الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من مشكلة عدم القدرة على الاندماج مع الناس؟

السؤال

السلام عليكم

أتمنى أن أجد تشخيصا وحلا لحالتي بارك الله فيكم.

أنا شاب بعمر21 سنة، مشكلتي هي عدم القدرة على الاندماج مع الناس، خصوصا الشباب الذين في مستواي، يعني ليس لي ميول خصوصا في متابعة المباريات والرياضة.

لا أستطيع الضحك إلا مجاملة، ولا أعرف ما هو السبب؟! علماً أنني كنت إنسانا ضحوكا صاحب فكاهة، فأصبحت وحيداً بسبب ترك أصدقائي القدامى، لأني اكتشفت أنهم يتعاطون المسكر والمخدرات، وقمت بتركهم خوفا من الوقوع في المعاصي، والآن أعيش وحيداً ليس لدي القدرة على إنشاء صداقات جديدة، ولا أجيد الدخول والاندماج مع الناس والضحك معهم، وإذا أحد مازحني يضطرب لساني وتتغير ملامح وجهي، ولا أقدر على الرد!

مشكلتي الكبرى هي عدم القدرة على الدفاع عن نفسي وعن غيري، حتى لو رأيت أمي أو أبي يتعرض للضرب والإهانة يمكن أن أقف ولا أعمل شيئا!

أمي وأبي على قيد الحياة -ولله الحمد- أحبهم ولكن لدي مشاعر غريبة! أشعر أنني كائن من كوكب آخر، ليس لدي ميول ولا طموح، ولا أصدقاء أذهب معهم، وحتى لو خرجت من المنزل مع أقاربي لا أجد طعما ولا أستمتع، بل أحيانا تصيبني حالات وأبكي على أمي وأخاف عليها من الموت!

أتمنى أن أجد تشخيصا وحلا لحالتي.

جزاكم الله خير الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا في هذا الموقع، وأحمد الله إليك أن عصمك من الانحراف، فجعلك تنسحب من أصدقائك الذين لاحظت عليهم بعض السلوكيات السلبية من الشرب والتعاطي، فاستمر على هذه الاستقامة.

التشخيص البسيط للحالة التي تمرّ بها غالبا هي حالة من الخجل أو الارتباك أو الرهاب الاجتماعي، حيث تجد صعوبة في الاختلاط بالآخرين، والحديث معهم، والدفاع عن نفسك أو الآخرين، مما يجعلك في كثير من الأحيان ربما تتجنب لقاء الناس وربما تتراجع عن حق لك عند الآخرين.

من الصعوبة أن نعرف من خلال السؤال لماذا أنت بهذا الحال، إلا أن الأمر لاشك له علاقة بطبيعة التربية والتنشئة، ومن تجارب الحياة المختلفة.

المهم في الأمر أن عليك تنمية مهاراتك الاجتماعية من أشكال التواصل مع الناس، وهذا لا يأتي من تجنب اللقاء بالآخرين، وإنما من خلال التعامل معهم والاحتكاك بهم، ليس الأصدقاء الذين عليهم انحرافات وإنما مع الآخرين من الناس أمثالك، ممن يريدون أن يحافظوا على استقامتهم وسلوك أخلاقهم.

قد تأتي عليك أوقات تشعر وكأنك من عالم أو كوكب آخر، وربما هذا يفهم من حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما يقول "لقد بدأ هذا الدين غريبا، وسيعود غريبا كما بدأن فطوبى للغرباء" ولعلك بعون الله واحد من هؤلاء الغرباء، جعلنا الله منهم.

وستلاحظ من بعد بعض الاحتكاك بالآخرين أنك بدأت تثق بنفسك أكثر، وبدأت تردّ على النسا، وتدافع عن نفسك عن موقفك، وبالشكل الذي تتمنى.

طبعا لا نتوقع أن يحدث هذا من المحاولة الأولى، إلا أن الأمر سيحسّن مع الوقت.

هل لك صديق صدوق، ولو واحد منهم، فهذا سيعينك كثيرا على تحاوز الحال الذي أنت فيه، وخاصة أن عمرك 21 سنة، مما سيعطيك الوقت الكافي لتنتقل لحال آخر أكثر راحة واطمئنانا.

وفقك الله، وكتب لك الفلاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق كرار الحسيني

    السلام عليكم اخواني اني سررت لسماع هذا الحديث اللذي جرى بينكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً