الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المشاكل الزوجية بسبب والدة زوجي.. كيف أتفاداها؟

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة كبيرة في حياتي، أنا متزوجة منذ 5 شهور فقط لا غير، ولكن حياتي الزوجية غير مستقرة مع زوجي الذي أحترمه وأقدره، ولا أذكر عنه شيئا إلا بالخير حتى لو أرى فيه ما يجب إصلاحه، كانت سبب مشاكلنا زعل والدته المستمر، وتعليقها على بعض التصرفات، ويعلم الله كم أكرمهم ولا أسيء لهم، ولكن المشكلة زوجي يتأثر بكلامها، ويأتي من عندها غضبان مني، وتحصل مشاحنة بيني وبينه، على الرغم أن الأمر قد يكون بسيطا أو أني فعلت ما يستوجب علي.

علما بأني حامل، وسبب لي مشاكل، وألزمتني الدكتورة بالراحة التامة، اهتمامه وتأثره بوالدته يؤثر على حياتي، ويسبب الكثير من المتاعب والضرر النفسي، وإهماله لي أتعبني، لم أكن أتوقع ذلك منه، لم أقل له اترك أهلك أو أهملهم، ولكن اعدل بيننا، فماذا أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ kivo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك ابنتنا في الموقع، ونسأل الله أن يُسعدك، ونشكر لك الثناء على هذا الزوج، وينبغي أن تبني على هذه الإيجابيات، وتحرصي على أن تتحملي والدته، واعتبريها في مقام الوالدة، واعلمي أن بعض الأمهات تغار من زوجة ابنها التي جاءت تشاركها في جيبه وفي حبه، فقدري هذا الجانب، وحاولي أن تتلطفي معها، واعلمي أن الصغير هو الذي ينبغي أن يتنازل للكبير، ونتمنى من الزوج أن يُكرمك، وأن يقدر صبرك، وحاولي دائمًا أن تسدي أبواب المشاكل، وضيعي فرص الاحتكاك، وحاولي أيضًا أن تكوني إيجابية، فلا تتكلمي عن أهله إلا بالخير، واحرصي دائمًا على ذكرهم الطيب، واحتملي منهم لأجله، فإنه كما يقال –عندكم في المثل-: من أجل عين تُكرم ألف عين.

واعلمي أن إكرامك لوالدته وإحسانك لأخواته وصبرك على المعاناة معه سيجلب لك الراحة، ويجلب لك الخير، وأنت بحاجة فعلاً إلى راحة في هذه الفترة، لأنا لا نريد للمرأة الحامل أن يكون عندها توتر؛ لأن الجنين يتضرر جدًّا من فعل ذلك التوتر.

ونؤكد لك أنكم في بداية المشوار، ومشوار الحياة طويل، والمسألة تحتاج إلى صبر، وإحسانك إلى أهله، وامتصاصك لما يمكن أن يُؤلم ويؤثر هو المطلوب، والإنسان إذا قدم الحسن وفعل المعروف وأساء له الآخر فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.

وينبغي أن تعلمي أن والدته كبيرة في السن، وأن كبار السن لهم مفاهيم مختلفة عن تصرفات الشباب وفهم الشباب، فلا تتأثري، وإذا جاءك غاضبًا حاولي أن تمتصي غضبه، وألا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وسيأتي اليوم الذي يعرف فيه مكانتك، ونشكر لك احترامك لهم، ونتمنى منك المزيد.

ونحب أن نؤكد لك أن المرأة إذا كانت مُحبة لزوجها وعلاقتها بزوجها طيبة، فلن يضرها بعد ذلك الإشكالات التي تأتيها من الأطراف الأخرى، فالحياة قصيرة، ووجود الإنسان معهم أيضًا قصير، ولكن المهم هو علاقتك بزوجك، فاهتمي بالزوج، وحسّني العلاقة بينك وبينه، وقبل ذلك أصلحي ما بينك وبين الله يُصلح الله ما بينك وبينه وبينهم، واعلمي أن قلب الزوج وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

فالجئي إلى الله مصرف ومقلب القلوب، ونسأل الله أن يسعدك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر fethi

    للأسف انتم مخطئون هناك عائلات لا يمكن أن يتركوا الزوج يعيش مع زوجته ولو كانت زوجته لها أخلاق الصحابيات

  • السعودية omyousef

    اللهم موفق بين عبادك

  • السودان ام الحلو

    الله يأخذ لكل مظلوم حقه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً