الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجا للرائحة الكريهة الصادرة مني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام أسعدكم الله.

مشكلتي كالتالي: أعاني من الرهاب الاجتماعي الشديد؛ لدرجة أني أتعرق بشدة بمجرد التفكير في أني سأخرج من البيت لأي مكان، وإن كان ذلك المكان هو مطعم أو زيارة صديق.

حقيقة أنا متخوف جداً أيضا من إخبار والدي بما أعانيه؛ لأنني أخاف أن يصدم مما سيسمعه؛ خاصة أني في الصغر كنت اجتماعيا جدا، وللعلم أنا لم أزر طبيبا قط؛ لأن عمري 19 سنة، وأشعر أني قادر على التغلب على المرض.

لكن طرأت مشكلة أخرى وهي: الرائحة الكريهة، فقد أصبحت شغلي الشاغل في الحياة، حتى أني أتمنى الموت، وأدعو على نفسي بسببها، تأتيني دائماً شكوك بأن هناك رائحة كريهة تصدر مني، ولا أخفيكم أني أصبحت أراقب من حولي بشدة؛ لدرجة أني أحس أنهم يذهبون بعيدا عني بسبب هذه الرائحة، وفي بعض الأحيان أحس بأني أبالغ وليس هنالك رائحة، لكن بعض الأحيان يأتيني شعور بأن الجميع يراقبني وينظر إلي، وجميعهم يتحدثون عن رائحتي.

لا أخفيكم أيضاً بأن جميع هذه الأمراض تفاقمت علي بعد تجربة عقار الحشيش وأنا في الخارج، لكن منذ أن قرأت عن أضراره لمرضى الرهاب الاجتماعي، وطريقته في جعل المريض يفكر بطريقة سلبية تامة، ويعيشه في وهم، تركته تماماً منذ ما يقارب ال 6 شهور، وعزمت على أني لن أعود إليه بعد أن عشت أسوأ أيام حياتي عندما جربته.

وللعلم فإن الرائحة تصدر من منطقتي الإبط والفخذين، وأصبحت كلما أخرج إلى أي مكان أتعرق بشدة في هذه المنطقتين بسبب شدة قلقي منهما، وأشعر فورا بأن هناك رائحة كرية تصدر مني، مع العلم بأني أستحم مرة أو مرتين يوميا، وأضع مزيل العرق في الإبط، وأصبحت مؤخراً أضعه بين الفخذين من أجل قلقي من صدور رائحة كرية منه.

بخصوص بنيتي الجسدية -الحمد لله- ربي أكرمني ببنية قوية، طويل ووزني مساو لطولي.

أرجوكم يا إخوان أريد جوابا كافيا، وادعوا لي بالشفاء من فضلكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ احمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أن درجة الخوف والرهاب الاجتماعي التي تعاني منها جعلتك تكون أكثر حذرًا تجاه الناس، مما جعلك تُسيء التأويل والظن، وتعتقد أنهم يتحدثون عنك، هذا العرض نعتبره عرضا رئيسيًا.

وبالنسبة لموضوع الرائحة الكريهة التي تعتقد أنها تصدر منك: هذا شعور ليس صحيحًا، شعور مبالغ فيه، وأعتقد أن نتج من سوء تأويلاتك حول مقاصد الآخرين حولك.

أيها الفاضل الكريم: أنا أقدر تمامًا أن هذه العلة ليست تحت إرادتك، لكن يجب أن تتجاهل هذه الأعراض، لا تُكثر من استعمال مزيلات العرق، هذا ليس صحيحًا؛ لأنك بهذه الطريقة تُدعم السلوك غير الصحيح، وعليك أن تبدأ حياة جديدة قائمة على التواصل الاجتماعي، أن تصلي مع الجماعة في المسجد، أن تلعب كرة القدم مع زملائك مثلاً، أو أي رياضة جماعية أخرى، أن تزور أصدقائك، جيرانك، أرحامك، وأن يكون لك وجود وبروز في المناشط المدرسية، هذه هي الطريقة الصحيحة للتخلص من فكرة الرهاب الاجتماعي، وتحقيرها تحقيرًا تامًا.

أنت بالفعل محتاج لعلاج دوائي، محتاج لدواء يقلل من حدة الشك والظنان الذي عندك، وكذلك يعالج لك إن شاء الله تعالى الرهاب الاجتماعي.

تحدث مع والدك الكريم، اشرح له الأمر، وأنا متأكد أنه سوف يتقبل تمامًا نصيحتنا هذه لك، وسوف يذهب معك إلى الطبيب، الأمر في غاية البساطة، وسوف يزول تمامًا، لكن لابد أن تتناول العلاج الدوائي؛ لأنه بالفعل يمهد لك لتقليل قيمة الأفكار التي تعاني منها، وحتى تتواصل اجتماعيًا بصورة أفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً