الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب وخوف من الخروج وحيدة لأني أحتاج لمن يؤكد لي ما يحدث لي

السؤال

السلام عليكم

أريد أن أعرف ماذا حدث لي؟ أعاني من بكاء كثير وضيق في الصدر، ويزداد الضيق في الصباح عندما أستيقظ وأتذكر ما حدث لي، وعدم رغبة في عمل الهوايات المحببة لي، وحزن وأفكار وسواسية مزعجة كزيادة المرض عندي، ﻻ أستطيع أن أبقى في مكان وحدي، ﻻ بد أن يكون معي أحد من أهلي حتى يؤكد لي ما حصل معي، وإذا ذهبت إلى محل للشراء أدخل وأعرف كل ما حصل معي، ولكن إذا خرجت من المحل أو السوق أخاف كثيرا، وأقول (ربما حصل معي شيء آخر غير الذي حصل) لذلك أريد أن أكون مع أحد من أهلي حتى يؤكد لي، رغم أني أعرف كل شيء حدث معي!!

فما هو هذا المرض؟ وماذا أفعل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الضيق في الصدر، وعدم الارتياح في فترات الصباح، ثم الانشغال بالأفكار السلبية حول ما حدث في الماضي، وضعف الرغبة في كل ما هو جميل، هي من سمات ما يعرف بـ (القلق الاكتئابي)، وهو ربما يكون مصحوبًا أيضًا بنوع من المخاوف تجعل الإنسان غير مطمئن بصفة عامة، وها أنت تكونين غير مطمئنة في أماكن التسوق لدرجة عدم التذكر أو تشتت الذهن، وهذا العرض مصاحب لقلق الاكتئاب، وقلق الاكتئاب الذي تعانين منه -إن شاء الله تعالى- من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة وليس أكثر من ذلك.

إذًا ما حدث لك هو هذه الحالة التي تحدثنا عنها، وأنا أؤكد لك أنها بسيطة جدًّا، لذا أنصحك بأن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا، تحتاجين لجلسة أوليَّة، ثم بعد ذلك تعقبها جلسة أو جلستين، وذلك بهدف المتابعة والتوجيه والإرشاد، وأسس التوجيه والإرشاد أريد أن أُطلعك عليها، وهي:

أولاً: يجب أن تفهمي أن حالتك غير خطيرة.

ثانيًا: يجب ألا تكوني متشائمة، وتذكري إيجابياتك.

ثالثًا: أديري وقتك بصورة صحيحة، ولا تنقادي بمشاعرك وأفكارك السلبية، إنما انقادي بأفعالك، لأن الإنجاز والأداء الحسن يُشعر صاحبه بالرضا الداخلي، وحين يشعر الإنسان بالرضا يتحول فكره وكذلك مشاعره السلبية إلى مشاعر إيجابية جدًّا.

رابعًا: احرصي على الصلاة في وقتها، فهي من أكبر المطمئنات ومريحة للنفوس.

خامسًا: أنت تعملين في مجال ممتاز، مجال التعليم، ورسالتك هي رسالة مقدَّرة، فيجب أن تستأنسي بعملك هذا، وأن تطوري مقدراتك وتطوري مهاراتك، وحُب العمل من أجمل الأشياء التي تبعث الراحة في النفوس.

سادسًا: - وهي مهمة – أن تجلسي مع نفسك جلسة تأمل وتدبر، وتسألي نفسك (ما هذا الذي يحدث لي؟ ما هذه الأفكار القبيحة؟ لماذا لا أبدلها؟ لماذا لا أغيّرها؟ أنا لديَّ كذا وكذا في الحياة وكلها أشياء طيبة وجميلة)، ودائمًا جلسات التأمل يجب أن تنتهي بنوع من التغيير الفكري، احرصي على ذلك، واعلمي أن الله تعالى استودع فينا طاقات جميلة ومفيدة وإيجابية وقوية، نعم قد تكون حبيسة، لكن من خلال التأمل يمكن أن نُخرجها ونستفيد منها، وكما تعرفين - أيتها الفاضلة الكريمة -: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} وأنه تعالى {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها}.

حين تذهبين إلى الطبيب سوف يصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف والوساوس والاكتئاب، وأعتقد أن عقار (زولفت) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) ربما يكون هو الأفضل في حالتك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً