الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكاري السلبية ومشاعري تؤدي إلى تغيير سلوكي، كيف أتجاهلها؟

السؤال

السلام عليكم

أفكاري السلبية ومشاعري تؤدي إلى تغيير سلوكي، فكيف أتجاهلها؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال المختصر.

نعم من الطبيعي أن يكون لدى الإنسان أفكار سلبية وأخرى إيجابية، والحياة في حاجة إليهما معا من أجل حياة آمنة، والسؤال الصعب هو في كمية كل من هذه الأفكار، وطبيعة التوازن بين الإيجابية والسلبية.

الفرد الذي تغلب عنده الأفكار الإيجابية يكون في العادة بطبيعته متفائلا، ويرى الجانب المشرق من الحياة، (ونصف الكأس الممتلئ)، ونحن نحتاج لهذه المقاربة من أجل تجاوز الصعاب والسلبيات والمشكلات الكثير في حياتنا.

بينما الفرد الذي تغلب عليه الأفكار والمقاربة السلبية، فهو يرى الوجه الأقل تفاؤلا للحياة والناس ولنفسه أيضا.

هناك فكرة فلسفية تقول: إن الإنسان بالأفكار السلبية هو الأقرب "للطبيعي" من باب إحساسه الشديد بالمعاناة الإنسانية الواقعية، وإن كنت شخصيا لا أوافق على هذه النظرة، إلا أن النظرة السلبية ليست هي الأساس إلا أنها مطلوبة، لأنها ترينا مخاطر كل مشروع أمامنا، وبحيث نرى السلبيات كما نرى الإيجابيات.

لابد للأفكار السلبية أو الإيجابية من أن تؤدي لتغيير السلوك، والمطلوب كيف لا نسمح للأفكار السلبية من أن تسيطر على كامل الصورة، وإلا فلن يجد الإنسان فائدة من عمل أي شيء أو القيام بأي مشروع يفيده ويفيد الآخرين.

أظن أنك قد بدأت بالخطوة الأولى لهذه العملية، وهي خطوة الانتباه إلى مدى تأثرك بالأفكار السلبية، وعزمك على التغيير، وما عليك الآن إلا متابعة الانتباه لطبيعة أفكارك، والعمل على التوازن المناسب بينهما، ولا أستطيع هنا أن أعطيك جوابا عاما نحو الأفكار الإيجابية أو باتجاه الأفكار السلبية، ولابد من النظر إلى الموضوع المطروح.

أعطيك مثالا يمكن أن يشرح هذا قليلا، وهو: إذا عرض عليك مشروع من الواضح أنه مشروع ناجح، فلابد أن تغلب التوجه الإيجابي، مع الانتباه للسلبيات، ولكن لو عرض أمامك مشروع تغلب عليه ملامح الفشل، فلابد من ترجيح الأفكار السلبية كي لا تقع في مشكلة مشروع فاشل.

يمكن هنا الاستفادة من رأي من تثق به وبخبرته ممن حولك، فرأي هؤلاء الناس يفيدنا كثيرا في ترجيح جانب دون الآخر، ونفهم هذا من الأثر "ما خاب من استشار".

وفقك الله، ويسر لك التوازن المطلوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً