الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق المخاوف والأعراض المصاحبة، ما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة عمري 27 سنة، أعاني منذ 6 أشهر من ضربات قلب سريعة ودوخة وخوف، وكأني سأموت، وعدم قدرة على الخروج من المنزل، فبمجرد التفكير بأني سأخرج تبدأ ضربات قلبي تزيد، وأتعرق وأشعر بالدوخة، فأتراجع خوفا من الموت في الشارع، وهذه الحالة أثرت على حياتي، وأدت لانفصالي عن زوجي.

عملت تحاليل الغدة، وفقر الدم، ووظائف الكبد والكلى، وتحليل cbc وتخطيطا للقلب أكثر من 4 مرات، وجميعها سليمة -ولله الحمد- وللعلم قبل 6 أشهر كنت أستخدم حبوب ( الزيركتان ) لعلاج حب الشباب لمدة شهرين.

أرجو مساعدتي وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه النوبات التي تنتابك من تسارع في ضربات القلب، وتعرق، وشعور بالدوخة، وخوف من الموت، هي في الحقيقة ناتجة مما يسمى بقلق المخاوف، وقلق المخاوف أحيانًا تشوبه نوبات حادة نسبيًا تعرف بنوبات الهرع، هي التي تؤدي إلى الشعور بالخوف الشديد، وقُرب المنية، وتسارع ضربات القلب.

الحالة -إن شاء الله تعالى- بسيطة، ويمكن علاجها، قطعًا نأسف كثيرًا أن هذه الحالة قد أدى إلى انفصالك عن زوجك، نسأل الله تعالى أن يصلح بينكما وأن يردكما إلى بعضكما على الخير.

كل وظائفك الجسدية الرئيسية سليمة، وهذا أمر طيب، إذا تمكنت أن تذهبي إلى طبيب نفسي فأعتقد أن هذا هو الذي سوف يساعدك، وإن لم تستطيعي الذهاب فهنالك دواء فعّال جدًّا يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام) من الأدوية التي تساعد كثيرًا في علاج هذه الحالات، والجرعة المطلوبة هي صغيرة، وهي أن تبدئي بخمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – يتم تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلينها حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – واستمري عليها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، الدواء دواء سليم ودواء طيب جدًّا، وسوف يفيدك كثيرًا.

أنت الآن قد توقفت من تناول الـ (الزيركتان) و-إن شاء الله تعالى- لن يحدث أي تعارض مع السبرالكس.

أيتها الفاضلة الكريمة: حاولي أن تجعلي لحياتك معنى، نعم الطلاق مشكلة، وأنت صغيرة في السن، لكن يمكن أن ترتبي حياتك بصورة إيجابية جدًّا، ونظمي وقتك، أكثري من اطلاعاتك، تمسكي بدينك، تفقهي، اسعي دائمًا إلى بر الوالدين، وإن شاء الله تعالى تجدين أنك أصبحت أكثر ثقة بذاتك وزال عنك الخوف.

أي رياضة تناسب المرأة المسلمة أرى أنها سوف تكون مفيدة لك، كما أن تمارين التنفس التدرجي مهم جدًّا ومفيدة جدًّا، ولتطبيقها: اجلسي على الكرسي أو اضطجعي على السرير، أغمضي عينيك، فكري في أمر جميل في حياتك، افتحي فمك قليلاً ثم خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، ثم بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، ثم أخرجي الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

كرري هذه العملية خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تفيدك كثيرًا، قيمتها العلاجية كبيرة جدًّا في علاج هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً