكوني من المتميزين والمتفوقين. مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، ومارسي أيضًا تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة كبيرة، وأحسني إدارة وقتك، وكوني بارة بوالديك، هذا يبعث فيك طمأنينة كبيرة.

أرجو - أيتها الفاضلة الكريمة - ألا تقرئي كثيرًا عن الأمراض، هذا يؤدي إلى كثير من الوسوسة والمخاوف المرضية التي قد تحدث أو تصل لما نسميه مرحلة المراء المرضي والتوهم المرضي، وتذكري دائمًا قوله تعالى: {قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون} وقوله - صلى الله عليه وسلم – : (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.