الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك والحساسية من أصغر الأشياء.. كيف أتخلص منهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي هي أني أعاني من الظنان؛ حيث أشك في أصغر الأشياء التي تصدر من الناس، ولكن في نفس الوقت أقدر أن أقنع نفسي أن هذا الفعل الذي صدر من الشخص الآخر كان بنية سليمة، ولكن أسيء الظن، وأيضا أعتقد أني من الشخصية الحساسة؛ حيث أتحسس من أصغر الأشياء، فمثلاً إذا انتقدني أحدهم يمكن أن تنقطع علاقتي به أو تخف، وأيضا عندي القليل من الوسواس القهري الذي أقدر أن أتحكم به نوعا ما، وأيضا أحس بأني إذا رأيت شخصا يفعل مثل الشيء الذي أفعله أنه يقلدني، وعندي رهاب اجتماعي متقطع، أي أنه يأتي فترة وينقطع فترة.

ومشكلتي الأخيرة -وآسف على الإطالة- أني في البيت أتعامل مع إخواني تعاملا يختلف من تعاملي مع الناس؛ حيث أعامل الناس بلطف، أما في البيت فلا أتعامل بذلك اللطف.

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع وبارك فيكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فشكرا لك على هذه الأسئلة المتعلقة ببعضها.

لا تقلق فهذا الأمر طبيعي جدا، فإن الإنسان العادي هو خليط من مثل هذه الأمور، بل هو ربما من سمات المتفوقين والمتميّزين.

لا بأس بقليل من الشك، لأنه ربما لتأمين حمايته وسلامته، وإلا فقد يتعرض للأذى، وببعض الوسوس؛ لأنه قد يدفعه لإتقان عمله، والتأكد من أن كل شيء على ما يرام، وبقليل من الحساسية؛ مما يجعله يدرك صغائر الأمور وليس فقط الكبير منها، ويشعر بمشاعر الآخرين، وهذا من الذكاء العاطفي، وليت عندنا شيئا أكثر من الحساسية، فلربما تحسنت علاقتنا بمن حولنا، ولشعرنا بمصابهم!

وحتى الموضوع الأخير الذي ذكرته، فهو أمر طبيعي، فالكثير من الناس قد يتعاملون بمنتهى اللطف والكياسة مع من هم خارج البيت والأسرة، وقليل من هذا اللطف والكياسة داخل البيت، وهذا التحدي علينا أن نحسن تعديله، بحيث نعطي أفضل ما عندنا للأقربين كما نعطي للآخرين، ومن هنا نعلم عظمة ما قاله الرسول كريم الخلق صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) صلى الله عليك يا معلم الناس الخير.

والجميل في سؤاك أنك مدرك لهذه الأمور عندك، وأنها تحت السيطرة، فلا بأس عليك، وإنما إن ازدادت وبدأت تؤثر على أنشطة حياتك، فربما يفيد عندها التحدث مع أخصائي نفسي.

وفقك الله، وكتب لك السعادة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية NRGS

    جزاكم الله خيرا
    وجعله بموازين حسناتكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً