الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع كذب خطيبتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب عمري 26 سنة، خطبت فتاة عمرها 20 سنة، كنت أعرفها من قبل، أنا أواجه في الآونة الأخيرة مشكلة معها؛ لأنها كذبت علي في عيد الأضحى قالت لي: بأنهم اشتروا أضحية، لكن عند زيارتنا لهم أخبرني أخوها بأنهم لم يشتروا أضحية، هي لا تعلم بأني أعلم, فأصبحت لا أصدقها، وأشك أنها تكذب علي حتى في أبسط الأشياء، أصبح عندي شك شبه وسواس، فأنا أطلب منها أن تحلف لي كل مرة، وهي أصبحت تتضايق من هذا الامر.

أنا في الأول التمست لها الأعذار، وقلت في نفسي أنها فعلت هذا بدافع الخجل، وأنا أعرف أنها ليست من النوع الذي يكذب كثيرا، فهي ربما تكذب مثل باقي النساء للضرورة أو ما شابهه، فكيف أتخلص من هذا الشك الذي يأتيني أحيانا ويكاد يقتلني؟

أنا أفكر أن أواجهها بالموضوع وأحذرها أن تكذب علي مرة أخرى، فأنا أطلب منها أن تحلف لي كل مرة، وهي أصبحت تتضايق من هذا الأمر، فهل مواجهة خطيبتي بكذبها علي هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك في الموقع، ونؤكد لك أن الكذب خصلة غير طيبة، والنبي - صلى الله عليه وسلم – كان إذا وجد من الشخص كذبًا لا يُقبل عليه، ولكن لا بد من التثبت في هذه المسألة، فربما سمعتْ الأخ يقول (سنشتري) ثم غيروا رأيهم، هناك احتمالات كثيرة، أو ربما كانت تظن أنهم سيشترون أضحية ولم يشتروها، وربما وربما.

لذلك هذا الموضوع ينبغي أن يأخذ حجمه المناسب، ولا مانع من سؤالها وبيان ذلك لها، وإن كنا نرى أنك إذا لم تجرب عليها كذبًا واضحًا في غير هذا الموطن فنرى أن تتعوذ بالله من الشيطان وتمضي فتصدقها؛ لأن الإصرار على أن تحلف في كل صغيرة وكبيرة هذا ليس فيه مصلحة، واسم الله أعظم من أن يُحلف به على كل أمر، كما قال ابن مسعود: (ما كنت لأحلف بالله صادقًا ولا كاذبًا) قال: (إن كنت صادقًا فاسم الله أعظم أن يُحلف به على توافه الأمور، وإن كنت كاذبًا فذلك أبعد).

وهذه المسألة لها علاقة بالثقة، فنتمنى ألا تطلب منها أن تحلف، ولكن عليها أن تصدق، وعليك أن تصدقها إذا تكلمت، وهذه أصلاً خصلة جميلة، كما قال ابن عباس: (ثلاثة من قريش أصلح الناس وجوهًا: إن حدثوك لم يكذبوك، وإن حدثتهم لم يكذبوك) ثم قال بعد ذلك: (الصديق، وأبو عبيدة، وابن عامر بن الجراح) رضي الله عنهم وأرضاهم.

فمن الكرامة للإنسان ألا يكذب، ومن الكرامة أن يصدق الناس فلا يُلجئهم إلى الحلف والقسم إذا تكلموا، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

نتمنى ألا تأخذ المسألة كما قلنا أكبر من حجمها، حتى يثبت لك، فالأصل أنها صادقة حتى يثبت لك ما هو خلاف ذلك، ولا مانع من تجلية هذا الأمر، ولكن لا تقل لها: (أنا أصبحتُ لا أصدقك، ولذلك أطلب منك أن تحلفي) ولكن تقول: (الصدق مهم، وأنا أذكر أنك قلت كذا، فلماذا قلت ولماذا كذا؟) حتى تسمع منها توضيحا، وحبذا لو يكون على سبيل المزاح، حتى لا تظن أنك تحتفظ بأشياء قديمة في نفسك وتحاسبها عليها وتحاكمها عليها.

نسأل الله أن يعينك على الخير، ونؤكد لك أن الثقة مطلوبة، وأن الإنسان ينبغي أن يُحسن الظن بأهله، وقطعًا أنت ما طلبتها إلا بعد أن سألت عنها وعرفت دينها وخلقها، وطبيعة أسرتها، ونؤكد لك أنك لن تجد امرأة بلا عيوب ولا نقائص، كما أن بعض النساء يتوسعن في مثل هذه المعلومات، وهذا قطعًا مرفوض، لكن ينبغي أن يأخذ حجمه المناسب.

نكرر ترحيبنا بك في الموقع، ولا نرى الخروج من حياة الفتاة بهذه السهولة، فإن الواحد منا لا يرضى هذا لأخته أو لابنته، فلماذا نرضاه لبنات الناس؟!

نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً