الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا في السابعة والعشرين وقد تقدم لي شخص معدد، فهل أقبل به؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته.

بداية أشكر القائمين على الموقع، وفقهم الله لخير دنياهم وأخراهم.

أنا فتاة وحيدة والدي من الإناث، وعمري 27 سنة، من سكان المنطقة الغربية، وعلى قدر من الثقافة، وأعمل في وظيفة ممتازة -ولله الحمد-، ومضطرة لإكمال دراستي العليا حتى أستمر بوظيفتي.

تقدم لي شخص معدد، عمره تقريبا 50 سنة، من أهل شمال المملكة، مثقف، ومنفتح على الحياة، وذو رأي سديد، لديه شهادة المتوسط، ولا يمانع من إتمام دراستي بالخارج.

أنا في حيرة من أمري.

أرجو منكم إرشادي ولكم كل الشكر مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يزيدك توفيقًا وخيرًا، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يُرضيك به.

ونحب أن نؤكد لك -ابنتا الفاضلة- أن مسألة الزواج هي مسألة توافق رواحي، فإذا كنت تشعرين بالارتياح والانشراح لهذا الرجل، ووافقت عليه الأسرة، وكان صاحب دين وأخلاق، وعنده قدرة على تحمل المسؤوليات، ويمكن أن تسعدي معه، فليس هنالك ما يحول من القبول به، بل ننصح بالقبول به، لأن التلاقي بالأرواح، وهي جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

والفتاة ينبغي أن تنظر في حياتها لكافة الزوايا وكافة الأبعاد، وتتخذ قرارها بناء على قراءات ودراسة واسعة ونظرات بعيدة وتأمل لعواقب الأمور، وأنت أعلم منا بالظروف المحيطة بك وبالفرص المتاحة، ولا يخفى عليك زُهد الشباب في مسألة الزواج بكل أسف لتكاليفه الباهظة، والفتاة هي من تُقدِّر مسألة الفرص المتاحة أمامها، ومسألة المصلحة الشرعية بالنسبة لها، ومصلحة حاجة الفتاة إلى الأمومة والعفاف وإكمال هذا الجانب من دينها، فهذه كلها أمور ينبغي أن تنظري فيها لتتخذي القرار الصائب الذي لا تندمين عليه.

ومهما تكلمنا ومهما تكلم غيرنا – حتى من الأهل – فدورنا دور إرشادي وتوجيهي، ولكننا مرة أخرى نؤكد أن الحب لا يعرف فوارق العمر، ولا يعرف مثل الذي يتكلم عنه الناس، والنبي -عليه الصلاة والسلام– تزوج خديجة وهي أكبر منه، وتزوج عائشة والفرق بينه وبينها أكثر من أربعين أو قُرابة خمسين سنة -عليه صلاة الله وسلامه– وسعد معها وسعدتْ معه، رضي الله عنها وأرضاها.

فنحب أن نؤكد أن هذه المسألة – مسألة الزواج – هي مسألة تلاقي بالأرواح، هي مسألة انطباع يحصل في نفس الفتاة أو في نفس الرجل، فإذا انطبقت الشروط التي ذكرناها (كان صاحب دين، كان صاحب أخلاق، وجدت الارتياح والانشراح له، وبادلك نفس المشاعر، ووافقت الأسرة عليه)، فإن كونه مُعدد، أو عنده زوجة، أو كذا، فهذا ليس بإشكال، بل هناك فرص كبيرة تُفتح للفتاة خاصة من تعمل في الدراسات والوظائف، قد يصلح معها رجلاً لا يريد أن يعتمد عليها، فله زوجة أخرى، ويأتيها يومًا بعد يوم، يقسم بينها وبين أخرى، فإن هذا قد يكون أيسر لها حتى توفق بين نجاحاتها الوظيفية ونجاحاتها الأسرية.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونؤكد لك مرة ثانية أن الفتاة هي صاحبة القرار، وأن الإنسان إذا احتار عليه أن يُسارع إلى صلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً